أمس، قال حادي الأمل محمد بن سلمان: «هذا الشعب الذي يعيش في الصحراء لديه كثير من الإرادة والتصميم، وعزيمة جبارة».
على قدر حلمك تتسع الأرض» هكذا يخبرنا الشاعر الكبير، الراحل محمود درويش، وبالنسبة لولي العهد السعودي، ورائد الرؤية الجديدة، فإن مشروع «نيوم» السعودي المدهش هو: «للحالمين فقط».
هذا يعني أننا أمام ثقافة سعودية جديدة، محمد بن سلمان لم يفعل إلا أنه «حرّر» خزين الطاقة السعودية، عنيت فرص الجغرافيا وعناصر القوة المعنوية السعودية، وأهم من ذاك، أنه راهن على الإنسان السعودي، سواء في مشروع «نيوم» أم غيره من المشروعات الماضية والآتية.
الحلم هو صانع المستقبل، وهو كاسر المستحيل وهو قطار الرحلة نحو أفق بلا نهاية، ومن لا يحلم فهو جافّ الخيال، ومن لا خيال له، فلا حياة ممتعة يمكن له أن يكتشفها.
أمس، أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، طيور الأمل البيضاء، حين كشف بحضور قادة كبار من صناع الأعمال والأموال، ونخبة من مسيّري الصناديق الاستثمارية الكبرى، عن المشروع السعودي «نيوم».
تفاصيل المشروع غزيرة، وكل تفصيلة منها تجعل عينيك مفتوحتين باتساع الخيال كله، ومن يتابع يعلم، وليس من رأى كمن سمع.
مدينة، بل قل مقاطعة جديدة بذر محمد بن سلمان أمس بذرتها الأولى في منطقة تبوك شمال غربي السعودية، قرب الأردن ومصر، على سواحل البحر الأحمر العذراء، وظهيرها جبال تبوك الشاهقة، التي - ربما يندهش البعض من هذا - تكتسي قممها بالثلوج موسم الشتاء!
المنطقة على مساحة 26.500 كلم2. تطلّ من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كلم، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2.500 متر.
ليست مجرد مشروع عقاري ضخم، ولا مرافق ترفيهية جديدة، ولا مركز مالي حديث، بل هي «فكرة» تنتمي للمستقبل، مفتاحها البداية من جديد. يعتصر ذاك المعنى كون الأرض الشاسعة هي أرض بكر، كل شيء فيها سيبدأ من الصفر، ما يعني أنها ستبدأ، في كل مرافقها التحتية، ليس من حيث ما انتهى إليه العالم، بل ما سينتهي إليه العالم، عقب عقد أو عقدين من الزمان.
ستكون روضة خضراء يتدفق فيها المال السعودي السياحي، مثلا، إذا ما علمنا أن السعوديين ينفقون على السياحة (15 مليار دولار).
ستكون منطقة بها معايير عالمية لنمط العيش من حيث الجوانب الثقافية، والفنون، والتعليم.
منطقة خاصة تشمل ثلاث دول، لأول مرة، هي السعودية والأردن ومصر.
منطقة للمستقبل، حيث ستكون جميع الخدمات المقدمة والإجراءات فيها بنسبة مائة في المائة معاملات إلكترونية من دون ورق.
هذا يعني أننا أمام ثقافة سعودية جديدة، محمد بن سلمان لم يفعل إلا أنه «حرّر» خزين الطاقة السعودية، عنيت فرص الجغرافيا وعناصر القوة المعنوية السعودية، وأهم من ذاك، أنه راهن على الإنسان السعودي، سواء في مشروع «نيوم» أو غيره من المشروعات الماضية والآتية.
أمس، قال حادي الأمل محمد بن سلمان: «هذا الشعب الذي يعيش في الصحراء لديه كثير من الإرادة والتصميم، وعزيمة جبارة».
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة