مصر بدون 30 يونيو.. خبير عسكري يتخيل السيناريو الأسوأ
أربع سنوات مضت على التحول التاريخي الذي منح جمهورية مصر العربية عمرا جديدا بحسب وصف الاستراتيجيين، فقد شهد الثلاثون من يونيو..
أربع سنوات مضت على التحول التاريخي الذي منح جمهورية مصر العربية عمراً جديداً، بحسب وصف الاستراتيجيين، فقد شهد الثلاثون من يونيه عام 2013 القرار الشعبي القاطع بالتخلص تماماً من نظام جماعة الإخوان الإرهابية بعد 365 يوماً قضاها ممثلها محمد مرسي على كرسي الحكم، ليُعزل بموجب الثورة الشعبية من منصب رئيس الجمهورية، وتولى الجهاز الأمني مهمة القبض على قيادات وكوادر الجماعة الإرهابية التي هددت مراراً وتكراراً قبل ذلك التاريخ بأنها ستسفك الدماء من أجل تحقيق حلم ما يسمى "الخلافة الإسلامية".
تلك التهديدات كانت بمثابة اعترافاً مبكراً بجرائم التنظيم التي نفذها داخل مصر، وتُفسر الإرهاب الطاحن الذي تعيش مصر حالة حرب مستمرة معه منذ ذلك التاريخ، ورغم أن مصر لم تنجو من الضربات القاسية التي تمت بتخطيط تنظيم الإخوان الإرهابي وأودت بأرواح كثير من المصريين في صفوف الجيش والشرطة والأقباط، فضلاً عن اغتيال النائب العام، المستشار هشام بركات، إلا أن الدولة مدعومة بقيادتها الأمنية من قوات مسلحة عسكرية وشرطية حققت على مدار السنوات الأربع معدلاً متقدماً في محاربة وحش الإرهاب الذي أطلقه التنظيم، بل إن توحش قوى الإرهاب في المنطقة العربية وامتدادها للقارة الأوروبية أيضاً دفع كثير من دول العالم لمحاربته، ودعم مصر في إجراءاتها ضده.
- كاتب بريطاني: حظر جماعة الإخوان سيجعلنا أكثر أمانا
- ترامب يعتبر مقاطعة قطر "خطوة مهمة" لتجفيف منابع الإرهاب
ما الصورة التي كانت ستسيطر على مصر الآن لو لم يحدث ما حدث في الثلاثين من يونيو عام 2013، وإلى أي المشاهد كانت ستقترب صورة مصر إذا ما استمرت الجماعة الإرهابية في حكمها، هل كانت مصر تقترب من الصورة في ليبيا أم سوريا أم إلى أقرب أو أبعد من ذلك.
اللواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، يؤكد أن الله كتب لبلاده عمراً وميلاداً جديداً بعزل الإخوان عن الحكم، ولا مجال لحديث عن الصورة التي كانت ستسيطر عليها حال استمرارهم، لأن حقيقة الأمر أن الدولة كانت ستنتهي قولاً واحداً، وأن المشهد المأساوي في ليبيا أو سوريا لا يمثل نقطة في بحر ما كانت ستؤول إليه مصر!
ويوضح الحلبي، في تصريح خاص لبوابة "العين" الإخبارية، أن الشعب المصري تخطى في تعداده حاجز التسعين مليون نسمة، بينما كل من شعوب ليبيا وسوريا مثلاً لا يتجاوزون بضع الملايين، فحجم الخراب في مصر كان سيتجاوز بمراحل ما حدث في البلدين بمراحل كبيرة، وكانت ستسجل الأسوأ على الإطلاق، وكان الشعب سيدفع ثمناً فادحاً نتيجة طغيان الطرف الحاكم.
وأشار إلى أنه رغم وجود نسبة أمية لا يستهان بها بين المصريين، إلا أنه من أقوى الشعوب التي تمتلك استشعاراً عالياً للخطر، اكتسبها تلقائياً من تلك العدائيات التي عانت منها مصر على مر التاريخ، أبرزها فترات مواجهة الهكسوس والصليبيين، وفي العصر الحديث كان العدوان الإسرائيلي وغيرها من العدائات التي تركت داخل نفوس المصريين موروثاً حضارياً يدفعهم لاستشعار القلق والخطر بحساسية مُفرطة وبسهولة، وبالتالي يتخذون خطوات التغيير في اللحظات المناسبة سريعاً، ولعل تجربة التخلص من جماعة الإخوان الإرهابية خير دليل على ذلك، حيث نصبوها على الحكم وخرجوا ضدها في عام واحد فقط، وهو في عمر الشعوب لا يُعد زمناً!