وفاة "ولد الشيخ عبد الله".. أول رئيس مدني لموريتانيا
توفي، في وقت متأخر من مساء الأحد، رئيس موريتانيا الأسبق سيدي ولد الشيخ عبد الله بعد صراع مع المرض.
وقالت مصادر عائلية إن الرئيس الأسبق توفي في العاصمة نواكشوط بعد أيام من عودته من رحلة علاجية إلى تركيا عن عمر ناهز الـ 82 عاما.
نبذة عنه
ولد سيدي محمد ولد الشيخ عبدالله سنة 1938 في ألاك (عاصمة ولاية لبراكنة)، ودرس الابتدائية والإعدادية فيها، فيما حصل على الثانوية من العاصمة السنغالية دكار.
ثم بدأ دراسته الجامعية في دكار قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليحصل على دبلوم الدراسات المعمقة في الاقتصاد سنة 1968.
تولى جملة من المسؤوليات أبرزها مدير التخطيط بداية سبعينيات القرن الماضي، ثم وزير الدولة المكلف بالاقتصاد في حكومة الرئيس الأسبق المختار ولد داداه من سنة 1971 إلى 1978، كما عمل مستشارا للصندوق الكويتي للتنمية من 1982 إلى 1985.
وفي فترة الرئيس الأسبق ولد الطايع عمل وزيرا للمياه والطاقة ثم وزيرا للاقتصاد والصيد البحري سنة 1986.
دخل السجن مع غيره من أعضاء حكومة ولد داداه بعد الانقلاب الذي أطاح به في 10 يوليو/تموز 1978 ثم دخله ثانية إثر قضية سوء تسيير تتعلق بالصيد إلى جانب وزير المالية ومحافظ البنك المركزي وخرجوا من السجن بعد فترة وجيزة دون محاكمة.
انتدب مستشارا للوزير المكلف بالتخطيط بدولة النيجر ثم مستشارا للوزير المكلف بالاقتصاد والمالية بالدولة نفسها من عام 1989 إلى عام 2003.
ووصل ولد الشيخ عبدالله إلى سدة الحكم في موريتانيا عام 2007 بعد انتخابات حرة وديمقراطية ليكون أول رئيس مدني يحكم البلاد عبر أصوات الشعب.
وأمضى 16 شهرا رئيسا لموريتانيا، قبل إزاحته عن السلطة إثر انقلاب عسكري قاده الرئيس الأسبق محمد ولد عبد العزيز.
ورفض ولد الشيخ عبد الله الانقلاب، فاعتقل ثم فرضت عليه الإقامة الجبرية ثم تُوصل إلى اتفاق في العاصمة السنغالية دكار، سمح للرئيس بإعلان استقالته في 27 يونيو/حزيران 2009.
إمام مسجد
وعقب الإطاحة به، داوم ولد الشيخ عبدالله على حضور الصلاة في المسجد القريب من بيته بقرية "لمدن"، إلى أن أصبح إماماً له.
وكان معروفا بميوله الصوفية وأمر مباشرة بعد تسلمه الحكم ببناء مسجد كبير في القصر الرئاسي، وكان هذا المسجد أول تعديل في القصر الفخم الذي بناه الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع في آخر أيام حكمه.