لقد اتخذت المجموعات المتطرفة من الدين شعاراً لها يُرفع وعملاً يدمِر ويقطع كل صلة بالدين الإسلامي تَتستّر وراءه بأعمالها الإجرامية.
لقد اتخذت المجموعات المتطرفة من الدين شعاراً لها يُرفع وعملاً يدمِر ويقطع كل صلة بالدين الإسلامي تَتستّر وراءه بأعمالها الإجرامية، وبررت كل سلوكها المشين وعيوبها المفضوحة وتجاوزاتها المنحطة دون أن تعترف بوسائلها غير المشروعة، فعاشت واقعاً متناقضاً لا صلة له بالدين، ومخاضاً مؤرقاً مضطرباً لم تتأثر بما وصلت إليه من مخاطر على الأمة الإسلامية والمجتمعات البشرية، فمرت هذه التنظيمات الإرهابية بنكسات وارتدادات فاشلة وسقط أدعياء هذه التنظيمات عبر التاريخ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كفّر مسلماً فقد كفر".
ما على العلماء الأجلاء البارزين في الفكر الإسلامي إلا أن يبحثوا في واقع ومشكلات العالم الإسلامي والعمل بكل إيجابية وعن إدراك وتصميم لتحديد دور المؤسسات الإسلامية وجذب جميع المسلمين نحو هذه المؤسسات لتكون هي مصدر المعلومات الدينية، وليس الجماعات الإسلامية المتطرفة.
الديانات السماوية تلتقي بأسرها على أهداف سامية وهي تحقيق ربوبية الله سبحانه وتعالى في نفوس البشر وتطهيرها من أدران المآثم والبغضاء وتعاونها على البر والتقوى، فلم يناقض موسى عليه السلام عيسى في دعوته، ولم ينكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم دعوات السابقين من أنبياء الله، وهذه الديانات لعبت دوراً في قيام الحضارات العالمية.
إن العمليات الإرهابية وجرائم العنف وتجاوز القانون الدولي لا تتمثل في الإسلام، خاصة أن دور الإسلام الحضاري واضح في بناء الإنسانية، والتحدي الذي يواجه الدول والشعوب تصاعد جراء العمليات التدميرية التي تنفذها المجموعات التكفيرية لطمس الهوية الإسلامية.
كما أن هناك قوى تعمل على الإساءة إلى جوهر الإسلام وأعمالها لا تتماشى مع منظومة الشريعة الإسلامية، لذلك فالتحديات التي تواجه العالم الإسلامي لا تتأتى إلا من هؤلاء الذين يزعمون أنهم حراس الدين ودعاته لكنهم يحدثون الفتن ويصعّدون الاقتتال.
ويُصاب الدين الحنيف بفئات جاهلة تؤثر على جوهر الأديان وحاقدة على معاني الإسلام، فإنها تشكل نقمة وليست نعمة بكل ادعاءاتها ودعواتها وتكون بتصرفاتها مسيئة للإنسانية جمعاء بنشرها بذور الكراهية ونشر الرعب والشرور في كل مكان، ويصبح الدين عند هؤلاء مدعاة للنزاعات البغيضة والمشاحنات المرفوضة، فاستباحت سفك الدماء وعمّقت الصراعات الطائفية الذميمة.
لا شك أن دور هذه الجماعات المتطرفة خطير على الأوطان لما تسببه من عواقب وخيمة ورذائل بشعة، حيث قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن هؤلاء: "إذا رأيتم الراية السوداء فإنه يظهر قوم صغار قلوبهم كزُبَر الحديد لا رأفة ولا رحمة على عدوهم عليهم، أصحاب الدولة، لا يوفون بعهد ولا ميثاق، أسماؤهم الكُنى ونسبتهم القرى، شعورهم مرخاة كشعور النساء حتى يختلفوا فيما بينهم ثم يؤتي الله الحق لما يشاء".
لقد حوّلت الدول الداعمة لـ"داعش" هذا التنظيم إلى قوة سيطرت على مساحات واسعة من العراق وسوريا، وكان هذا الوضع مقلقاً ومفزعاً لتلك الدول؛ حيث تمدد التنظيم من خلال التعبئة الإجبارية والتجنيد الإلكتروني مخترقاً المناطق والمدن. وقد سعى التنظيم في أكثر من مرة نحو تشويه صورة الإسلام، في رسالة من الواضح أنها تستهدف الإساءة إليه. لكن مما لا شك فيه أنها مهما استطالت بإرهابها ستخسر كل شيء وسيبقى الإسلام ديناً حنيفاً والمسلمون تقيةً وإيماناً.
وما على العلماء الأجلاء البارزين في الفكر الإسلامي إلا أن يبحثوا في واقع ومشكلات العالم الإسلامي والعمل بكل إيجابية وعن إدراك وتصميم لتحديد دور المؤسسات الإسلامية وجذب جميع المسلمين نحو هذه المؤسسات لتكون هي مصدر المعلومات الدينية، وليس الجماعات الإسلامية المتطرفة. ولا بد من تقديم الدعم الفكري بما يؤهل هذه المؤسسات لدراسة أحوال العالم الإسلامي للنهوض بواقع المسلمين بعيداً عن عمليات استباحة أعراض ودماء الآخرين، فالإسلام هو دين الحضارة والتقدم والرقي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة