مستقبل تيك توك في أمريكا.. بين البيع القسري وخيار الحظر
يواجه تيك توك مرحلة حرجة في الولايات المتحدة، إذ تتواصل المفاوضات لبيعه وسط تهديدات بالحظر من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبحسب تقرير نشرته وكالة رويترز، أكد ترامب أن 4 مجموعات مختلفة تتفاوض حاليًا على شراء المنصة، مشيرًا إلى أن هناك "اهتمامًا كبيرًا" بالصفقة.
يأتي ذلك في ظل الضغوط المتزايدة التي تمارسها الحكومة الأمريكية على الشركة الأم ByteDance لبيع التطبيق أو الخروج من السوق الأمريكي.
أسباب الحظر الأمريكي
بدأت الأزمة عندما أصدرت الولايات المتحدة قانونًا يُلزم ByteDance ببيع تيك توك إلى جهة أمريكية، بحجة المخاوف الأمنية المتعلقة بجمع التطبيق لبيانات المستخدمين الأمريكيين.
وترى الإدارة الأمريكية أن تيك توك قد يكون أداة تستخدمها الحكومة الصينية لجمع البيانات والتجسس على المستخدمين، وهو ما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي.
وبموجب القانون، كان من المفترض أن يتم تنفيذ الحظر في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، ولكن بعد يوم واحد فقط، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا يمنح تيك توك مهلة 75 يومًا إضافية للبحث عن حلول تضمن استمرار التطبيق داخل السوق الأمريكي.
وفقًا لهذا القرار، تم تكليف المدعي العام الأمريكي بمهمة تعليق تنفيذ الحظر خلال هذه الفترة لمنح ByteDance فرصة التفاوض على صفقة بيع عادلة.
المشترون المحتملون
مع استمرار الضغوط القانونية، بدأ العديد من المستثمرين الأمريكيين في إبداء اهتمامهم بشراء تيك توك، من بينهم رجل الأعمال فرانك مكورت، المالك السابق لفريق البيسبول الأمريكي لوس أنجلوس دودجرز، كأحد المستثمرين المهتمين بالصفقة، حسبما ذكرت عدة تقارير
إلى جانب ذلك، هناك تحالفات استثمارية أمريكية تحاول الاستحواذ على التطبيق، حيث تشير التقديرات إلى أن قيمة TikTok قد تصل إلى 50 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن إتمام الصفقة لا يزال يواجه العديد من التحديات، أبرزها: نقل التكنولوجيا والخوارزميات الخاصة بـ"تيك توك" من ByteDance إلى المالك الجديد.
بالإضافة إلى ذلك، احتمالية رفض الحكومة الصينية لعملية البيع، خاصة إذا تضمنت التكنولوجيا الأساسية للمنصة، ومخاوف المستثمرين بشأن استمرار التطبيق في تحقيق الأرباح في ظل هذه القيود الجديدة.
صندوق سيادي لتمويل الصفقة
في تطور جديد، وقع ترامب في فبراير/ شباط الماضي أمرًا تنفيذيًا بإنشاء صندوق ثروة سيادي خلال عام واحد، ليكون بمثابة أداة محتملة لتمويل شراء TikTok.
بموجب هذا القرار، تم تكليف وزارتي الخزانة والتجارة بوضع خطة خلال 90 يومًا توضح مصادر التمويل المحتملة للصندوق، وآليات استثمار الأموال وضمان استدامة العوائد المالية، والإدارة المقترحة وكيفية تشغيل الصندوق بكفاءة.
إذا تم تنفيذ هذا المقترح، فسيكون تحولًا كبيرًا في السياسة الاقتصادية الأمريكية، حيث أن الولايات المتحدة لا تمتلك حاليًا صندوق ثروة سيادي على غرار الدول الأخرى مثل الإمارات، والسعودية، والنرويج.
ومع ذلك، فإن العائق الأساسي أمام تنفيذ الفكرة هو العجز الضخم في الميزانية الأمريكية، ما يجعل تمويل الصندوق تحديًا كبيرًا قد يحتاج إلى موافقة الكونجرس.
مستقبل تيك توك
مع اقتراب نهاية مهلة الـ75 يومًا، يواجه TikTok واحدة من أصعب المراحل في تاريخه، حيث ستحدد هذه الفترة ما إذا كان التطبيق سيظل موجودًا في الولايات المتحدة أم سيواجه الحظر الفعلي.
التطورات القادمة ستشهد زيادة الضغوط القانونية على ByteDance لحسم موقفها بشأن البيع، ومفاوضات مكثفة بين الإدارة الأمريكية والمشترين المحتملين، فضلا عن للمراقبة الدولية لما ستؤول إليه هذه الصفقة.
