تركيا تسعى للسيطرة على الدول العربية لمواجهة أزمتها المالية، لذلك تحاول السيطرة على النفط العراقي والليبي.
على مدى التاريخ تتوالى وتتراكم وتتزايد أحقاد الأتراك على العرب، بل هم يتمنون فناء العرب مِن على وجه الأرض، وخير شاهد على ذلك جرائمهم في الدول العربية التي دوّنها المؤرخون.
نحن لا نحتاج لاسترجاع تلك الذكريات السوداء فهي تدمي القلب لأنها تعدت كل التصرفات التي يتقبلها العقل البشري، وبلغت مبلغاً في إجرامها حتى أصبحت الأحرف تعجز عن وصفها والعقول عن تقبلها.
قد تختلف الطرق والوسائل بين جرائمهم في السابق وفي الوقت الحالي، ولكن من الواضح أنها لا تزال مستمرة عن طريق دعم النظام التركي للجماعات الإرهابية من أمثال تنظيم داعش، الذي يتخذ من تركيا ممرا آمنا للوصول إلى سوريا والعراق وأخيراً إلى ليبيا. وقد شاهد العالم بأكمله الفظائع التي نتجت عن هذه الجماعة الإرهابية في هذه الدول من تنكيل في حق الشعوب فيها.
لن يعيش العالم بأمان ما دام يغض الطرف عن التصرفات المشبوهة والمتطرفة لدولتي قطر وتركيا، ومن هنا لا بد أن يتصدى المجتمع الدولي لهما بكل حزم وبكل صرامة، في حين أن السكوت عنهما يفقد البشرية الثقة بعملية صنع القرار في المجتمع الدولي
من الواضح أن تركيا تسعى لإعادة أمجاد الدولة العثمانية في محاولة لإعادة هيمنتها على الدول العربية، وهو أمر مرفوض من قِبل المواطن العربي؛ لأن تلك الدولة أجرمت في حق العرب فلم تجلب لهم إلا الجهل والدمار والقتل وتدمير الأوطان.
إلى جانب ذلك، هناك أسباب أخرى تدفع تركيا نحو السيطرة على الدول العربية؛ أهمها أنها تواجه أزمة مالية، لذلك تحاول السيطرة على النفط العراقي والليبي من خلال شرائه من تنظيم داعش الإرهابي بسعر أقل من السعر العالمي وحرمان الشعوب في تلك الدول من التمتع بثروات أوطانهم من النفط، لتكون الضحية الأولى والأخيرة هي الدول العربية والمواطن العربي.
لذلك، لكي نقضي على تنظيم داعش بشكل كامل وفعال، لا بد أن نعمل على وقف عملية بيع النفط التي تتم ما بين تركيا وقطر والتنظيم الإرهابي، وهو ما يمكن أن يعود بالضرر على جميع الأطراف في هذه العملية، ويؤدي أيضاً إلى تراجعهم وتركيزهم على أزمات يمكن أن تكون حتمية في إنهاء وجودهم.
هناك مقولة شهيرة لسيدي سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان وزير الداخلية الإماراتي: "إذا أردنا أن نعرف مَن يمول تنظيم داعش الإرهابي فعلينا أن نعرف مَن يشتري منهم النفط"، وهو ما يلخص السياسة التركية والقطرية في دعم هذه الجماعات الإرهابية.
لن يعيش العالم بأمان ما دام يغض الطرف عن التصرفات المشبوهة والمتطرفة لدولتي قطر وتركيا، ومن هنا لا بد أن يتصدى المجتمع الدولي لهما بكل حزم وبكل صرامة، في حين أن السكوت عنهما يفقد البشرية الثقة بعملية صنع القرار في المجتمع الدولي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة