موريتانيا وأزمة "الكركرات".. دعوات لحل بـ"أقل الخسائر"
أعربت موريتانيا عن انشغالها حيال الأحداث الجارية بمعبر "الكركرات"، عقب أسابيع من الصمت بخصوص التطورات بالمنفذ الوحيد مع المغرب.
تحرك رسمي يأتي على خلفية إغلاق المعبر من قبل عناصر من مليشيا البوليساريو، ما تسبب في توقف حركة التبادل التجاري والمدني بين موريتانيا والمغرب، ودفع نحو ارتفاع صاروخي لأسعار الخضر بالبلد الأول.
خطورة للوضع
بحسب بيان للخارجية الموريتانية، فإن مُكالمة هاتفية جمعت كُلاً من وزير الشؤون الخارجية إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس.
وأوضح البيان أن المكالمة "تطرقت للأوضاع المتوترة في شريط "الكركرات"، قرب الحدود الشمالية للبلاد"، حيث تناول الطرفان "خطورة الوضع القائم والتخوف من أن يؤدي إلى أعمال عنف لا تحمد عقباها".
وأشار إلى أن جوتيريس "لم يخف مخاوفه مما وصل إليه الوضع الميداني من خطورة"، مذكرا بـ"الدور الريادي" المُنتظر من الأمم المتحدة من أجل "حلحلة هذا الوضع في أسرع وقت".
من جانبه، كشف ولد الشيخ أن الجهود قائمة بكثافة منذ أيام لتجاوز الوضع، ليتفق الطرفان على مواصلة الجهود والاتصالات والاطلاع المتبادل، بحسب المصدر نفسه.
من جهته، شدد سيدي ولد سالم، الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية، على أن بلاده تعمل على حل أزمة "الكركرات" في أسرع وقت ممكن، وبأقل التكاليف للمنطقة بشكل عام.
ولفت ولد سالم، في تصريحات إعلامية أعقبت مجلسا للوزراء، إلى أن الأزمة تتعلق بـ"بمنطقة منزوعة السلاح، وتابعة لمنظة الأمم المتحدة"، مُعلقاً بالقول: "لسنا طرفاً في النزاع، لكننا معنيون به كجيران".
تأهب عسكري
في المقابل، نشر الجيش الموريتاني، الأربعاء، عناصره على مقربة من المنطقة، وذلك تحسباً لأي طارئ بعد التطورات المتتالية في المنطقة.
تعزيزات انتشرت على طول الحدود مع الصحراء المغربية حيث يقول حوالي 200 سائق شاحنة مغربي إن انفصاليين صحراويين يمنعونهم من العبور، بحسب ما أفاد مسؤول محلي رفيع الأربعاء.
ونقلت وسائل إعلام محلية وأخرى دولية، عن مصادر وصفتها بـ"المطلعة"، دفع الجيش الموريتاني بعدد من وحداته إلى منطقة تُسمى "بولنوار"، على مقربة من المعبر الحدودي "الكركرات".
خطوة قالت المصادر نفسها إنها جاءت خشية اندلاع معارك بين المغرب ومليشيا البوليساريو، بهدف تأمين الحدود الشمالية الغربية لموريتانيا، وذلك يوماً واحداً بعد زيارة مساعد قائد أركان الجيوش الموريتانية للحدود الجنوبية مع المغرب.
المغرب يتحرك
في خطوة متوقعة، قرر المغرب إطلاق عملية عسكرية في منطقة "الكركرات" الحدودية بالصحراء المغربية، لـ"مواجهة استفزازات وانتهاكات الانفصاليين".
وفي بيان اطلعت عليه "العين الإخبارية"، قالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، الجمعة: "أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لمليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة لـ"الكركرات" بالصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك، في احترام تام للسلطات المخولة له".
وأضاف البيان: "بعد التزام المغرب بأكبر قدر من ضبط النفس، لم يكن أمامه خيار آخر سوى تحمل مسؤولياته من أجل وضع حد لحالة العرقلة الناجمة عن هذه التحركات وإعادة إرساء حرية التنقل المدني والتجاري".
والخميس، نقلت وكالة الأنباء المغربية الرسمية عن مصدر مقرب من الملف أن ما تقوم به جبهة البوليساريو من تخريب الطريق الرابطة بين المراكز الحدودية المغربية والموريتانية، إضافة الى استفزاز أفراد القوات المسلحة الملكية، يعد انتهاكا صارخا للقرارات الخمسة الأخيرة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي.