"المصنع الضخم" يكشف أزمة "بيروقراطية" في ألمانيا
أثارت انتقادات ساقتها شركة "تسلا" الأمريكية، للبيروقراطية الألمانية، نقاشا حول العقبات التي تواجه الاستثمارات بأكبر اقتصاد في أوروبا.
وهاجمت شركة صناعة السيارات الكهربائية الأمريكية "تسلا" الإجراءات الطويلة للموافقة على إقامة مصنعها الضخم خارج العاصمة الألمانية برلين.
عقبات المشروعات
وقال هولجر لوش من اتحاد الصناعات الألمانية، الجمعة، إن "الإجراءات المعقدة والمطولة المصحوبة بالشكاوى والمعارك الطويلة بين الخبراء أصبحت هي القاعدة بالنسبة للمشاريع الاستثمارية".
وأضاف حسب وكالة الأنباء الألمانية: "يمنع هذا بشكل كبير النشاط الاستثماري في هذا البلد ويخيف المستثمرين".
شكوى
ومن بين أمور أخرى، شكت "تسلا" من أنه ليس هناك حتى الآن جدول زمني للموافقة النهائية على بناء المصنع، حتى عقب مرور 16 شهرا على تقديم الطلب.
وتجادل الشركة الأمريكية بأن العواقب السلبية المحتملة على البيئة في المنطقة المحيطة بالمصنع يجب أن تقاس بالنظر إلى الآثار الإيجابية الناجمة عن تعزيز الانتقال بالسيارات الكهربائية.
وأشارت المجموعة الأمريكية في رسالة حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها إلى أن "العوائق أمام مسار الاستحصال على ترخيص تبطئ التحول الصناعي" وتنذر بـ"خطر تفويت ألمانيا فرصة تحقيق أهدافها المناخية".
وأعربت "تسلا" عن "غضبها" من البطء في إصدار الموافقة النهائية على الأشغال المقرر انتهاؤها بحلول الصيف، معتبرة أن "الإطار التشريعي لترخيص مشاريع الصناعة والبنية التحتية" في ألمانيا "تتعارض مباشرة مع الطابع الطارئ المتصل بضرورة التخطيط وإنجاز هذه المشاريع".
رد الحكومة
ودافعت الحكومة الألمانية عن موقفها، حيث أشار مفوض الحكومة لشؤون الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى الجهود المبذولة من أجل تنفيذ المشروع على نحو سريع.
وأضاف توماس بارياس، في تصريحات لصحيفة "هاندلسبلات" الألمانية: "لا أعرف حاليا أي مشروع آخر تم إنجاز الكثير من أجله على جميع المستويات لضمان التنفيذ السريع غير مشروع تسلا".
نصف مليون سيارة كهربائية
وترمي "تسلا" إلى إنتاج 500 ألف مركبة كهربائية في مصنعها الضخم الأول في أوروبا الذي يُفترض أن يباشر عملياته اعتبارا من يوليو/تموز المقبل في جنوب غرب برلين.
وتستفيد الشركة المصنعة الأمريكية من مسار استثنائي يتيح لها إجراء الأعمال "على مسؤوليتها الخاصة"، مع دفع كفالات مالية.
ويخضع إصدار ترخيص بناء إلى مسارات عدة تقوم خصوصا الأثر البيئي للمشروع، فيما تبدي منظمات بيئية قلقها من التبعات على التوازن والموارد المائية في هذه المنطقة الحرجة.
غير أن رئيس "تسلا" إيلون ماسك يرى الأمور من منظار مختلف.. فهو قال في الرسالة المؤرخة في 7 أبريل/نيسان الجاري، إن المصنع يساهم في مكافحة احترار المناخ ويشجع على التنقل الكهربائي.
واقترحت الرسالة مسارات "إصلاحية" عدة في ألمانيا، بينها تقليص التعقيدات في الآلية المعتمدة، وزيادة الاعتماد على التقنيات الرقمية وتسريع المشاريع التي تُصنف بأنها "مستدامة".