ليبيا على حافة "الجوع".. المخابز تتخذ قرارا صعبا
أغلقت المخابز في العاصمة الليبية طرابلس أبوابها أمام المواطنين حتى إشعار آخر، بسبب ارتفاع أسعار مكونات الخبز.
وقالت النقابة العامة للمخابز والخبازين بطرابلس، في بيان متلفز، إن مكونات الخبز ارتفعت وأسعار المواد الداخلة في صناعة الرغيف الموجود في السوق لا تغطي تكاليف الإنتاج، مؤكدة أن المخابز ستغلق أبوابها، حتى إيجاد الحلول المناسبة.
وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، ارتفاعات قياسية في أسعار الدقيق وأسعار رغيف الخبز المدعم الذي تراجع حجمه بشكل كبير، وسط رقابة وصفها خبراء بـ"الضعيفة جدا".
ثورة جياع
محمد عمر بعيو رئيس المؤسسة الليبية للإعلام التابعة لحكومة "الوفاق" غير الشرعية، قال في بيان عبر حسابه على "فيسبوك"، إن دعم الدقيق ليس ترفا، محذرا مما أسماه بـ"ثورة الجياع".
وعبر بعيو عن عدم رضاه عن ارتفاع سعر رغيف الخبز في طرابلس، وما تلاه من تداعيات انتهت بإغلاق المخابز في العاصمة الليبية.
وقال بعيو "إن تفعيل صندوق موازنة الأسعار مع تغيير إدارته خيار لابد منه كي لا تقع ثورة الجياع"، مشيرًا إلى أن "دعم الدقيق ليس ترفاً بل ضرورة، والخبز ليس سلعةً سياسية، بل هو حاجة أساسية أيها الساسة".
ارتفاعات قياسية
وكشف خبراء، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن سبب ارتفاع أسعار الخبز والدقيق، يعود لعدة عوامل، بينها عدم فتح مصرف ليبيا المركزي اعتمادات مستندية منذ شهر أغسطس/آب الماضي، لاستيراد الدقيق، وارتفاع أسعار الدولار الرسمية أمام الدينار والتي قفزت 230%، بعد تطبيق القرار في يناير/كانون الثاني الجاري.
فيما أرجع نقيب الخبازين في ليبيا خريص محمد نقص الخبز في بعض المخابز إلى نفاد مادة الدقيق، بعد ارتفاع أسعارها بالأسواق التجارية.
وأوضح خريص، أن المطاحن رفعت أسعار الدقيق لتصل إلى 210 دنانير للقنطار الواحد، بعد أن كان يباع بنحو 155 دينارا، مشيرا إلى أن جميع الأصناف المتعلقة بصناعة الخبز ارتفعت أسعارها لاسيما الزيت وملح الطعام و الخميرة.
رقابة ضعيفة
وأشار نقيب الخبازين في ليبيا إلى أن بعض المخابز أوقفت بيع الخبز، فيما رفع البعض سعر الرغيف، مطالبًا المخابز بالاستمرار في بيع الرغيف بالسعر القديم إلى حين نفاد الكمية الموجودة داخل مخازنهم.
تلك الأزمة، حاول مركز الرقابة على الأغذية والأدوية السيطرة عليها باتخاذ قرار بإعادة سعر رغيف الخبز إلى السعر القديم، إلا أن مشكلة إلزام المخابز به دون وضع حلول عملية لذلك، تحول دون تطبيق القرار، بحسب أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي الدكتور عطية المهدي الفيتوري، في تصريحات سابقة لـ"العين الإخبارية"، مؤكدًا عجز حكومة السراج عن المراقبة وفرض سعر أو وزن معين على المخابز.