ثورة طبية.. اختبار يكتشف التصلب الجانبي الضموري قبل عقد من الزمن

كشف باحثون بجامعة جونز هوبكنز عن دراسة رائدة تشير إلى اختبار دم بسيط يتنبأ بالأشخاص المعرضين للإصابة بالتصلب الجانبي الضموري.
ويعتقد الباحثون أن تحليل بروتينات محددة في الدم يمكن أن يساعد في التمييز بين المرض العصبي التنكسي الشديد والمرضى الأصحاء، قبل ظهور الأعراض بما يصل إلى 10 سنوات، ما قد يفتح الطريق لعلاجات مبكرة قبل أن يصبح المرض معيقًا.
وقال البروفيسور ألكسندر بانتيليات، الباحث الرئيسي في الدراسة: "لطالما اعتقدنا أن مرض التصلب الجانبي الضموري (ALS)، يبدأ بسرعة قبل 12 إلى 18 شهرا من ظهور الأعراض، لكن نتائجنا أظهرت أن العملية تبدأ قبل ذلك بعقد تقريبا".
يؤثر المرض على الدماغ والأعصاب، ما يحرم المرضى تدريجيا من القدرة على الحركة، الأكل، وأخيرا التنفس، ومتوسط عمر البقاء بعد ظهور الأعراض يتراوح عادة بين سنتين وخمس سنوات.
وجمعت الدراسة، المنشورة في مجلة "نيتشر ميدسين"، عينات دم من 281 مريضا بالتصلب الجانبي الضموري و258 مشاركًا سليمًا، ثم حددت 2886 بروتينًا مرتبطًا بالمرض.
وباستخدام تقنيات التعلم الآلي، تمكن الباحثون من تحديد 33 بروتينا يشكلون "بصمة جزيئية" تميز مرض التصلب الجانبي الضموري عن الأشخاص الأصحاء ومرضى أمراض عصبية أخرى مثل الزهايمر وباركنسون.
وعند دمج هذه البيانات مع معلومات سريرية إضافية، وصل النموذج إلى دقة 98% في التمييز بين مرضى التصلب الجانبي الضموري والآخرين. كما لاحظ الباحثون أن خطر الإصابة يزداد تدريجيا في الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض بعد، ما يؤكد إمكانية اكتشاف المرض قبل سنوات من ظهور العلامات التقليدية.
يأمل الباحثون أن تساعد هذه النتائج في تطوير طرق تشخيصية مبكرة وإتاحة الفرصة للمرضى للمشاركة في الدراسات التجريبية والعلاجات المحتملة التي قد توقف أو تبطئ تقدم المرض.
وقال البروفيسور بانتيليات: "15 عاما من التعاون بين المؤسسات الأكاديمية كانت وراء هذا العمل، والشراكات واسعة النطاق هي ما سيؤدي في النهاية إلى تشخيصات فعالة وعلاجات ناجحة لأمراض مدمرة مثل التصلب الجانبي الضموري".
ويُذكر أن مرض التصلب الجانبي الضموري أصاب شخصيات مشهورة مثل الفيزيائي ستيفن هوكينغ، وتوفي العام الماضي لاعب ليدز راينوز روب بورو عن 41 عامًا بعد صراع دام أربع سنوات ونصف مع المرض.