أسطورة فرنسا يتحدث عن النني ومحرز في حوار حصري لبوابة العين
بوابة "العين" الإخبارية تحاور أحد أبرز أساطير أرسنال على مر العصور، الفرنسي روبير بيريز لاعب الوسط المهاجم، فماذا قال عن المصري محمد النني والجزائري رياض محرز؟
- روبرت بيريز: النني لاعب جيد جدا لكن مشاركته كأساسي صعبة حاليا
- تألق رياض محرز فتح أبواب الدوري الإنجليزي أمام اللاعبين العرب
- لا اتخيل فينجر مدربا لمنتخب إنجلترا وفوزه مع أرسنال بالدوري يحتاج لبعض الحظ
طوال الطريق إلى مقر نادي أرسنال في درايتون بارك شمال العاصمة البريطانية لندن للقاء أحد أبرز أساطير أرسنال على مر العصور الفرنسي روبير بيريز لاعب الوسط المهاجم، الذي كان ضمن كتيبة منتخب الديوك الذي أجهض حلم البرازيل في الفوز بكأس العالم على الأراضي الفرنسية عام 1998.
الحوار مع بيريز يغطي العديد من مناطق الجدل الكروي داخل إنجلترا وخارجها ويمتد حتى الوطن العربي ويصل ربما إلى أقصى شرق آسيا.
بيريز الذي يبلغ من العمر 42 عاما حاول أن يضرب رقما قياسيا بالاستمرار في الملاعب، ونجح "رقميا" في ذلك بعدما واصل اللعب حتى سنة الحادية والأربعين، لكنه بالتأكيد خسر الكثير من سمعته الممتازة حين تنقل بين أندية متوسطة المستوى في أوروبا ثم ختم مسيرته باللعب في نادي هندي ربما لا يسمع عنه عشرات الملايين من محبي الساحرة المستديرة.
هذه المسيرة المتقلبة ربما تكون أحد أسباب عدم حصوله على حقه كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ منتخب فرنسا ونادي أرسنال، بدليل أن جماهير النادي اختارته سادس أعظم لاعب في تاريخ النادي، مثلما اختاره الأسطورة الكروية بيليه ضمن أفضل مائة لاعب في تاريخ كرة القدم.
لهذا بمجرد أن صافحته وجلسنا لنتحدث لم أستطع منع نفسي من السؤال عن سبب قبوله اللعب في الدوري الهندي، وما الذي يخططه لمستقبله خاصة مع وجوده اليومي في أرسنال وتناثر أخبار عن استعداده لدخول ميدان التدريب ربما كمساعد لأرسين فينجر في ناديه المفضل أرسنال.
ابتسم بيريز وهو يجيب ببساطة أنه كلاعب يحب المغامرة وكان اللعب في الدوري الهندي جزء من مغامراته الكروية، أما بخصوص عمله في أرسنال فهو لا يزال لا يحمل رخصة تدريبية، ومع ذلك من يعرف؟ سوف نرى.
- إذن ما الذي تفعله في أرسنال حاليا؟
- دوري في الوقت الحالي أنني سفير للنادي، حيث أن لدي علاقة قوية مع النادي ومع المدرب أرسين فينجر، فضلا عن أنني لا زلت أتدرب مع الفريق الأول، (ثم أضاف مبتسما) لكنني لا أخطط للعب لأن العمر لا يسمح لي بأن أكون ضمن تفضيلات فينجر.
- بما أنك قريب من اللاعبين هناك أمران يشغلان بال مشجعي الفريق أولهما عن فرصه في الفوز بالدوري هذا الموسم؟
- نعم أعتقد أن لديهم فرصة جيدة، بالطبع هناك بعض الفرق تمثل تحديا لأرسنال مثل مانشستر سيتي، توتنهام، ليفربول، تشيلسي ومانشستر يونايتد، وهذا يجعل الأمور أكثر إثارة، ولكني أؤمن بقدرات هذا الفريق.
- الأمر الثاني يتعلق بصديقك المدرب أرسين فينجر ومستقبله مع الفريق خاصة أن عقده ينتهي بنهاية الموسم وهناك من يرى ضرورة رحيله؟
- إذا سألتني، فإنني أمل أن يستمر مع أرسنال، لأنه طوال 20 عاما، بنى أشياء كثيرة في الفريق وحصل على الكثير من الألقاب، أظن أن علاقة أرسنال وفينجر مثل علاقة حب متبادل، لذلك يحدوني الأمل أنه لن يكون الموسم الأخير له، وفي رأيي أن أرسنال بحاجة لتواجد فينجر في مهمته لمزيد من الوقت.
- لكن هناك تململ من غياب لقب الدوري عن المدفعجية وأن فينجر لا يحفز طموحات لاعبيه للفوز به؟
- غير صحيح، أتذكر أنني كنت موجودا مع الفريق أولى مبارياته الودية استعدادا للموسم الحالي، وتحدثت مع فينجر، وأخبرني أن الهدف الأول له هو الفوز باللقب، لكن أحيانا يكون هذا الأمر صعبا جدا لأن هناك تنافسية عالية للغاية بشكل خاص في الدوري الممتاز، كما أنني أعرف كل اللاعبين، وأعرف أنهم يريدون حقا الفوز باللقب، ودائما أنت تكون في حاجة الى القليل من الحظ.
- المصري محمد النني بدأ بشكل جيد مع الفريق لكنه حاليا لا يشارك إلا نادرا، فما السبب؟ وهل للأمر علاقة بقناعات فينجر الفنية؟
- أنا أرى محمد كل يوم في التدريب، وهو لاعب جيد جدا ويمكنه أن يجري طول اليوم، كما أن لديه رؤية جيدة وقدرة على التمرير ويمكن أن يكون لاعبا أساسيا بالفريق، ولكن هذا يعد صعب حاليا لأنه يواجه منافسة قوية جدا في مركزه كلاعب وسط مدافع.
بالطبع يمكنه أن يتطور ولكن الوضع معقد بالنسبة له، لأن أرسنال بالفعل لديه كلا من سانتي كازورلا وفرانسيس كوكلين اللذان يمتلكان أفضلية في اللعب، ثم أن هناك أيضا جرانيت تشاكا، ومع ذلك أنا متأكد من أنه سيحصل على فرصة للعب.
- ربما هذا الأمر يدفع قراء بوابة العين الإخبارية للتساؤل عن قدرة اللاعبين العرب على التكيف مع التنافسية العالية في الدوري الإنجليزي؟
- أظن أن اللاعبين العرب ومنهم النني يتمتعون بقدرات فنية جيدة يمكن أن تفيد الدوري الإنجليزي، عليك فقط إلقاء نظرة على النجاحات التي حققها رياض محرز في ليستر سيتي، لقد توج بجائزة أفضل لاعب بالمسابقة الموسم الماضي، والآن انضم له مواطنه إسلام سليماني في ليستر، صحيح أن هناك عدد قليل منهم في البريميرليج، لكن أعتقد أن عددهم قابل للزيادة.
- هناك أحاديث مستمرة عن ترشيح فينجر مدربا لمنتخب إنجلترا، هل تعتقد أنه يرغب في المنصب؟
- هناك الكثير من الناس يريدون أن يشاهدوا فينجر كمدرب للمنتخب الإنجليزي، ولكن هو لديه عقد مع أرسنال، أنا أفهم المشجعين في انجلترا، وأعتقد أنهم في حاجة الى مدرب مثله، فهو شخص عظيم ومدرب عظيم.
- هل تدريب إنجلترا سيكون خطوة صحيحة في مشواره التدريبي؟
- بصراحة لا يمكن أن أتخيل للحظة أن يتولى فينجر تدريب إنجلترا، أعرف أن ذلك سيكون فرصة جيدة لمنتخب الأسود الثلاثة، أما إذا كان كذلك لأرسين نفسه، لا أعرف في الحقيقة ولكنني أعلم أنه يحب أن يذهب للملعب كل صباح، هذا هو الشيء الأكثر أهمية بالنسبة له، أنه مثل الهاجس والعاطفة عنده، وهو أمر غير متاح لمدربي المنتخبات الذي لا يعملون مع فرقهم يوميا.
- زميلك السابق في أرسنال ومنتخب فرنسا، تييري هنري، الآن هو مساعد المدير الفني لمنتخب بلجيكا، هل ترى أنك يمكن أن تكرر هذا النموذج؟
- لا أعرف، لأنه ليس لدي الرخص التدريبية بعد، لذلك سنرى، ولكن أنا سعيد جدا لتييري، لأنني أعرف أنه يريد أن يكون مديرا فنيا، ربما في يوم من الأيام يمكن أن نرى تييري هنري على مقاعد البدلاء كمدير فني لأرسنال.
- حدثنا عن تجربتك في الهند؟
- عندما ذهبت إلى هناك في بداية موسم 2014، الأمر كان مختلفا تماما عما خضته من قبل، لأن البطولة هناك لم تكن على نفس مستوى كرة القدم في إنجلترا أو فرنسا أو اسبانيا، ومن الواضح أن الكريكيت هي اللعبة الشعبية رقم واحد هناك، لكنني لاحظت أن الشعب الهندي يحب كرة القدم وحريص على رؤية اللاعبين الكبار، الخلاصة أنها كانت تجربة جيدة بالنسبة لي، فالمناخ كان جيدا، وكانت الملاعب ممتلئة بالجماهير في أغلب المباريات.
يذكر أن روبرت بيريز يعد من الأسماء التي حظيت بشرف الفوز بالألقاب المحلية والدولية، فمع بلده فرنسا، نجح في الفوز بكأس العالم 1998 وكأس أمم أوروبا 2000، ورفقة أرسنال، حقق لقب كأس الاتحاد الإنجليزي لثلاث مرات، والدوري الإنجليزي الممتاز مرتين منهم موسم 2003/2004، حينما فاز فريق المدرب أرسين فينجر باللقب دون هزيمة.
لكن تظل أكثر لحظاته ألما عندما خسر مع المدفعجية نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2006 مع أرسنال أمام برشلونة.