"إيكونومست": 3 أسباب وراء تراجع "الإخوان" ذوي الـ 99 وجها
المجلة البريطانية رأت أن التنظيم الإرهابي كان صانعا للانفلات الأمني الذي أعقب اضطرابات 2011 في عدة دول
رصدت مجلة "إيكونومست" البريطانية 3 أسباب وراء تراجع تنظيم الإخوان الإرهابي، الذي قالت إن له 99 وجهًا، كلها تعود إلى الهدف من تأسيسه وهو الوصول للحكم ولو بالقوة وبنشر الإرهاب.
وبحسب التقرير فإن التنظيم حاول تصوير نفسه كقوة سياسية ديموقراطية على الأرض، في محاولة لاستمالة قطاعات واسعة من الطبقات الفقيرة والمعدومة في الدول العربية وحشد الأصوات للفوز بالانتخابات اقتناص السلطة في تلك البلاد.
إلا أن الأحداث التي شهدتها المنطقة خلال الفترة بين 2011 وصولا الى 2013 كشفت الهدف الحقيقي للتنظيم، كانت درسا مؤلما ومهما للشعوب العربية فيما يخص دخول الإخوان في الحياة السياسة العربية،.
واستدل على ذلك بأن وصول التنظيم الى سدة الحكم في مصر أدى إلى أثار كارثية خلال بضعة أشهر، كشفت الوجه الحقيقي للتنظيم الذي حول جميع المصادر الاقتصادية لخدمة التنظيم وليس النهوض بالبنية التحتية في مصر.
والتجربة المصرية مع التنظيم وضعت جميع الدول العربية في حالة تأهب قصوى من أي تحرك داخلي أو خارجي للتنظيم، حيث يظهر التنظيم الإرهابي بعدة أوجه، أو كما تصفها المجلة "تسعة وتسعون وجها".
إلا أن جميع تلك الأوجه تصب في العمل الإرهابي، حيث أن توجه الإخوان السياسي ما هو إلا منفذ لتنظيم للقيام بعملياته الإرهابية.
وشرح التقرير ثلاثة أسباب رئيسية لسقوط التنظيم، أولها محاولة خداع القطاعات الفقيرة الواسعة عن طريق استعمال الجمعيات الخيرية الوهمية، التي هي في الأساس أماكن لحشد الأصوات.
وبمجرد فوزهم في الانتخابات أوقف التنظيم المساعدات للطبقات الفقيرة، واكتشفت تلك الطبقات استغلال التنظيم لهم مما أدى الى انتفاضات شعبية عليهم مثلما حدث في مصر عام 2013.
السبب الثاني بحسب المجلة هو عبث التنظيم بالأمن القومي؛ حيث حاول استغلال الانفلات الأمني في الدول التي شهدت مظاهرات واضطرابات في 2011 لتبرير بقائهم في السلطة.
كما لفتت إلى أن التنظيم نفسه لعب دورا كبيرا في حالة البلبلة الأمنية تلك باستعمال الأذرع الإرهابية للتنظيم في خلق التفجيرات وأعمال العنف التي لاتزال العديد من دول المنطقة تعاني منها حتى اليوم.
والسبب الثالث هو انعدام الخبرة السياسية للتنظيم واعتماده الكامل على هيكله التنظيمي في أخذ القرارات المصيرية التي تخص الشأن العام، حيث شهدت تونس كسادا اقتصاديا كبيرا عندما فاز الحزب الخاص بالتنظيم، حركة النهضة، بأغلبية مقاعد البرلمان؛ ما أدى الى حالة من السخط بسبب سياسات اقتصادية فاشلة.
إلا أن التقرير نبَّه إلى أن طموح التنظيم في بسط أفكاره باستخدام الطرق الملتوية هو ما تسبب في انهياره من الأساس.
فالشبكات الإرهابية التي يقوم ببنائها دفعت العديد من الدول الغربية إلى وضع الإخوان في القوائم السوداء، ومع صعود تنظيمات إرهابية أخر، برزت العلاقة بين فكر داعش وبين فكر تنظيم الإخوان الإرهابي.
ويختم التقرير بتوصية حول كيفية التعامل مع ذلك التنظيم، وذلك بالتحذير من الهجمات المفاجئة واليائسة له، والتي يقوم بها فلول التنظيمات المتقهقرة مثل داعش وذئابه المنفردة لرسم صورة كاذبة عن قوة التنظيم الذي يعاني انحدارا ونبذا من جميع الدول العربية.
ومن المتوقع يزيد تراجع تنظيم الإخوان في حال استمرار الدول الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لقطر، وتفهم دول أخرى لهذه المقاطعة، خاصة إذا ما تم ترجمة ذلك إلى محاصرة الجمعيات الممولة لأنشطة الإرهاب، وتوعية شعوب العالم بخطر التنظيم.
aXA6IDE4LjExOC4xOTMuMjgg جزيرة ام اند امز