"30 يونيو".. الإخوان و3 سنوات من عنف إلى عنف
المؤشرات والأفعال على مدى 3 سنوات ومنذ الإطاحة بحكم والإخوان في مصر في 30 يونيو 2013، تؤكد أن العنف هو أساسهم الفكري
جميع المؤشرات والأفعال على مدى 3 سنوات ومنذ الإطاحة بحكم محمد مرسي، والإخوان في مصر في 30 يونيو 2013، تؤكد أن العنف والقتل، هو الأساس الفكري الذي لم يشهد أي تغيير في تاريخ هذه الجماعة، هذا ما يجمع عليه خبراء وسياسيون ومفكرون.
في السنوات الثلاث الماضية تؤكد الحقائق على الأرض أن الجماعة مارست العديد من أعمال العنف، بتعليمات مباشرة من قيادتها المحليين، وبتحريض من قادتها الهاربين خارج مصر، وظلت سياسة العنف والقتل والتخريب هي الأساس الذي تبنته في كل أعمالها ضد مصر كدولة وشعب وحكم.
ويتفق المحللون على أن قادة الجماعة، اتخذوا من البلدان التي يقيمون فيها، منابر تحريض، مباشر وغير مباشر، حسب سياسة كل دولة وموقفها حيال النظام الحاكم في مصر، سواء في فترة حكم الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور، والرئيس المنتخب الحالي عبد الفتاح السيسي.
الكاتب والمحلل السياسي صلاح عيسى، يشير إلى أن الجماعة أثبتت بحكم اليقين أنها جماعة إرهابية، وهو ما تؤكده حالات القتل اليومي لرجال الشرطة والجيش، في سيناء والمدن المصرية المختلفة، وزرع وتفجير العبوات الناسفة في الشوراع العامة، مع التركيز على شمال سيناء، وهو ما أثبتته التحريات وأحكام القضاء.
ولفت إلى أن العنف هو الأساس في كل تصرفات الجماعة، من خلال تخريب الاقتصاد الوطني للبلاد، بتفجير أبراج الكهرباء وخطوط شبكات الضغط العالي وغرف الكهرباء ليس في المدن فقط، بل في المناطق الريفية، وحرق مواقع إنتاج في مناطق عديدة، وذلك من خلال التحريض للشباب المنتمين لهذه الجماعة، وأعضائها، أو ما يسمى بالخلايا النائمة.
التخريب لم يقف عن الأعمال المباشرة فقط، حسبما يقول عيسى، بل امتد إلى الدفع بمجموعات للتظاهر في مناطق محددة، بعضها يوجد فيها عناصر للإخوان والجماعة الإسلامية، في رسالة للعالم، بعدم استقرار مصر، واستغلالها في محاولات التشويه للدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، لافتًا إلى أن هذه النوعية من التظاهرات قلت في العام الأخير، إلى أنها لم تتوقف كليًّا، في مؤشر على إصرار الإخوان انتهاج سياسة العنف التي هي أساس لفكرها منذ تأسيسها على يد حسن البنا.
الإنتربول هو الآخر شاهد على عنف الإخوان، وهو ما برهن عليه بالموافقة على وضع عدد من قيادات الإخوان، والجماعات المتطرفة والمتعاطفة معها على قوائم النشرات الحمراء، لمراقبتهم والقبض عليهم لتقديهم للمحاكمة في قضايا جنائية، متنوعة، ووصل هذا العدد إلى نحو 65 من القيادات العليا للإخوان وأخواتها، من جماعات التطرف في مصر، والهاربين خارج الحدود المصرية.
وحول هذا يقول القيادي الإخواني السابق، مختار نوح، علينا أن ننظر في قوائم مجموعات التحريض المطلوبين للعدالة في قضايا عنف، وقتل وترهيب ضد الدولة المصرية، وسنجد للوهلة الأولى أن هذه الأسماء من رعاة العنف والمحرضين عليه في فكر الجماعة، والذي لمسناه بقوة في السنوت الثلاث الأخيرة، ومنذ الإطاحة بحكم محمد مرسي عقب ثورة شعبيىة دعت إلى التطهير من حكم الجماعة.
وتضم القائمة المطلوبة للعدالة في مصر، وعدد منهما على قوائم الإنتربول الحمراء، أسماء محمود عزت نائب المرشد العام للإخوان، ويوسف القرضاوى، ومحمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان، والقيادي جمال عبد الستار، وعصام تليمة، ووجدي غنيم، ومحمد جمال حشمت، وعلي خفاجي أحمد الشريف أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة المنحل بالجيزة.
والقائمة تمتد لعناصر أخرى منها أيمن عبد الغنى، ووليد شرابي المتحدث باسم حركة قضاة من أجل مصر، وطارق الزمر، وعاصم عبد الماجد القيادي بالجماعة الإسلامية، والإعلامي أحمد منصور، والبرلماني السلفي السابق ممدوح إسماعيل، والسلفي الدكتور محمد عبد المقصود وإيهاب شيحة، ومحمد محمود فتحى محمد بدر رئيس حزب الفضيلة السلفي، وغيرهم.
وفي رأي القيادي السابق بالجماعة الإسلامية دكتور ناجح إبراهيم، أن استمرار الإخوان في انتهاج العنف هو الخطأ الأكبر، ولا يقل عن خطأ الذي وقعت في الجماعة الإسلامية في مصر خلال الثمانينيات في ارتكاب أعمال عنف، لافتًا إلى أن الفشل هو الطريق الوحيد للإخوان، طالما ينتهجون التحريض والعنف، والذي اتضح في السنوات الأخيرة.
ومنذ ثورة 25 يناير 2011 حتى الآن، قدمت قوات الشرطة المصرية عددًا كبيرًا من الشهداء، وتشير أرقام وزارة الداخلية المصرية، إلى أن العدد وصل إلى 806 شهداء بينهم 174 ضابطًا و367 من الأفراد و28 خفيرًا و232 مجندًا و5 موظفين، كما قدمت الشرطة أكثر من 20 ألف مصاب، هذا بخلاف المئات من الشهداء والمصابين من أفراد الجيش في عمليات مكافحة الإرهاب بسيناء.
وبيَّن القيادي الإخواني المنشق "ثروت الخرباوي" أن جميع العمليات التخريبية والإرهابية التي شهدتها مصر في الـ36 شهرًا الماضية، تحمل بصمات إخوانية، بغض النظر عن مرتكبها المباشر، مؤكدًا أن النظام الخاص بالجماعة، هو نظام مسلح ويعتنق فكر العنف، والعديد من قياداته ما زالت توجه وتصدر الأوامر، الأمر الذي يضع الإخوان في موقع المعادي للدولة المصرية، وليس النظام فقط، وهو ما تجلى خلال فترة الحكم البغيضة في عهد محمد مرسي.
ولفت إلى أن خلايا الإرهاب في سيناء نمت في عهد مرسي بالإفراج عن الإرهابيين، وتسهيل دخولهم من الخارج إلى مصر، لتحريكهم في الوقت المناسب واستخدامهم لصالحها، وهو ما تم عقب ثورة 30 يونيو، كما أن الخلايا الإرهابية التي شكلتها جماعة الإخوان مثل أنصار بيت المقدس وغيرها، استهدفت التهرب من أي مسؤولية عن الحوادث الإرهابية، إلا أن هذا معلوم للعامة.
ويرى الخرباوي أن الجيش الإرهابي الذي كونه الإخوان في سيناء والبالغ عدده نحو 30 ألف، وقضى قوات الأمن على 5 آلاف منه، ما زال يعبث بسيناء، إلا أن القوات الأمنية نجحت في محاصرته بشكل أفضل في 2016.
ويتفق في ذلك نبيل نعيم القيادي السابق والمؤسس لتنظيم الجهاد في مصر، مبينًا في تصريحات سابقة، المعلومات تؤكد أن "تنظيم" الإخوان تأسس وسيظل تنظيمًا قائمًا على خدمة التنظيم الدولي، ولا علاقة له بأي دولة يوجد على أرضها، وهذه الحالة تنطبق على الإخوان في مصر، القديم منهم والحديث، وحتى الشباب المتطرف منهم، وهو ما تؤكده جرائم القتل والتخريب التي وقعت في مصر منذ 30 يونيو 2013.
aXA6IDE4LjExOC4wLjQ4IA== جزيرة ام اند امز