بيان الجامعة العربية بشأن ليبيا.. "انتصار" لإعلان القاهرة
خبيران شدد على أن بيان الجامعة العربية ينتصر للرؤية المصرية للحل في ليبيا، بعد أن تحركت القاهرة لإنقاذها من تعقد المشهد
جاء بيان وزراء الخارجية العرب بشأن الأزمة الليبية، مساء الثلاثاء، بمثابة "انتصار" لإعلان القاهرة والرؤية المصرية للحل في هذا البلد العربي.
وعقد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري اجتماعه الطارئ، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، برئاسة يوسف بن علوى بن عبد الله، الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان.
وشارك في الاجتماع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، ووزراء الخارجية ورؤساء وفود الدول العربية، بناءً على طلب مصر، وتأييد الدول الأعضاء، وذلك لبحث تطورات الوضع في ليبيا.
وطالب وزراء الخارجية العرب، في بيانهم الختامي، بسحب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة الموجودة على الأراضي وداخل المياه الإقليمية الليبية.
وشدد الوزراء على رفض ومنع التدخلات الخارجية في ليبيا مهما كان مصدرها مع الوقف الفوري لإطلاق النار.
وأكد البيان أن "التدخل العسكري الخارجي يفاقم أزمة ليبيا"، مشددا على "رفض نقل المتطرفين والإرهابيين لليبيا".
واستنكر التدخلات الخارجية في ليبيا، مرحبا في ذات الوقت بكافة مبادرات الحل السياسي للأزمة الليبية وخاصة "إعلان القاهرة".
ويرى المستشار حامد فارس، الخبير في الشؤون العربية، أن ثمة إجماع عربي ينتصر للرؤية المصرية للحل في ليبيا، بعد أن تحركت القاهرة لإنقاذها من تعقد المشهد واقترابها من التقسيم.
وأشار فارس، وهو مستشار سابق للجامعة العربية، إلى أن القيادة السياسية المصرية تحركت في الوقت المناسب بمبادرة "إعلان القاهره" التي أجمعت عليها الكثير من الدول وتتوافق مع مخرجات مؤتمر برلين لحل الأزمة الليبية.
وتابع فارس أن الرؤية المصرية، التي تم التوافق عليها وتمريرها ضمنيا في اجتماع اليوم، جاءت نظرا لكونها شاملة وجامعة ولمست كل المعوقات التي تحول دون التوصل إلى حل سياسي وسلمي.
وأضاف أن القيادة السياسية المصرية أحيت الأزمة الليبية بعد أن كانت قد ماتت إكلينيكيا وانتصر السيسي على صانع الإرهاب في العالم أردوغان وكسب الدعم الإقليمي بتأييد أمريكا وروسيا وكذلك دول شمال البحر المتوسط قبرص وفرنسا واليونان بالإضافه إلى الدعم العربي الواسع من السعودية والإمارات والبحرين وغيرها وهو ما توجه اجتماع الجامعة.
ونوه بأن كلمات السيسي والمبادرة المصرية التي نجحت في جمع شمل الشعب الليبي والقبائل العربية دفعت الدول العربية للوقوف معها باعتبار أن هذه هي الإرادة الحقيقية الليبية.
واتفق مع الرأي السابق الحقوقي والخبير في الشأن الليبي، محمد صالح جبريل اللافي، وقال لـ"العين الإخبارية" إن القرار جاء تتويجا لجهود القاهرة التي نجحت في جمع صف الليبيين من مجلس النواب والجيش الوطني والقبائل والمكونات الاجتماعية المختلفة، ونجحت اليوم في جمع الصف العربي لإنهاء الأزمة.
وأشار اللافي أن القرار العربي اليوم وترحيبه بالمبادرة المصرية لحل الأزمة هو تأكبد على أن مصر التي تدافع عن الأمن القومي العربي تستطيع إحياء القومية العربية من جديد وتوحيد الرؤى المشتتة وتوجيهها نحو صالح الجميع.
وأوضح أن القرار المصيري اليوم هو صفعة جديدة للمحتل التركي الغاشم بعد عنجهيته المفرطة في شرق المتوسط وفي ليبيا وسوريا والعراق وغيرها من الدول العربية.
وأضاف أن قرار اليوم يشكل جبهة قوية ستجنب المنطقة حربا ضروسا كانت مقبلة عليها بسبب العنجيهة التركية.