أحبط جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" مؤخراً خطة للحرس الثوري الإيراني كان يعتزم بها اغتيال دبلوماسي إسرائيلي في تركيا وجنرالا أمريكيا في ألمانيا وصحفيا في فرنسا.
ولتنفيذ مثل هذه العمليات يوظف "الحرس الثوري الإيراني" فيلق القدس"، المسؤول عن العمليات الإرهابية في الخارج.
وبعد إعادة الهيكلة التي خضع لها عام 2008، أصبح "فيلق القدس" يعمل بشكل مستقل، وهو مسؤول عن تمويل الجماعات الإرهابية واغتيال الأشخاص الذين قد يعرقلون أهداف إيران.
الشيء المؤكد هو أن النظام الإيراني معتاد على تنفيذ الاغتيالات. وللقيام بذلك، يتم تكليف الوحدة 840، التابعة لـ"فيلق القدس".
وقد ظلت هذه الوحدة سرّية حتى سنوات قليلة مضت، ولكن بسبب العمل الذي تقوم به فإنها أصبحت معروفة بشكل أفضل، خاصة في الغرب بسبب أفعالها ضد المعارضة الإيرانية في الخارج.
وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن هذه الفرقة تعتمد على الجماعات الإجرامية الناشطة محلياً بتوظيفها في عمليات الاغتيال أو الاضطهاد أو الخطف.
وقد تم الكشف عن ذلك من خلال الهجمات الفاشلة في كينيا وكولومبيا، حيث حاولوا استهداف مواطنين أمريكيين في نوفمبر/تشرين الثاني 2021.. وكشفت التحقيقات في العملية عن تعاون "فيلق القدس" مع منظمة إرهابية كولومبية.
وفي عام 2021 أيضاً، تمكنت المخابرات التركية مع نظيرتها الإسرائيلية من إحباط محاولتَيْ اغتيال في قبرص من تنفيذ الفرقة 840.
وللوحدة 840 فروع في جميع أنحاء العالم، وفي 30 أبريل/نيسان المنصرم، كشفت المخابرات التركية عميل الفرقة 840، آفات حسيني فار، وهو مواطن إيراني يعمل كرئيس قسم الوحدة في تركيا.
وفي أفريقيا، أشارت مصادر استخباراتية إلى قيام إيران بتدريب أعضاء "فيلق القدس" على الانتشار بدول أفريقية عدة، فقبل بضعة أشهر من نوفمبر/تشرين الثاني 2021، تم اعتقال خمسة أشخاص مرتبطين بـ"الحرس الثوري" في غانا والسنغال وتنزانيا، وفي وقت سابق في فبراير/شباط 2021، حدث الشيء نفسه عندما حاولوا مهاجمة سفارات أجنبية في إثيوبيا والسودان.
وتستخدم إيران أعضاء من "حزب الله" الإرهابي لدخول دول أفريقية، كما تستخدم سبع منظمات كقوة ناعمة لتحقيق هذا الهدف.
وأفادت مصادر استخباراتية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على جامعة عبر الإنترنت تستخدمها إيران لتجنيد مواطنين محليين في أفريقيا للعمل كمخبرين.
وبعد مقتل قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، أوائل عام 2020، لم يعد هناك أي تباين بين إيران والجماعات الإرهابية، فيما يُعدّ خلفه إسماعيل قاآني متخصصا في إنشاء الشبكات الإرهابية، وإذا سمحت إيران ووافقت على وجود قادة "القاعدة" وعيشهم على أراضيها، فذلك يعني أن "فيلق القدس" لن يواجه صعوبة في الانتشار والتجول عبر مناطق أفريقيا الخاضعة لسيطرة التنظيم الإرهابي.
وتطور إيران في أفريقيا وأمريكا الجنوبية ما يسمونه "الدفاع الواقعي"، الذي يتمثل في إخراج قدراتها العسكرية خارج حدودها، فيما ترسل شحنات من الأسلحة والمخدرات إلى الساحل الشرقي الأفريقي بالتواطؤ مع الجماعات الإجرامية المحلية.
مع هذا السلوك الإيراني ومع تزايد مصالح طهران في الخارج، للأسف سنستمر في تلقي أخبار من الوحدة 840 تحاول فعل ما يجيدون فعله من إرهاب.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة