حدث في مثل هذا اليوم، قبل سنوات أربع، أن فضت سلطات الأمن المصري أكبر اعتصام مسلح في العصر الحديث شهدته الجمهورية..
حدث في مثل هذا اليوم، قبل سنوات أربع، أن فضت سُلطات الأمن المصري أكبر اعتصام مسلح في العصر الحديث شهدته مصر، والذي كان الأكثر إرهاباً على مر تاريخها وقادته جماعة الإخوان الإرهابية.
قررت الدولة المصرية في 14 أغسطس/آب 2013، إنهاء 55 يوماً من خطاب الإرهاب الدموي الذي كان يخرج من منصتي اعتصامي النهضة بالجيزة (غرب القاهرة) وميدان رابعة العدوية، شرق القاهرة.
ذلك الخطاب الذي ما لبثت تبثه أبواق إعلامٍ أخذت على عاتقها مناصرة الإرهاب ونشر أفكاره الدموية في الداخل المصري وحول العالم، لتأخذ السلطات المصرية قرارها التاريخي الحاسم بإنهاء حالة الذعر والقلق وعدم الاستقرار الذي سيطر على سكان العاصمة جراء نشاط بؤرتي الاعتصام المسلح.
بؤرتان إرهابيتان صنعتهما جماعة الإخوان الإرهابية قبل 4 سنوات، ارتكبت فيهما أبشع الجرائم من عمليات قتل إلى ترويع السكان مروراً بقطع جميع الشرايين الحيوية في القاهرة، فلا مرور لأي شخص لا يؤمن بأفكار الاعتصامين الدموية.
التهديدات التي خرجت من منصتي رابعة العدوية والنهضة الإرهابيتين كانت تحرض على تخريب الدولة المصرية ومحاربة مؤسساتها طالما لم يطلق سراح قادة الجماعة الإرهابية الذين أودعوا السجون بأمر من شعب مصر الذي ثار في 30 يونيو/حزيران 2013 ضد حكم الجماعة الإرهابية، وما أعقب ذلك من موجات عنف من مؤيدي ممثل الجماعة في الحكم آنذاك محمد مرسي.
جماعة الإخوان الإرهابية آلت على نفسها إلا أن تنشر الإرهاب في ربوع مصر عبر ذئابها المنفردة ومخالبها المُسلحة في الداخل والخارج تحت أسماء عديدة، أبرزها "حسم"، فضلاً عن النشاط الإرهابي الضخم الذي نفذه تنظيم داعش الإرهابي وجماعة أنصار بيت المقدس والذي خرج من نفس نبع الإرهاب الإخواني.
إرهاب الإخوان في أرقام
وفقاً لدراسة أعدها المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد كامل بحيري بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فإن 1165 عملية إرهابية تم تنفيذها خلال الأعوام 2014، 2015، 2016، فضلاً عن العمليات التي شهدتها الفترة من سبتمبر إلى ديسمبر/كانون الأول 2013 ، و الفترة ما بين يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب 2017.
ويقول بحيري في بحثه الإحصائي إن عام 2015 يحتل الصدارة في عدد العمليات التي نفذت فيه وتلاحقها، ويؤكد أنه في المجمل انخفض عدد العمليات الإرهابية في مصر خلال عام 2016 مقارنة بعامي (2014/2015)، حيث وقعت به حوالي 199 عملية إرهابية، وتمثل سيناء والقاهرة والجيزة أبرز الأهداف للتنظيمات الإرهابية، فهذه شهدت معظم الأعمال الإجرامية.
العبوات الناسفة، إطلاق نار، السيارات مفخخة، القذائف بأنواعها، وتفجير انتحاري، جاءت أهم الأشكال التي نفذت بها عناصر الإجرام عمليتها منذ فض الاعتصام المسلح وحتى اليوم.
ويلاحظ الأمنيون انخفاض العمليات الإرهابية بشمال سيناء وباقي مصر كنتيجة لنجاح القوات المسلحة المصرية في التصدي للإرهاب خاصة بعد انطلاق العملية العسكرية الواسعة والشاملة حق الشهيد، وهي المستمرة حتى الآن.
مذبحة كرداسة
جرت أحداثها في نفس اليوم الذي تم فيه فض الاعتصام المسلح لجماعة الإخوان في ميداني رابعة والنهضة، ولعلها كانت واحدة من أبشع المشاهد التي صنعتها أيدي الإخوان، في ذلك الوقت.
بعد فض الاعتصام المسلح، شهدت العديد من المحافظات أعمال عنف استهدفت أقسام الشرطة وبعض الكنائس، ولكن الإخوان اعترضوا على فض اعتصامهم الدموي بطريقة أكثر دموية، فاستخدم الإرهابيون في هذه العملية أسلحة "آر بي جي" وبنادق آلية، وهاجموا ضباط وأفراد قسم منطقة كرداسة بالقاهرة، وأشعلوا فيه النيران وقتلوا لواءيّ شرطة وضابطين برتبة عقيد ونقيبين و7 آخرين من الأمناء والأفراد.
وجاء رد الفعل من قوات الأمن على اقتحام القسم في 19 سبتمبر/آب 2013، عندما اقتحمت قوات من الشرطة والجيش منطقة كرداسة، وأعادت قوات الأمن النظام للمنطقة، بعد أن ألقي القبض على 188 متهماً وتم تقديمهم للمحاكمة.
اغتيال النائب العام
المستشار هشام بركات، النائب العام المصري، أو محامي الشعب وفقاً لما ينص عليه القانون، اغتالته أيدي الجماعة الإرهابية في 29 يونيو/حزيران 2015، بسيارة ملغومة، وهو على بعد 200 متر من منزله، حيث كان قد بدأ التحرك بموكبه الخاص.
نفذ الإرهاب جريمته بعد قرابة شهر من دعوة من أطلقوا على أنفسهم اسم "ولاية سيناء"، أحد أذرع تنظيم داعش في مصر، الذي يمثل أحد النتاجات الإرهابية الفكرية لتنظيم الإخوان الإرهابي، أتباعه إلى مهاجمة القضاة، إثر تنفيذ حكم الإعدام في ستة أفراد من عناصرها.
دماء في الكنائس
في 11 ديسمبر/كانون الأول 2016، نفذ إرهابي تنظيم داعش الذي نشط بقوة داخل مصر عقب فض اعتصامي رابعة النهضة، تفجيراً مفجعاً بالكنيسة البطرسية بمنطقة العباسية في القاهرة، وهي الكنيسة الرئيسية في مصر، راح ضحيته عشرات القتلى والمصابين من الأقباط، وأثبتت التحريات التحقيقات وقوف خلية إخوانية مكونة من 6 عناصر إخوانية للعملية، بالإضافة إلى الإرهابي الذي نفذ الجريمة، وتم تجميع أشلاء رأسه من جديد والتعرف عليه بواسطة الطب الشرعي.
وفي 9 إبريل/نيسان2017 ، استهدف الإرهاب كنيستين إحداهما مارجرجس بمدينة طنطا الواقعة وسط دلتا مصر، والثانية الكنيسة المرقسية في مدينة الإسكندرية، راح ضحية العمليتين عشرات القتلى والمصابين من الأقباط والمسلمين.
وفي حادث آخر استهدف فيه أقباط مصريين، نفذ إرهابيون ما عرف إعلامياً بمجزرة "أتوبيس المنيا"، في يوم 26 مايو/أيار 2017، على بعد ٨ كيلومترات داخل الصحراء، حيث يبعد الدير الذي كان يقصده مجموعة من الأقباط استقلت حافلة ٣٠ كيلومتراً عن الطريق الصحراوي الغربي، وهي مسافة تبعد عن أعين الأمن، بحسب تصريحات آنذاك للمتحدث باسم الداخلية المصرية، اللواء طارق عطية، لبوابة "العين" الإخبارية.
الحادث راح ضحيته 29 مصرياً قبطياً بينهم أطفال، إلا أن الجيش المصري ثأر لهم في نفس اليوم بضرب معسكرات تدريب وتصدير الإرهاب في مدينة درنة بليبيا.
شهداء الجيش المصري
من المشاهد التي ارتكبتها عناصر الإخوان المسلحة تحت المسميات المختلفة ضد الجيش المصري وقواته، على سبيل المثال لا الحصر:
مجزرة رفح الثانية:
التي نفذتها أيدي الإرهاب في 19 أغسطس/آب 2013، أي عقب 5 أيام من فض اعتصاميّ رابعة والنهضة، والتي وقعت في مدينة رفح المصرية بمحافظة شمال سيناء، رداً على الإطاحة بنظام الإخوان الإرهابي، ونفذها مسلحون أبرزهم عادل حبارة الذي تم تنفيذ حكم الإعدام بحقه لاحقاً.
مجزرة الفرافرة
15 جندياً مصرياً استشهدوا في 19 يوليو/تموز 2014، جراء استهدافهم من جانب عناصر الإرهاب في حادث وقع بالوادي الجديد في صعيد مصر بالمنطقة بين واحة الفرافرة والواحات البحرية.
كرم القواديس
في 24 أكتوبر/تشرين الأول من عام 2014، نفذت أيدي مسلحي الجماعة الإرهابية واحدة من أقسى المشاهد الدموية ضد قوات الجيش المصري بسيناء، بنقطة تفتيش كرم القواديس الواقعة على بُعد 20 كيلومتراً شرق مدينة العريش و25 كليومتراً من مدينة الشيخ زويد، أسفرت عن استشهاد 28 وإصابة 26 آخرين من أبناء القوات المسلحة.
aXA6IDE4LjE5MS42Mi42OCA=
جزيرة ام اند امز