معادلة الصراع الإقليمي بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران وحلفائها قبل «سليماني» اختلفت تماما
معادلة الصراع الإقليمي بين الولايات المتحدة وحلفائها وإيران وحلفائها قبل «سليماني» اختلفت تماماً بعد حادثة إطلاق «الصواريخ المسرحية» على قاعدة عين الأسد.
قبل اغتيال سليماني بساعة كنا نتحدث عن صراع يهدف إلى كسر كل طرف لإرادة الآخر، وبعد حادثة «عين الأسد» نحن أمام طرفين كل منهما يبحث عن تعديل شروط التفاوض في قاعة محادثات وليس على مسرح عمليات عسكرية.
المؤكد أن ما حدث بين إيران والولايات المتحدة منذ أيام يطرح الآن أسئلة صعبة أكثر مما يطرح إجابات واضحة ومريحة
والمؤكد أيضاً أن هذا الوضع يدفع بجميع أطراف الصراع في ليبيا وشرق البحر المتوسط، وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، إلى إعادة التقييم الكامل والعودة إلى المربع رقم واحد في قواعد الصراع وأبعاده الممكنة في ظل عالم مرتبك مضطرب
هذا الانكشاف الذي بدأت بوادره منذ لقاءات سرية في «مسقط» بين الجانبين الإيراني والأمريكي، بوساطات يابانية وسويسرية وفرنسية، يغير قواعد المعادلة.
من هنا يصبح على أطراف الصراع في شرق البحر المتوسط أن يعيدوا تقييم الموقف بعد الذي يحدث في منطقة الخليج والعراق.
هنا تبرز الأسئلة الجديدة:
1- هل رغبة واشنطن وطهران في تسوية ما في الخليج ستجعل الرئيس الأمريكي أكثر حرصاً على عدم التصعيد مع «أنقرة» أم سيكون أكثر تفرغاً للضغوط عليها بعدما خالفته في صفقة الصواريخ «إس 400» وغزو شمال شرق الفرات؟
2- هل شكل التسوية أو المهادنة المقبلة سيكون على حساب دول الخليج الحليفة، أي الرياض وأبوظبي والمنامة، أم سيكون بتقليم أظافر الامتدادات الإيرانية؟
3- كيف يمكن تصور دور روسيا بعد انكشاف حدود العلاقة بين واشنطن وطهران؟ هل ستكون أكثر تقارباً مع محور أنقرة وطهران أم ستطالب بحصتها في مغانم الغاز والنفط وإعادة الإعمار في ليبيا؟
4- المبادرة الروسية-التركية التي انطلقت أمس الأول من بوتين وأردوغان حول ليبيا، هل تعنى -الآن- رغبة الطرف التركي في تخفيف وقع تدخله في ليبيا أم تعنى تغاضى الروسي عن اتفاق أردوغان-السراج؟
5- هل غموض العلاقة الإيرانية-الأمريكية الحالية والمقبلة سيدفع دول الخليج إلى مزيد من المواجهة مع أنقرة بعد شعورها بالاطمئنان لجهة إيران، أم سيجعلها أكثر حرصاً وقلقاً وتحفظاً بشأن الدخول كطرف في صراع شرق البحر المتوسط؟
المؤكد أن ما حدث بين إيران والولايات المتحدة منذ أيام يطرح الآن أسئلة صعبة أكثر مما يطرح إجابات واضحة ومريحة.
والمؤكد أيضاً أن هذا الوضع يدفع بجميع أطراف الصراع في ليبيا وشرق البحر المتوسط، وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، إلى إعادة التقييم الكامل والعودة إلى المربع رقم واحد في قواعد الصراع وأبعاده الممكنة في ظل عالم مرتبك مضطرب، في حالة سيولة شديدة تفتح الباب بقوة أمام كل الاحتمالات، بمعنى إمكانية كل احتمال وإمكانية نقيضه الكامل في ذات الوقت. إذا كان الصراع في ليبيا يبدو -للوهلة الأولى- محلياً إلا أنه إقليمي عربي، شمال أفريقي، تدخل فيه دول الساحل الأفريقي، ودول شرق المتوسط، وجنوب أوروبا في آن واحد!!
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة