الرد الإيراني بمهاجمة القواعد الأمريكية يعتبر فضيحة كبيرة لنظام الملالي، أظهر تفاهة السلاح الإيراني
حين قررت إيران الرد على الهجوم الصاروخي الأمريكي على كتائب حزب الله العراقي بمحافظة الأنبار والذي أسقط 28 قتيلا و48 جريحا بين مسلحي الكتائب، كان ردا على مقتل متعاقد أمريكي، أمرت إيران الحشد الشعبي بتدبير الهجوم على السفارة الأمريكية في بغداد واقتحمت حرم السفارة في بغداد، وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، وهو تأكيد لغبائهم وخيبتهم وتبعيتهم وإجرامهم ورعونتهم، وأنهم مجرد عصابات مليشياوية إرهابية، وذيول لإيران تفعل بهم ما تشاء، قبل أن تتمكن قوات مكافحة الشغب من إبعادهم إلى محيط السفارة، وهي الشرارة التي استفزت الإدارة الأمريكية، والذي فسرته إهانة لها ولقوتها وسيادتها وعظمتها وأنه عجز عن حماية سفارتها.
الرد الإيراني بمهاجمة القواعد الأمريكية يعتبر فضيحة كبيرة لنظام الملالي، أظهر تفاهة السلاح الإيراني الذي يتباهى به الإيرانيون ويهددون به العالم، وكذب النظام الإيراني على أتباعه، وسخافة الرد بالقياس إلى الضربة التي أطاحت بسليماني وأصابت نظام الملالي في مقتل
الفيلم العراقي "الحشد في السفارة" يذكرني بالفيلم المصري "السفارة في العمارة" والكلمة الشهيرة للمتظاهرين "مش هنسلم.. مش هنبيع.. لا لا للتطبيع" بينما إيران ومليشياتها قالوا "مش هنسلم.. مش هنيبع.. لا لا لوجود الأمريكان في العراق"، والذي بدأ بصواريخ أمريكية وانتهى بصواريخ إيرانية وما بينهما تم اقتحام السفارة الأمريكية وقتل الرجل الثاني في نظام الملالي والشخص غير العادي، والذي يكاد يتفوق في أهميته على خامنئي نفسه من حيث التأثير على المليشيات، ومقتله ربما يُعتبر مقتلا للروح الثورية الإيرانية، مما يعني أن الهجوم على السفارة الأمريكية وإن كان أفرح وأسعد أنصار إيران حينها إلا أنه يبقى خطأ جسيما بعيدا عن التبعات القانونية والدبلوماسية، كلفها مقتل قاسم سليماني وأحد أهم أذرعها في العراق أبومهدي المهندس بغارة أمريكية على موكبهما قرب مطار بغداد الدولي، أسفرت عن سقوط ثمانية قتلى، بينهم شخصيات مهمة أخرى.
فيلم الحشد واقتحام السفارة وما تبعه من أحداث يحكي أن حضور سليماني إلى العراق في هذا لم يكن مناسبا، ومقتله فتح فصلا جديدا بين أمريكا وإيران، كما أنه أكد للجميع أن صاحب القرار في العراق هي إيران، بعدما اجتمع البرلمان وبكى من أجل إيران، وكشف أقنعة وفضح الكثير من العرب والإخوان وكسر ظهر إيران، وأن هناك علاقة وزواج إيراني أمريكي، ربما مقتل سليماني فك أو يفك الارتباط بينهما، لا سيما أن الإدارة الأمريكية في عهد أوباما كان لديها قبول بالتمدد الإيراني في المنطقة، وأن عقيدة أوباما هي من جعلت سليماني أيقونة للمقاومة الإيرانية ووزيرا للمستعمرات.
كما أنه أكد أن مقتل سليماني ضربة لصورة وهيبة إيران بين أتباعها، وهو تحصيل حاصل للخروج من الاتفاق النووي والخروقات الإيرانية المستمرة.
وأن الرد الإيراني بمهاجمة القواعد الأمريكية يعتبر فضيحة كبيرة لنظام الملالي، أظهر تفاهة السلاح الإيراني الذي يتباهى به الإيرانيون ويهددون به العالم، وكذب النظام الإيراني على أتباعه، وسخافة الرد بالقياس إلى الضربة التي أطاحت بسليماني وأصابت نظام الملالي في مقتل، وعلى قدرة وسطوة أمريكا إذا ما أرادت وقررت استخدامها، وأن زعماء الحشد ومهاجمين السفارة الأمريكية في بغداد سيكونون تحت المجهر والمقصلة وربما لن يفلت منهم أحد، وأن الانتقام الأمريكي هذه المرة كان على مستوى الحدث، ويرسل رسائل واضحة لإيران، منها أن أمريكا ما زالت موجودة في العراق وتملك حق الرد متى أرادت ومتى تم المساس بها وبمصالحها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة