اتفاق الدوحة و"الخزانة الأمريكية".. إقرار قطري ضمني بتمويل الإرهاب
النظام القطري يوقع على وثيقة إدانة جديدة تؤكد ضلوع منظماته الخيرية في رعاية التطرف
منذ إدراج الدول الداعية لمكافحة الإرهاب لمؤسسات ومنظمات "خيرية" قطرية ضمن قوائم العقوبات وتنظيم "الحمدين" الحاكم في الدوحة يلوذ بالصمت تارة و الإنكار أكثر من مرة، حتى اعترف أخيراً متخفياً خلف المراوغة.
فالاعتراف بتمويل الجمعيات والمنظمات الخيرية القطرية لتنظيمات إرهابية في سوريا وليبيا وغيرها، يعد أحد ثمار المقاطعة العربية التي دفعت أمير قطر ورئيس وزرائها، واللذين التقيا الثلاثاء ستيفن منوشن وزير الخزانة الأمريكي، على الإقرار بالحقيقة المرة عبر توقيع اتفاق مع الولايات المتحدة.
وينص الاتفاق الذي أبرمه منوشن مع القطريين على تشديد مراقبة الأعمال الخيرية والخدمات المالية في قطر لتجفيف منابع الإرهاب، لتضيف الدوحة وثيقة إدانة جديدة بعد أن صدع إعلامها الناس بالمرافعات الفاشلة.
وهي ذات الأسباب التي دفعت دول المقاطعة لتصنيف هذه الجمعيات وشخصيات تعمل بها ضمن قوائم الإرهاب، للحيلولة دون استمرار الإرهابيين في استخدام المساعدات الإنسانية كغطاء لنشر الأفكار المتطرفة والموت والدمار في أرجاء المنطقة العربية.
فالعمل على أن تكون قطر بيئة معادية للإرهاب وليست داعمة له يمثل الهدف الرئيسي للحكومة الأمريكية، وهو ذات ما أعلنت عنه الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، بيد أن لدى حكام الإمارة الصغيرة عقدة قديمة تجاه الأجانب، فعندما واجهتهم الدول العربية بالأدلة أعرضوا، وهاهم يعدون الأمريكان بالعمل على تغيير سياستهم.
بيد أن الوعود القطرية حتى بوقف تمويل الإرهاب عبر الجمعيات الخيرية لاتعدو كونها محاولة لذر الرماد في العيون، طالما ظل الأشخاص الفاعلون في هذه الجمعيات طلقاء يجمعون الأموال لداعش والنصرة والقاعدة والإخوان وحزب الله وغيرها من أعضاء نادي التطرف القطري.
فها هو خالد سعيد البوعينين الإرهابي المدرج ضمن قوائم الدول الأربع والولايات المتحدة الأمريكية مازال يمارس عمله في "قطر الخيرية"، المنظمة المصنفة في الأخرى في القوائم، والتي يجمع عبرها البوعينين الأموال باسم مساعدة المحتاجين ليحولها إلى حسابات الإخونجية والدواعش حول العالم.
وفي عام 2016 شارك خالد سعيد البوعينين ضمن وفد قطر الخيرية إلى العراق، والذي ضم محمد جاسم السليطي المؤيد للحركات الإرهابية في سوريا والمدرج ضمن لائحة العقوبات لدول مكافحة الإرهاب.
وفي الوقت الذي أشار فيه وزير الخزانة الأمريكي إلى ضرورة تبادل المعلومات حول ممولي الجماعات الإرهابية، أَوْمَأَ الأمير القطري في ارتباك كبير بـ"نعم"، لكن القول في الدوحة دائماً ما يجافي الفعل.
فعلى بعد عدة أمتار من الديوان الأميري، حيث جرى اللقاء وصيغت العهود، كان الإرهابي القطري شقر جمعة الشهواني يحصي ما اكتنزه من أموال لمليشيات الإرهاب في سوريا، بوصفه ممثلاً لمنسق القاعدة بالدوحة حجاج بن فهد العجمي المدرج على لوائح العقوبات الصادرة عن الأمم المتحدة وأمريكا.
كما أن النظام القطري الذي أدمن نقض تعهداته مازال يبذل الوعود للمجتمع الدولي بالتوقف عند دعم الإرهاب نهاراً، لتزود جمعياته الخيرية الإرهابيين بالأموال ليلاً.
وتثير أنشطة عدة جمعيات خيرية ممولة من قطر الشبهات في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها، ففي جوف كل سيارة قطرية تحمل عبارة "منظمة خيرية" أطنان من الأسلحة والعبوات الناسفة التي نسف بها تنظيم الحمدين الاستقرار في أكثر من دولة عربية، ليحصد عزلة ربما تطول.