يترأسها وزير دفاع سابق.. تفاصيل توقيف خلية "السلماني" شرق ليبيا
بعد أسبوع من عملية أمنية واسعة في مدينة بنغازي، كشف الجيش الليبي تفاصيل توقيف "خلية إرهابية" يترأسها وزير دفاع سابق بحكومة الوفاق.
وأعلن المدعي العام العسكري التابع لـ"القيادة العامة للجيش الليبي"، فرج الصوصاع، توقيف "خلية السلماني" التي تضم عناصر من تنظيمي شورى بنغازي، وأنصار الشريعة الذين ارتكبوا جرائم إرهابية في مدينتي بنغازي ودرنة.
وفي مؤتمر صحفي الجمعة، اتهم الصوصاع وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني السابقة العميد المهدي البرغثي بمحاولة زعزعة الأمن والاستقرار في مدينة بنغازي، وذلك عبر مساعدة "خلايا إرهابية نائمة"، مشيرا إلى أن الأخير "دخل خلسة عبر الصحراء إلى مدينة بنغازي رفقة 40 إرهابيًا".
وأوضح أن "البرغثي تعرض لإصابات بليغة وخطيرة خلال مواجهات مع قوات أمنية حيث رفض تسليم نفسه، وتعامل مع الدورية بالسلاح قبل أن يتم توقيفه".
تفاصيل المواجهات
ومن جانبه، كشف وزير الداخلية بالحكومة الليبية المكلفة عصام أبوزريبة، تفاصيل المواجهة مع الخلية، لافتا إلى أنها مجموعة إرهابية تسللت إلى منطقة السلماني في بنغازي على متن سيارات دفع رباعي ذات طلاء عسكري.
وأضاف أن عناصر الأمن الداخلي انتقلت إلى عين المكان؛ حيث لاحظوا العديد من الأشخاص المسلحين وأبلغوا الشرطة العسكرية بالواقعة، لكنهم تعرضوا للرماية بالذخيرة الحية، ما دفعهم إلى الاستعانة بالوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية التي جوبهت بمقاومة من الإرهابيين ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى من الجانبين، وإصابة البرغثي، فضلًا عن مقتل وإصابة عدد من الجنود من الجيش والأجهزة الأمنية.
وأشار إلى ضبط كميات من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة مع المجموعة المسلحة، منها: 20 قذيفة آر بي جي، و60 دانة، و100 سلاح كلاشينكوف، وقنابل للقنص، وغيرها.
اعترافات مثيرة
وخلال المؤتمر، تم عرض مقاطع مصورة للعناصر الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليها في السلماني، بينهم مراد جهاد جمعة العوامي مواليد بنغازي 2004، أكد خلالها أن التجهيز للخلية كان منذ رمضان الماضي، معترفا بأسماء مشاركيه وإطلاق النار على الوحدة العسكرية.
الأمر أيضا، أكده الإرهابي محمد يونس الذي كان يتبع ما يعرف أنصار الشريعة الذي شارك في قتال الجيش الليبي في عام 2015، والهلال النفطي في 2016.
وأشار إلى أن الهدف من الخلية بقيادة المهدي البرغثي السيطرة على مدينة بنغازي بمساعدة بعض الخلايا النائمة من التنظيمات الإرهابية، ذاكرا تفاصيل كبيرة عن المتعاونين معهم لاستكمال مخططهم.
وأوضح أن وظيفتهم كانت تتمثل في زعزعة الأمن بالمدينة مع وجود مساعدة خارجية سوف تدخل لتساعدهم بعد ضرب المدينة لولا ظهور قوات الشرطة العسكرية، لافتا إلى أنه أصاب اثنين من قوات الجيش بسلاحه الآلي.
وعن طريقة العبور من طرابلس إلى بنغازي، كشفها الإرهابي الثالث سند سليمان حيث قدموا من العاصمة الليبية غرب البلاد عبر الصحراء للهروب من التوقيفات الأمنية وصولا إلى مدينة بنغازي والمكوث فيها للسيطرة على المدينة.
وأشار إلى أنهم اختاروا منطقة السلماني لوجود كثافة سكانية بها للهروب وسطهم حتى موعد تنفيذ العملية، مؤكدا أنهم هم من بدأوا إطلاق النار على قوات الجيش الليبي.
وكشف عن اجتماعات سابقة للمهدي البرغثي مع قائد مؤسس لسرايا الدفاع عن بنغازي، وهي مليشيا ليبية منحازة لأنصار الشريعة الموالية لتنظيم القاعدة الإرهابي، إسماعيل الصلابي، لتنظيم الهجوم على الحقول النفطية في العام 2016 بالإضافة إلى عمليات أخرى منها مجزرة براك الشاطئ الشهيرة ما أدى إلى مقتل نحو 145 من أفراد القاعدة العسكرية، ووجهت الاتهامات وقتها إلى المهدي البرغثي بالوقوف وراء العملية.
وكان الأهالي بالمدينة قد رصدوا عناصر من تنظيمات إرهابية بين أفراد حراسة البرغثي، سبق أن فروا من بنغازي قبل سنوات، بعد عملية الكرامة، حيث كانوا يقاتلون تحت راية مجموعات متطرفة على علاقة وطيدة بمفتي جماعة الإخوان في ليبيا الصادق الغرياني فقاموا بإبلاغ الأمن.
والجمعة الماضي، تحولت منطقتا السلماني وحي 602 وسط بنغازي إلى مسرح لمواجهات مسلحة بين قوات تابعة للجيش الليبي وبين مجموعة مسلحين بقيادة البرغثي بعد وصوله بشكل مفاجئ إلى منزله الذي غاب عنه منذ 7 سنوات.