سياسي وبرلماني وإنساني.. حراك إماراتي متواصل لحل الأزمة الأوكرانية
جهود إماراتية سياسية وبرلمانية وإنسانية متواصلة على أكثر من صعيد للدفع بحل سياسي سلمي لإنهاء الأزمة الأوكرانية.
يعزز فرص نجاح تلك الجهود في تحقيق أهدافها موقف دولة الإمارات المتزن والمتوازن من الأزمة، وسعيها الجاد للدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند إلى قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول.
تتويجا لتلك الجهود، انتخب الدكتور علي راشد النعيمي رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، رئيسا لفريق عمل الاتحاد البرلماني الدولي المعني بالحل السلمي للأزمة الأوكرانية.
خطوة تعبر عن ثقة دولية في جهود الإمارات لحل الأزمة، في وقت يقود فيه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بنفسه، حراكا متواصلا ومكثفا، لحلحلة أزمات عربية ودولية والبحث عن حلول نوعية لها، بما يسهم في دعم أمن واستقرار العالم، من بينها الأزمة الأوكرانية.
وضمن أحدث تلك الجهود، تصدرت الأزمة الأوكرانية أجندة القمة الثلاثية التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني، قبل 3 أيام في القاهرة، يوم الأحد.
على الصعيد الإنساني، تم تسيير طائرة مساعدات 14 أبريل/نيسان الجاري تحمل 50 طناً من المساعدات الغذائية، وسيارات إسعاف مجهزة طبياً ضمن جسر جوي إغاثي متصل منذ مارس/آذار الماضي، للمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين الأوكرانيين، وذلك الى مدينة وارسو ببولندا.
ويصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الهجوم على أوكرانيا، الذي بدأ في 24 فبراير/شباط الماضي، بأنه "عملية خاصة" تهدف إلى نزع سلاح البلاد واجتثاث الأشخاص الذين يصفهم بالقوميين الخطرين.
بينما تعتبر دول غربية الهجوم أنه حرب اختارت موسكو شنها، وفرضت تلك الدول عقوبات على روسيا بهدف شل اقتصادها.
ومنذ 24 فبراير/شباط الماضي. قتل آلاف الأشخاص، وشرد قرابة 10 ملايين أوكراني داخليا وخارجيا، بحسب بيانات الأمم المتحدة.
وتدعم دولة الإمارات جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة بما يخدم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.
وبموازاة جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة، تنشط أيضا الجهود الإنسانية للإمارات للتخفيف من وطأة الأزمة.
تأتي تلك الجهود فيما تتواصل الإشادات الدولية بجهود دولة الإمارات لحل الأزمة.
ثقة دولية
وانتخب الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس لجنة شؤون الدفاع والداخلية والخارجية بالمجلس الوطني الاتحادي الإماراتي، رئيسا لفريق عمل الاتحاد البرلماني الدولي المعني بالحل السلمي للأزمة الأوكرانية.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقد بحضور دوارتي باتشيكو رئيس الاتحاد مساء الإثنين.
خطوة تعبر عن الثقة الدولية في دولة الإمارات وجهودها لحل تلك الأزمة، ومدة ما يتمتع به دبلوماسيوها وبرلمانيوها من حنكة وخبرات تعينهم لتولي تلك المناصب الهامة.
وسيستخدم فريق العمل المعني، الدبلوماسية البرلمانية و المساعي الحميدة لتشجيع الحوار بين البرلمانين الأوكراني و الروسي ودعم الجهود الدبلوماسية الرسمية في إطار القواعد الدولية و احترام مبادئ السيادة الوطنية و القانون الدولي الإنساني إضافة إلى دعم الجهود الإنسانية في منطقة الصراع.
وسيساعد الفريق المشكل، الاتحاد البرلماني الدولي على المساهمة في الحل في على المدى الفوري و المتوسط و الطويل و تحقيق وقف كامل لإطلاق النار وبناء الثقة وتعزيز الحوار البرلماني، ومعالجة أسباب النزاع وضمان إقامة علاقات سلمية ومستدامة بين البلدين.
يأتي تشكيل الفريق بناء على قرار الاتحاد البرلماني الدولي في اجتماع جمعيته الأخيرة في نوسا دوا إندونيسيا مارس / آذار الماضي بتشكيل فريق من قبل الاتحاد البرلماني الدولي معني ببحث الوضع في أوكرانيا لتسهيل دور البرلمانات لإيجاد حلول سلمية للأزمة، وتفعيل الدبلوماسية البرلمانية.
يتكون الفريق من ثمانية أعضاء يمثلون المجموعات الجيوسياسية الأعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي إضافة إلى الأمين العام للاتحاد.
حراك سياسي
بالتوازي مع تلك الجهود البرلمانية الدولية، يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حراكا سياسيا ودبلوماسيا إماراتيا متواصلا ومكثفا، لحل الأزمة الأوكرانية.
وتصدرت الأزمة الأوكرانية أجندة القمة الثلاثية التي جمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني في القاهرة، يوم الأحد.
واستعرض القادة خلال لقائهم الأخوي عددا من القضايا وآخر التطورات الإقليمية والدولية وتبادلوا وجهات النظر بشأنها خاصة الحرب في أوكرانيا وتداعياتها على المستويات الإنسانية و الاقتصادية.
ودعا القادة خلال قمتهم جميع الأطراف المعنية إلى بذل أقصى الجهود لتسوية النزاع عبر تغليب الدبلوماسية ومن خلال الحوار والمفاوضات الكفيلة باستعادة الأمن والاستقرار في المنطقة وعبروا عن قلقهم إزاء تفاقم الوضع الإنساني المصاحب للأزمة وضرورة معالجته من خلال الوصول إلى حل سياسي عاجل.
تأتي تلك القمة ضمن عدة قمم واجتماعات ومباحثات أجراها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحل تلك الأزمة، من بينها مباحثات هاتفية مع كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال تلك المباحثات ضرورة إيجاد تسوية سلمية للأزمة من خلال الحوار والتفاوض والحلول الدبلوماسية، وشدد على أهمية تقديم الدعم الإنساني للمتضررين من المدنيين وتوفير الحماية والمساعدة لهم.
وتوجت تلك الجهود بزيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إلى روسيا 17 مارس/آذار الماضي، وإجرائه مباحثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف لدعم مسار حل سلمي للأزمة.
مجلس الأمن
وخلال ترؤس دولة الإمارات اجتماعات مجلس الأمن الدولي على مدار شهر مارس/آذار الماضي، قادت المجلس -بالتعاون مع الأعضاء الآخرين- لتطوير استجابات للتحديات الأمنية العالمية الملحة، وعلى رأسها الأزمة الأوكرانية.
وعملت دولة الإمارات بكل طاقاتها لخفض التصعيد والتوتر جراء الوضع في أوكرانيا، والعودة إلى الحوار والمفاوضات وإعطاء الأولوية لحماية المدنيين، واحترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي.
وعقدت جلسات بالمجلس لبحث التطورات بشأن أوكرانيا أيام 4 و7 و18 و30 مارس/ آذار، دعت خلالها دولة الإمارات المجتمع الدولي لبذل قصارى الجهود لتخفيف تداعيات الأزمة الإنسانية هناك.
ودعت إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية للمُحتاجين دون تقييد ذلك بأي اتفاقات لوقف إطلاق النار، فضلاً عن ضمان سلامة العاملين في المنظمات الإنسانية.
ودعت إلى ضبط النفس والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في كافة أنحاء أوكرانيا، الى جانب تفعيل القنوات الدبلوماسية لإنهاء النزاع بشكلٍ مستدام.
جهود إنسانية
على الصعيد الإنساني، كثفت دولة الإمارات جهودها للتخفيف من تداعيات الأزمة الأوكرانية.
ضمن أحدث تلك الجهود ، تم تسيير طائرة مساعدات 14إبريل/ نيسان الجاري تحمل 50 طناً من المساعدات الغذائية، وسيارات اسعاف مجهزة طبياً ضمن جسر جوي إغاثي متصل منذ مارس الماضي، للمساهمة في تلبية الاحتياجات الإنسانية للاجئين والنازحين الأوكرانيين، وذلك الى مدينة وارسو ببولندا.
وصرح سالم أحمد سالم الكعبي سفير دولة الإمارات لدى جمهورية أوكرانيا، بأن بلاده تدعم جهود التوصل إلى حل سياسي للأزمة، وتحرص على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي إلى جانب تكثيف الجهود المبذولة لدعم الاحتياجات الإنسانية للمدنيين المتضررين في أوكرانيا.
وأشار " أنه خلال شهر مارس الماضي قامت دولة الإمارات بتسيير جسر جوي من المساعدات الإنسانية يحمل أطنانا من المواد الطبية والغذائية الأساسية تم تسليمها إلى السلطات الأوكرانية في بولندا لمساعدة اللاجئين الأوكرانيين".
وشدد على " أن دولة الامارات مستمرة في تقديم الدعم الإغاثي انطلاقاً من النهج والتضامن الإنساني لدعم جهود الإغاثة الإنسانية الدولية ومساعدة كافة الشعوب في تخطي أزماتها الإنسانية، والتخفيف من حدة المعاناة خاصة للنساء والأطفال".
إشادات دولية
مساعدات ومبادرات كانت محل إشادة عالمية وتقدير دولي متواصلين.
وفي 5 أبريل/ نيسان الجاريـ تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اتصالاً هاتفياً من جاستن ترودو، رئيس وزراء كندا، أشاد خلاله بالدعم الذي تقدمه دولة الإمارات العربية المتحدة من مساعدات إغاثية إلى المدنيين المتضررين في أوكرانيا.
على الصعيد ذاته، أعرب ديمترو سينيك، نائب وزير الخارجية الأوكراني، عن عظيم امتنانه للجهود الإماراتية لمساعدة بلاده.
جاء ذلك عقب لقائه مع ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي الإماراتية لبحث مستجدات الأوضاع على الساحة الأوكرانية، وسبل تقديم الدعم الإنساني اللازم للمدنيين المتضررين.
وأعرب المسؤول الأوكراني "عن عظيم امتنانه وتقديره للقيادة الإماراتية ولوزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية على استجابتهم الفورية للتحديات الإنسانية في أوكرانيا".
وأردف: "فمع كل طائرة تحمل مساعدات طبية وعقاقير نرى بشكل ملموس المنهج الإنساني للقيادة الإماراتية وجهودها لتوفير الاحتياجات الضرورية للشعب الأوكراني المتضرر من الحرب".
إشادات تتوالى فيما تتواصل جهود دولة الإمارات الإنسانية لإغاثة جميع الشعوب التي تمر بظروف صعبة، ضمن استراتيجية الأخوة الإنسانية التي تنتهجها وتضع في أولوياتها "الإنسان أولاً" من دون تمييز، بناء على أساس الجغرافيا أو العرق أو الدين.