مليشيات السراج تهاجم حقل الفيل النفطي في ليبيا
حقل الفيل النفطي في ليبيا تعرض لهجوم إرهابي من قبل مليشيات إرهابية والجيش يستعد لإطلاق حملة موسعة لاستعادته والقضاء على الإرهابيين.
شهدت المنطقة المحيطة بحقل الفيل النفطي، قرب مدينة أوباري، اشتباكات بين قوات الجيش الليبي ومليشيات تابعة لمليشيات حكومة فايز السراج تحت قيادة علي كنة وحليفة حسن موسى سوقي التباوي.
وهاجم المسلحون الحقل النفطي الذي يؤمنه الجيش الوطني الليبي، فيما أعلن سلاح الجو التابع للجيش تنفيذ عدد من الضربات على المواقع التابعة لهذه المليشيات قرب الحقل الذي يقع جنوب غربي ليبيا.
وقال اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الليبي، في بيان، إن الضربات التي شنها سلاح الجوي الليبي تمكنت من تدمير 5 آليات عسكرية مسلحة وسيارة تحمل ذخيرة وتجمع لعناصر إرهابية تخريبية.
وأضاف أن الجيش الليبي دفع بتعزيزات عسكرية إلى منطقة الحقل النفطي لطرد ما تبقى من المخربين وإرهابيي حكومة السراج.
وتسببت الاشتباكات في وقف الإنتاج في الحقل الذي يبلغ نحو 70 ألف برميل يومياً، والحقل تتشارك إدارته المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس مع شركة إيني الإيطالية.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط وقف الإنتاج بحقل الفيل النفطي بعد تواصل الأعمال العسكرية بالمنطقة، مؤكدة أن الإنتاج سيبقى متوقفا إلى حين وقف العمليات العسكرية وانسحاب جميع الأفراد العسكريين من منطقة عمليات المؤسسة الوطنية للنفط.
ومن جانبه أكد محمود الورفلي مدير مكتب الإعلام بالمناطق العسكرية الجنوبية التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية تعرض حقل الفيل النفطي لجنوب البلاد لهجوم إرهابي من قبل مليشيات تابعة لحكومة الوفاق -التي يصفها مجلس النواب بغير الشرعية-.
وتابع الورفلي في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أن قوات من الجيش الليبي بقيادة اللواء بلقاسم الأبعج، قائد المناطق العسكرية الجنوبية، تستعد لإطلاق حملة عسكرية موسعة لاستعادة الحقل النفطي والقضاء على المجموعات الإرهابية في المنطقة.
وأشار إلى أن سلاح الجوي نفذ عددا من الضربات على مواقع تابعة لهذه المليشيات قرب حقل الفيل.
الوفاق ودواعش النفط
وكان الجنوب الليبي قد شهد فترة من الاستقرار بعد أن أطلق الجيش الليبي في يناير/كانون الثاني الماضي عملية فرض القانون لضرب التشكيلات المسلحة والخارجين عن القانون.
إلا أن حكومة والسراج حاولت التأثير على الجنوب الليبي لضرب الخطوط الخلفية للجيش الليبي الذي يحارب المليشيات في طرابلس باعتبار أن الجنوب هو الحلقة الأمنية الأضعف في جغرافية ليبيا المطلة على 6 حدود دولية.
ومؤخرا أعلن قائد مليشيا تابع لحكومة السراج ويدعى "علي كنه" تنصيب نفسه آمرا للمنطقة الجنوبية في محاولة منه لخلق كيان موازي للجيش الليبي الغرض منه شق الصف وتمكين الإرهابيين في المنطقة الجنوبية بحسب متخصصين ليبيين في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية".
ويعرف "كنه" بأنه صاحب التوجهات المتعددة لصالح الكل في المنطقة الجنوبية وتجمعه علاقات وطيدة مع المجموعات الإرهابية من قبل عام ٢٠١١ وسبق وتم رصد عدة زيارات له إلى مالي.
كما ظهرت هذه العلاقات بشكل أوثق حين عولج عام 2014 على نفقة دولة من داعمي الإرهاب في أوروبا، حيث التقى بأحد رجال المخابرات التركية رفقة وزير الدفاع المفوض بحكومة الوفاق السابق المهدي البرغثي.
كما كان كنه حليفا لمليشيا القوة الثالثة المدعومة من تركيا والمليشيات التشادية في العديد من جرائمها في حق الليبيين بالجنوب.
كنه يتحالف مع سوقي
كما تحالف علي كنه مع مليشيات "قوات حماية الجنوب"، وقوامها الرئيس من قبائل التبو الليبية ومرتزقة من تشاد ودول أفريقية أخرى مثل نيجيريا، والتي تقاتل تحت إمرة حسن موسى التباوي، الذي ظهر مؤخرا تحت مسمى "أبوبكر السوقي".
وتقول معلومات إن عناصر إرهابية تجمعت تحت إمرة "سوقي" من تنظيمات ذات معتقدات تكفيرية متفاوتة، في إطار ما تعتبره تلك التنظيمات "مواجهة العدو الموحد".
وتضم مليشيا "إرهاب الجنوب" عددا كبيرا من المرتزقة التشاديين الذين استغلوا حالة الفراغ الأمني في ليبيا أعقاب أحداث الـ17 من فبراير 2011 لتتخذ من الجنوب الليبي مقرا آمنا لها، لتنفيذ هجمات داخل الأراضي الليبية بالتحالفات مع تنظيم القاعدة الإرهابي وجماعات تهريب البشر.
وحصل "السوقي" خلال الفترة الماضية على مبالغ كبيرة من المجلس الرئاسي بزعامة فايز السراج لشراء مرتزقة تشاديين بعد أن طردهم الجيش الليبي من الجنوب، واعترف "السوقي" نفسه بذلك في مقطع مصور، قائلا إن لديه أموالا تكفيه لمدة 100 سنة مقبلة.