"الأخوات".. أداة الإخوان في أوقات الهزائم
الإخوان تستغل "قسم الأخوات" لإثارة الرأي العام والفوضى في مصر.
اعتاد تنظيم الإخوان استخدام النساء كأداة وعملة رابحة أوقات الأزمات والهزائم التي تضرب التنظيم الإرهابي، وأضفت كساداً على نشاطه.
- "العقول البيضاء".. خطة الإخوان الشيطانية لصناعة الإرهابيين
- بعزل الإخوان.. يذوب الجليد بين الجمهور والسينما في السودان
وطالما يلجأ الإخوان في صراعاتهم وأزماتهم المركبة والمتعاقبة التي كادت تعصف بالتنظيم في الوقت الحالي إلى استدعاء النساء للعب أدوار خاصة، أملأ في أن ينجحن في شد عضد الجماعة المأزومة.
وبحسب معلومات، فإن "قسم الأخوات" داخل إخوان مصر، مكلف بإثارة الفوضى والشائعات والتحريض ضد البلاد والسلطة، بل يمتد عمل بعض لجانه إلى الاشتراك في تنفيذ عمليات نوعية، سواء بتوفير الدعم المالي أو عبر نقل المعلومات.
وتقول المعلومات إن لجنة ما يسمى بـ"إدارة الأزمة" المشكلة في تركيا بعضوية عدد من القيادات الإخوانية المقيمين داخل مصر، وتتبع مكتب الإرشاد مباشرة، وضعت خريطة جديدة لتحرك قسم الأخوات في الفترة المقبلة، وتحديد من منتصف فبراير/شباط الجاري وحتى عيد الأضحى مروراً بشهر رمضان المبارك.
ويستهدف التنظيم الإرهابي استغلال نسائه في الترويج للشائعات ونشر الأخبار الكاذبة بين أفراد المجتمع بالاعتماد على وسيلتين؛ الأولى التواصل المباشر من خلال لجان "النقابات، المعلمات، الجامعات، المؤتمرات، والطلبة".
أما الثانية فتعتمد على التواصل الإلكتروني عن طريق لجان إلكترونية تعمل على بث روح التشاؤم واستغلال الأحداث الجارية في إثارة غضب المواطنين ودعوتهم للتظاهر والعصيان المدني.
ويحاول "قسم الأخوات" من خلال 10 لجان مقسمة على الفئات العمرية المختلفة، تنفيذ أجندة أعدت من إسطنبول تستهدف إثارة الفوضى بمصر، بعد فشل جميع محاولاته خلال الأعوام الماضية.
وكشف الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي عمرو فاروق أن الأجهزة الأمنية المصرية حصلت على مجموعة من الوثائق الخاصة بتحركات "قسم الأخوات" التابعة للتنظيم الإخوان، تكشف دور الجماعة في عملية الحشد والتعبئة خلال المرحلة الراهنة.
وقال فاروق لـ" العين الإخبارية" إن الوثائق تطرقت لعملية توظيف "قسم الأخوات" في عدد من الخطوات التي ينتهجها التنظيم في إطار صراعه مع النظام السياسي المصري ومحاولته إسقاط مؤسسات البلاد.
كما تناولت "تحقيق ما يسمى بمشروع التمكين" وسيناريو ما يسمى بـ"أستاذية العالم"، الذي طرحه مؤسس التنظيم حسن البنا في كتابه "الرسائل"، الذي يعد الدستور الفكري والتنظيمي للجماعة وقياداتها.
وأضاف فاروق أن "قسم الأخوات" يعتبر الرابط القوي في الحفاظ على قوام تنظيم الإخوان داخلياً، في ظل الانهيار والانشقاق الذي يضربه منذ سقوط "حكم المرشد" في مصر بثورة شعبية في 30 يونو/حزيران 2013.
تهميش ثم نشاط مكثف
قبل السقوط المدوي للإخوان في مصر، ظل للمرأة دور في التنظيم قاصراً على تنظيم المناسبات الاجتماعية وحضور الدروس الدينية، إلا أنهن ظهرن كدروع بشرية في مواجهة قوات الأمن المصري في الاعتصامات والمظاهرات التي نظمتها الجماعة بعد سقوطها.
ومؤخرًا، ظهر الدور الأخطر لنساء الإخوان منذ نشأة التنظيم، وهو المشاركة في تنفيذ العمليات الإرهابية بتوفير التمويل ونقل السلاح، بحسب الباحث المصري.
ولم تسمح طبيعة الإخوان على مدار نشأتها منذ عام 1928 من تمكين المرأة أو التعامل معها باعتبارها عنصراً فعالاً في التنظيم، بل مُنعت عنها كل المناصب على قمة الهرم التنظيمي، أبرزها مكتب الإرشاد الذي يضم 16 عضواً، ومجلس الشورى العام الذي يضم نحو 114 عضواً جميعهم من الرجال.
ووصلت النظرة الدونية للمرأة في أيديولوجية الإخوان إلى أن من يترأس "قسم الأخوات" يجب أن يكون رجلاً، وفقاً للائحة العمل الداخلية، واقتصرت المشاركة النسائية على تشكيل المكاتب الإدارية بالمحافظات كعضوات.
وبشكل صارم حددت لائحة الجماعة الداخلية دور المرأة حسب أيديولوجيتها في"المساهمة في صياغة الشخصية الإسلامية من خلال التربية الأسرية، والدروس الدعوية، والعمل على بناء وحدة البيت المسلم، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية، وحل المشكلات في محيط العائلة الإخوانية.
أما الأدوار التنظيمية للنساء داخل الجماعة فاختلفت في 2013 مع بداية اعتصام رابعة العدوية (وسط القاهرة) المسلح، الذي شارك فيه نساء الإخوان وتم استخدامهن كدروع بشرية في وجه الأمن، وفقاً لشهادة الإخوانية المنشقة عزة عفيفي.
وقالت عفيفي إن التنظيم حرص على استخدام النساء في المظاهرات والاعتصامات في مواجهة الأمن لكسب قدر من التعاطف.
وتمثل الدور المهم للأخوات في تدبير أمور التظاهر على مستويات أوسع، وجمع التبرعات لرعاية أسر المحبوسين ودعم المحكوم عليهم مادياً للهروب، فضلاً عن جمع الاشتراكات الشهرية من أعضاء التنظيم لدعم المجموعات النوعية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة بمصر.
عملة بالأزمات
واعتاد التنظيم الإرهابي على استغلال النساء في وقت الأزمات للعلب أدوار محددة، وكان أبرز الوجوه النسائية التي تم استخدمها هي زينب الغزالي مؤسسة التنظيم النسائي، ورئيس جمعية النساء المسلمات التي تأسست في عام 1937.
ورفعت الغزالي حينها شعاراً ظاهرياً للعمل الخيري لكنها شاركت في تنفيذ عدد من العمليات الإرهابية في ذلك الوقت، حيث كان أبرزها العمليات المسلحة ضد السلطة، التي عرفت إعلامياً باسم "العملية الفنية العسكرية".
وتلك العملية هدفت إلى محاولة الانقلاب على الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وراح ضحيتها 17 قتيلاً وإصابة 65، ووقعت في يوم 18 أبريل/نيسان 1974.
وكانت الغزالي على رأس المقبوض عليهم في "تنظيم 65 "، الذي اتهم بالتخطيط لاغتيال الرئيس المصري جمال عبدالناصر، وضرب القناطر الخيرية وأبراج الكهرباء والمنشآت الحيوية بهدف الاستيلاء على السلطة، بقيادة الإرهابي سيد قطب، الأب الروحي للتنظيم.
وحكم على زينب الغزالي بالإعدام شنقاً في هذه القضية، إلا أن الحكم خفف عليها للمؤبد، وظلت في السجن 6 سنوات حتى وفاة جمال عبدالناصر ثم أفرج عنها في عهد السادات.
وظل التنظيم النسائي في الجماعة خاملاً فترة ما بعد الغزالي التي توفيت عام 2005، إلى أن فجرت نيابة أمن الدولة العليا بمصر مفاجأة بالتحقيق مع عدد من رموز الصف الأول من نساء الإخوان في عام 2010، بتهمة تشكيل خلية نسائية بقيادة محمود عزت القائم حالياً بأعمال مرشد الإخوان.
وحسب نص الاتهام في تلك القضية، التي حملت رقم "202 أمن دولة عليا"، فإن "محمود عزت والمقبوض عليهن عملوا على استقطاب عناصر نسائية، لضمهن للتنظيم بهدف استغلالهن في نقل التكليفات الصادرة من التنظيم الخاص، والموجهة إلى كوادر الجماعة لتلافي الرصد الأمني على غرار تنظيم زينب الغزالي".
وبعد القضية عاد التنظيم النسائي للخمول، لكنه نشط بشكل كبير عام 2011، حيث تم استدعاؤه للمساعدة في الحشد لانتخابات مجلس النواب وقتها واستغلال القدرة على التحرك بحرية لحشد المصريين، ثم طرأت عليه تحولات جذرية في الفترة ما بعد 2013، إثر سقوط التنظيم.
وخلال السنوات الماضية تولى "قسم الأخوات" مهمة نقل الأموال من الخارج لتمويل العمليات الإرهابية، وجمع التبرعات، خاصة أنهن يستطعن التحرك بحرية أكبر بعيداً عن أعين الأمن.
وشاركت الأخوات في إدارة اللجان الإلكترونية اللي اشتغلت ضد مصر خلال الفترة الماضية، واشتغلن على قلب الحقائق وترويج الشائعات بهدف إثارة الفوضى وضرب استقرار البلاد.
وقمن على جمع التبرعات لرعاية أسر المحبوسين ودعم المحكوم عليهم مادياً للهروب، من خلال جماعات تهريب، غير جمع الاشتراكات الشهرية من أعضاء التنظيم لدعم المجموعات النوعية، لتنفيذ عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة.
والدور الأخطر، بحسب الباحث عمرو فاورق، فكان نقل المعلومات والتكليفات من القيادات المحبوسين إلى الشباب في الخارج لتنفيذ عمليات إرهابية، ونقل السلاح بين بعض المحافظات والمدن لتنفيذ أعمال إرهابية.
وأوضح فاروق أن "قسم الأخوات" لعب دوراً حيوياً في إعادة بناء التنظيم مرة أخرى، مثلما حدث في مرحلة الستينيات من القرن الماضي، التي يطلق عليها "المحنة الثانية"، وعرفت بتشكيل تنظيم "سيد قطب"، بمشاركة زينب الغزالي.
وأكد فاروق أن بعض "أخوات" الجماعة تقمصن دور زينب الغزالي، وحاولن إعادة هيكلة التنظيم مرة أخرى، هروباً من حالة الانهيار التي لحقت بمختلف لجانه وأقسامه الداخلية.
وأشار فاروق إلى أن "قسم الأخوات" تمكن من إجراء عملية الهيكلة وعقد الاجتماعات الدورية ولقاءات "الأسر التربوية" الخاصة بهن، نظراً لسهولة التقائهن في المنازل والشقق السكنية الخاصة، بحكم ارتباط أغلبهن بعلاقة مصاهرة ونسب، تجعل من ارتباطهن وتشابكهن قوياً وفاعلاً في خدمة التنظيم.
وأضاف فاروق أن "قسم الأخوات" يعتبر اللاعب الرئيسي في "التقارير المفبركة"، التي تصدرها منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية، لتشويه سمعة الدولة المصرية، عن طريق سلمى أشرف عبدالغفار التي تعمل بالمنظمة مديراً لملف مصر، عن طريق إمدادها بتقارير مختلف عن أوضاع سجناء الإخوان، ويقمن بنقل الرسائل المسربة من داخل السجون، للمساس بمصداقية البلاد وصورتها.
ونوه فاروق بأن قسم "الأخوات" أنتج فيلماً وثائقياً يسجل شهادات أهالي سجناء الإخوان في "برج العرب"، تحت عنوان "المغربون من سجن برج العرب"، حتى يتم استخدامه في تدويل قضايا الإخوان أمام منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحاكم الدولية.
وقال إن الفيلم الوثائقي من إنتاج شركة Alex Revolution، وهي شركة إخوانية عاملة في مجال الميديا، تقوم بصناعة أفلام وثائقية واستقصائية بغرض تشويه الدولة المصرية.
وأكد فاروق أنه منذ سقوط حكم الإخوان أنشأ "قسم الأخوات" عدداً كبيراً من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، بمسميات مختلفة عن "أحوال سجناء الإخوان" إضافة إلى صفحات بلغات أجنبية متخصصة في الاختفاء القسري الوهمي، لتعبئة الرأي العام الدولي الخارجي ضد مصر.
وأضاف أن هذه التفاصيل تكشف الدور الخفي الذي يتم فيه توظيف قسم "الأخوات" داخل الإخوان، بداية من توصيل الرسائل والأموال، وتجهيز الاجتماعات واللقاءات السرية، والتواصل مع العناصر الخارجية لعدم الشك فيهن.
aXA6IDMuMTM2LjI1LjI0OSA= جزيرة ام اند امز