خبراء لـ"العين": "الذئاب المنفردة" تثبت يأس الإرهابيين بمصر
سياسة "الذئاب المنفردة"، التي لجأ إليها الإرهابيون في مصر، مؤخرا، تعبّر عن يأسهم بعد النجاحات الأمنية التي ضربت تجمعاتهم.
قال خبراء أمنيون، في تصريحات منفصلة لبوابة "العين" الإخبارية، إن سياسة "الذئاب المنفردة"، التي لجأ إليها الإرهابيون في مصر، مؤخرا، تعبّر عن يأسهم بعد النجاحات الأمنية التي ضربت تجمعاتهم.
ونجحت قوات الأمن المصرية، على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، في تسديد ضربات استباقية لتلك الجماعات بعد رصدها، ما أجبرهم على تشكل خلايا صغيرة لاستهداف رجال الأمن، وكان آخرها، قبل أيام، مقتل رئيس مباحث مركز شرطة طامية وإصابة شرطيين، بمحافظة الفيوم، وسط مصر، وقبلها تصفية دورية أمنية يستقلها 8 من قوة قسم شرطة حلوان في مايو/أيار الماضى.
وقال اللواء ناصر العبد، مدير أمن الفيوم، إنه تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى يضم فرقا من الأمن الوطني والأمن العام والبحث الجنائي لسرعه تحديد الجناة وتمشيط المنطقة وتتبع خط سير الجناة وسؤال شهود العيان، موضحا أن استهداف رئيس المباحث جاء ردا على مشاركته في العديد من العمليات الأمنية الاستباقية بالمنطقة.
وأشار اللواء العبد، في تصريحات لبوابة "العين" الإخبارية إلى أن فريقا من النيابة العامة قد انتقل إلى موقع الحادث، الذي يبعد نحو 2 كيلو تقريبا عن مركز الشرطة، لمعاينة آثار الطلقات التي اخترقت السيارة، والاستماع إلى شهود العيان، ومناظرة جثة الشهيد، إلا أن الحالة الصحية للشرطيين المصابين سيئة، حيث يرقدان في العناية المركزة بعد أن اخترقت جسدهما 5 طلقات في البطن والظهر ويصعب سؤالهما.
وتابع مدير الأمن قائلا: إن قوات الأمن تمكنت من القبض على 35 إرهابيا من المشتبه فيهم بالوقوف وراء الحادث، مؤكدا أن المحافظة لم تشهد منذ أكثر من 10 أشهر أي عمليات إرهابية نتيجة للضربات الاستباقية التي تقوم بها أجهزة الأمن وتصفية العديد من البؤر الإجرامية وضبط عشرات الجماعات التكفيرية والمتشددة.
وبسؤال مدير أمن الفيوم عن حركة تطلق على نفسها "حركة سواعد مصر – حسم"، التي أعلنت مسؤوليتها عن العملية الإرهابية، قال إننا نعمل جاهدين - من خلال مباحث الإنترنت بالوزارة ومعلومات من قطاعي الأمن الوطني والعام – على الكشف عن هويه القائمين على تلك الحركة وضبطهم في حال ما إذا كان لها وجود من الأساس.
واعتبر اللواء محمد نور الدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن تلك العملية التي استهدفت الضابط والشرطيين عملية نوعية جديدة لـ"الذئاب المنفردة"، فهناك العديد من الخلايا النائمة بمحافظة الفيوم، ويجب تنشيط الأجهزة المعلوماتية هناك لإحباط أي مخطط إرهابي محتمل، خاصة وأن الفيوم بها أقل مستوى معيشة، والجماعات التكفيرية تستغلهم في تنفيذ عملياتهم، فالحل هنا ليس أمنيا فقط بل يجب على الدولة أن تاخذ بمحمل الجد تطوير القرى الأكثر فقرا بالفيوم لانتشالهم من الجوع والفقر.
وأوضح نور الدين قائلا: "إن السلفية الجهادية والتنظيم السري للإخوان المسلمين، وراء أي عملية إرهابية، فهم يريدون تضليل أجهزة الأمن بتغيير المسميات لإيهام الداخلية بأن هناك العديد من التنظيمات".
بدوره، أكد العميد خالد عكاشة، رئيس المركز الوطني للدراسات الأمنية، أن عملية الفيوم تعتبر نوعية للذئاب المنفردة، موضحا أن الفيوم تعد مرتعا للجماعات الإرهابية، خاصة وأنها تقع ما بين الجيزة جنوبا وبني سويف غربا وشرقا تحفّها الصحراء الغربية حتى تصل إلى الحدود مع ليبيا، وهنا يكمن الخطر لاتخاذ الجماعات الإرهابية تلك المناطق مأوى لهم.