من «عجل تاتشر» لـ«كلاب كاميرون».. طرائف الحملات الانتخابية في بريطانيا
من الجلوس حافي القدمين على شاطئ برودساندز إلى التجديف والسقوط في مياه ويندرمير الباردة، حصل زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار إد ديفي على لقب ملك اللقطات المثيرة في الحملات الانتخابية في بريطانيا هذا العام.
ورغم الانتقادات التي واجهها ديفي، فإنه لم يكن السياسي الوحيد الذي يلجأ إلى مثل هذه الحيل في الحملات الانتخابية التي تعد تقليدا طويل الأمد في السياسة البريطانية دشنته رئيسة الوزراء السابقة مارغريت تاتشر وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية التي سلطت الضوء على بعض من اللقطات التي لا تنسى.
تاتشر والعجل الصغير
كانت مارغريت تاتشر المعروفة باسم "المرأة الحديدية" تخوض حملتها الانتخابية عام 1979 والتي قادتها إلى داونينغ ستريت كأول امرأة ترأس الحكومة البريطانية عندما التقط المصورون لقطة تاريخية.
فخلال زيارتها لمزرعة إيست أنجليا وضع عجل صغير بين يديها لتحمله زعيمة حزب المحافظين آنذاك لمدة 20 دقيقة حيث تدلت أرجله.
ورغم الانتقادات التي تعرضت لها تاتشر فإنها أثارت موجة جديدة من السياسيين الحريصين على إظهار وجوههم أمام الناخبين.
ميجور وصندوق الصابون
مع إعلانها مغادرة داونينغ ستريت، كان حزب العمال حريصا على تولي حكم بريطانيا ورغم أن خليفة تاتشر جون ميجور كان شخصا لطيفا فإنه لم يخجل من مواجهة حشد يساري غاضب في لوتون.
وخلال حملته الانتخابية عام 1992، تسلق ميجور صندوق الصابون أمام حشود الناخبين وقال "لن يمنعنا أي حشد من الغوغاء الذين نزلوا إلى الشوارع من الخروج والتحدث إلى الناس العاديين المحترمين في هذا البلد".
وأضاف "من المألوف أن نقول، لأسباب أمنية وأسباب أخرى، إنه لا يمكنك الوقوف على المنبر.. أعتقد أنه يتعين عليَّ فعل ذلك وسأفعله".
كينوك والأخطاء الفادحة
خلال فترة تاتشر وبداية عهد ميجور، قاد نيل كينوك حزب العمال المعارض من 1983 وحتى 1992 حيث خسر 4 مرات متتالية أمام المحافظين لكن هذا لم يمنعه من محاولة مواكبة منافسيه وحذب الناخبين بكل الطرق.
في عام 1983، كان كينوك يتجول مع زوجته حين اتخذ قرارًا مؤسفًا بالذهاب إلى شاطئ برايتون على أمل جذب الصحافة، لكن كل شيء سار على نحو خاطئ عندما سقط على مؤخرته أولاً في الماء.
وفي حيلة أخرى لجذب الناخبين عام 1992، ظهر كينوك في مقاطع فيديو لمغنية البوب تريسي أولمان.
كاميرون والكلاب
خلال الانتخابات الأولى له كزعيم لحزب المحافظين عام 2006، كان ديفيد كاميرون حريصا على أن يُظهر للناخبين المحليين شغفه بالبيئة وكانت أفضل طريقة هي إظهار اهتمامه بالحياة البرية من خلال التوجه إلى النرويج لقضاء بعض الوقت مع كلاب الهاسكي.
وفي الوقت الذي كان فيه رئيس الوزراء العمالي توني بلير يزور كبار السن في شمال غرب لندن، سافر كاميرون لمدة ثلاث ساعات على متن زلاجة تجرها الكلاب إلى نهر سكوت ترنر الجليدي في سفالبارد الذي تقلص على مدار القرن الماضي، إلى ما يقرب من نصف حجمه.
وأثبتت الحملة أنها كانت مثمرة ومنحت كاميرون جاذبية سياسية شخصية وحصل المحافظون على أكثر من 300 مقعد وأصبح الرجل رئيسًا للوزراء في عام 2010.
الوصايا الانتخابية الست لميليباند
بعد صراعه مع شقيقه على زعامة حزب العمال عام 2015، كان إد ميليباند يأمل في وضع حد لحكم المحافظين الذي دام خمس سنوات.
حاول ميليباند توصيل رسالة للناخبين مفادها أن الحزب لن يتنازل عن وعوده الانتخابية من خلال حفر ست وصايا غامضة على لوح حجري من الجرانيت يبلغ طوله 2.6 متر أطلق عليه فيما بعد اسم "إد ستون"، في هاستينغز، شرق ساسكس.
لكن الحيلة السياسية، التي لجأ إليها ميليباند كانت خطأ فادحا وجاءت بنتيجة عكسية حتى أن السياسيين في حزب العمال قالوا علنا إن الحزب يمكن أن يخالف وعوده.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد لكن جرى الكشف لاحقا عن التكلفة العالية لهذا الخطأ حيث أنفق الحزب في البداية 7614 جنيهًا إسترلينيًا على الحجر ثم ارتفعت التكلفة أكبر عندما جرى تغريم الحزب مبلغا مذهلا قدره 20 ألف جنيه إسترليني لإعلانهم بشكل غير صحيح عن المبلغ الذي تم إنفاقه على هذه الحيلة.
ساءت حملة ميليباند لانتخابات عام 2015 بصورة أكبر عندما تعرض للسخرية من صورة غير مخطط لها له وهو يتناول شطيرة لحم الخنزير المقدد.
جونسون يعلق في الهواء
ربما يكون رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون صاحب أشهر الحملات السياسية المثيرة بين قادة المملكة المتحدة في الماضي والحاضر.
ومن بين حملاته التي لا تنسى، ما حدث عام 2012 حينما سعى عمدة لندن آنذاك للترويج للألعاب الأولمبية في العاصمة البريطانية الصاخبة، حيث حلق جونسون إلى السماء بكل معنى الكلمة وعندما بدأ النزول وهو يحمل الأعلام البريطانية علق في السلك المضغوط في لقطة استقرت بشكل دائم في أذهان الجمهور.
واستمر جونسون في استخدام سحره وأعماله المثيرة لكسب تأييد الجمهور، فخلال حملته الانتخابية عام 2019 قام زعيم المحافظين بهدم جدار يحمل لافتة "الطريق المسدود" باستخدام حفار يحمل شعار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبعدها خرج من السيارة مبتسما ورفع إبهامه ويبدو أن الحملة كانت ناجحة حيث تمكن الحزب من الحصول على أغلبية 80 مقعدًا في عام 2020.