الترشح أو الترشيح للمجلس الوطني الاتحادي ليس رفاهية، بل هو مهمة وطنية
الترشح أو الترشيح للمجلس الوطني الاتحادي ليس رفاهية، بل هو مهمة وطنية، ومسؤولية صعبة للغاية، فمن يسعَ إلى ترشيح نفسه للمجلس والحصول على عضويته، فعليه أن يعرف أن المهمة ليست سهلة، ولا يمكن النظر إليها فقط من زاوية المكاسب الاجتماعية، والمزايا الإضافية التي يحصل عليها الأعضاء، ومن يعتقد أن المجلس هدف لمصالح وقتية معينة دون جهد أو مسؤولية فهو مخطئ تماماً، ولا يستحق أبداً أن يمثل إمارته، أو أن يمثل مواطني الدولة في هذا المكان التشريعي المهم.
من هُنا نؤكد أن الترشح أو الترشيح لعضوية المجلس يجب أن يذهب إلى الكفاءات التي ستخدم الدولة والمجتمع، وتعبر بصدق وإخلاص عن المواطنين، لذلك فالمسؤولية جسيمة، وثقة الحكومة ليست موضع مساومة، فلا تترشح إن لم تكن على قدر المسؤولية، ولا تُعطِ صوتك لمن لا يستطيع حمل هذه المسؤولية!
وكذلك من أوكلت إليه الدولة مهمة التصويت لاختيار الأعضاء، فعليه أن يعي مسؤولية الاختيار، وعليه أن يدرك أن المهمة وطنية بالدرجة الأولى، لا مجال فيها للمجاملات، فالتصويت يجب أن يكون للشخص الذي يسعى إلى خدمة بلده ومجتمعه ومواطني الإمارات، وليس لأي سبب آخر، كصلة القربى أو صلة القبيلة، أو صديق عمل أو دراسة، أو من المنطقة ذاتها، إنها مسؤولية جسيمة، ومن يُعطِ صوته لشخص من باب المجاملة أو لأي سبب آخر، وهو متأكد أن هذا الشخص لن يضيف للمجلس شيئاً، فقد ظلم نفسه، وظلم من أعطاه صوته، وظلم المجتمع بأسره، وعليه أن يعرف أنه بهذا الفعل لا يستحق الثقة التي منحتها له الحكومة!
لاحظ الجميع، منذ صدور القوائم الانتخابية، مسارعة المئات للإعلان عن ترشحهم للمجلس عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا طبعاً حق يمتلكه كل من ورد اسمه في القوائم، ولكن هل جميع من أعلن ترشحه يدرك معنى الوصول إلى عضوية المجلس، ويعرف حجم المسؤوليات التي يجب أن يتولاها العضو؟ والأهم هل يمتلك كل منهم نظرة مستقبلية أو رؤية عن الكيفية التي تجعله عضواً مميزاً لا عضواً صامتاً؟!
كثيرون يردّدون، وما الذي فعله الأعضاء السابقون، ولا نستطيع نحن أن نفعله؟ قد يكون هذا التساؤل مقبولاً، وهناك فعلاً أعضاء برلمانيون دخلوا المجلس وخرجوا منه، دون أن يسمع بهم أحد، ودون أن ينطقوا بكلمة واحدة، ودون أن يكون لهم أثر، ولكن هذا لا يعني أبداً أن يكون هؤلاء هم النموذج، وهم المثال لمن يأتي بعدهم، بل يجب علينا أن ننظر إلى الأعضاء الفاعلين والمؤثرين الذين طرحوا مجموعة من القضايا والأسئلة البرلمانية المهمة، وبذلوا جهداً طيباً داخل أروقة المجلس وخارجه، وكان لهم حضور وفائدة واضحة للمجلس والمجتمع، هؤلاء هم القدوة، ومثلهم هم الأحق بالحصول على أصوات الناخبين والوصول إلى كرسي المجلس!
الدورة السابقة للمجلس الوطني قد تكون متواضعة النتائج، ولربما انحرف المجلس خلالها عن أهدافه، فكثرة الزيارات الخارجية طغت بشكل واضح على المهام الداخلية، وكذلك طغت عمليات الاستعراض وحب الظهور الإعلامي على مجموعة من الأعضاء، إضافة إلى صمت واضح من أغلبية الأعضاء أثناء النقاشات والجلسات، لذلك فالمسؤولية مضاعفة على المجلس الجديد، فعليه أن يقترب أكثر من المواطنين، وعليه أن يناقش قضاياهم بتركيز.
من هُنا نؤكد أن الترشح أو الترشيح لعضوية المجلس يجب أن يذهب إلى الكفاءات التي ستخدم الدولة والمجتمع، وتعبر بصدق وإخلاص عن المواطنين، لذلك فالمسؤولية جسيمة، وثقة الحكومة ليست موضع مساومة، فلا تترشح إن لم تكن على قدر المسؤولية، ولا تُعطِ صوتك لمن لا يستطيع حمل هذه المسؤولية!
نقلاً عن "الإمارات اليوم"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة