توتر جديد بين المغرب والبوليساريو.. سبب الأزمة وأهمية "الكركرات"
أعلن المغرب، الجمعة، انطلاق عملية عسكرية بمنطقة "الكركرات" الحدودية بعد استفزازات من قبل مليشيا "البوليساريو".
وقالت الخارجية المغربية، في بيان: "أمام الاستفزازات الخطيرة وغير المقبولة لمليشيات البوليساريو في المنطقة العازلة للكركرات في الصحراء المغربية، قرر المغرب التحرك في احترام تام للسلطات المخولة له".
ويرجع سبب التوتر إلى منع عناصر من مليشيا البوليساريو لسائقي الشاحنات المغاربة من عبور معبر في المنطقة يستخدمونه بكثافة لنقل البضائع.
وظهر سائقو شاحنات مغربية في مجموعة من مقاطع الفيديو وهم يتحدثون عن سرقة بضائعهم وبقائهم عالقين منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي وسط الصحراء دون أن يظهر أيّ حل في الأفق.
أين يقع المعبر؟
تعد "الكركرات" آخر نقطة حدودية من المنطقة التي تخضع للنفوذ المغربي في الصحراء الغربية.
يوجد للمغرب في الكركرات مركز حدودي، ينتهي بعده الجدار الرملي العازل (تم تشييده في سياق وقف إطلاق النار).
ويتبقى معبر بري من بضعة كيلومترات حتى بلوغ حدود موريتانيا.
ويدور النزاع الحالي حول هذا المعبر وليس الكركرات ككل، فهو المنفذ البري الوحيد المستخدم لتنقل السيارات والشاحنات بين جنوب الصحراء الغربية وموريتانيا.
ويعدّ المعبر جزءاً صغيراً للغاية من منطقة عازلة أكبر حددتها الأمم المتحدة كأحد شروط وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو.
وتتجنب مليشيا "البوليساريو" وجوداً مستمراً لعناصرها في الكركرات وفي الشريط الساحلي المحاذي لموريتانيا؛ نظرًا لحساسية المنطقة (تسيطر نواكشوط بحكم الأمر الواقع على بعض النقاط المهمة كبلدة الكويرة).
وتعود حساسية الكركرات إلى موقعها الاستراتيجي بين حدود ثلاثة أطراف، مناطق يسيطر عليها المغرب وأخرى تسيطر عليها البوليساريو، وحدود موريتانيا.
وعرفت "الكركرات" لسنوات كمكان خالٍ يعيش فيه لاجئون وبائعو الخردة، لكن الوضع تغيّر قبل سنوات، عندما أرسلت مليشيا البوليساريو بعض عناصرها للحد من التنقلات بين المغرب وموريتانيا، ولاحقا أرسلت مدنيين يقطعون الطريق حالياً.
استغلال المدنيين
وتدفعُ مليشيا "البوليساريو" بعشرات المدنيين إلى منطقة "الكركرات"، في تحدّ واضح لقرارات مجلس الأمن والاتّفاق العسكري.
والجبهة ليس فقط تجاوزت مقرّرات مجلس الأمن وتوصياته، بل قامت بخرق اتفاقية جنيف الرّابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، التي تحدّد الحماية الإنسانية للمدنيين في منطقة الحرب، وهو ما يورّط البوليساريو باستغلالها لمدنيين عزّل.
توترات سابقة
ومن أكبر فصول التوتر في الكركرات ما وقع عام 2016 عندما أعلنت الرباط عن عملية أمنية لمحاربة التهريب والتبادل التجاري غير المشروع.
بعدها أرسلت مهندسين لتعبيد الطريق في المعبر.
وقد ردت البوليساريو بإرسال قواتها التي كانت على مسافة بضعة أمتار من القوات المغربية. قبل أن تتدخل قوات المينورسو (البعثة الأممية) لمنع المواجهات، وسحب الطرفان قواتهما بعد ذلك بأشهر إثر دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وبدأت أزمة الصحراء المغربية عقب خروج الاستعمار الإسباني من المنطقة عام 1975، حيث تحول الخلاف بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، قبل أن يوقع الطرفان في عام 1991 اتفاقا لوقف إطلاق النار.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز