سوق السيارات.. صراع أوروبي أمريكي صيني على اعتلاء عرش القطاع
جميع السيناريوهات متوقعة لأداء سوق السيارات، والمرحلة المقبلة تحدد من يتصدر السوق من الشركات الأوروبية والأمريكية والصينية
تواجه سوق السيارات العالمية العديد من التحديات التي تزيد احتمالات تعرضها إلى موجات من الأداء السلبي خلال الفترة المقبلة.
وتظهر البيانات الصينية والأوروبية تراجعاً ملحوظاً في المبيعات منذ بداية عام 2019، فضلاً عن حال القلق التي تصيب السوق من تداعيات الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، والمخاوف من فرض واشنطن المزيد من الرسوم الجمركية على واردات السيارات.
وتظل جميع السيناريوهات متوقعة لأداء سوق السيارات العالمية خلال العام الجاري، وهو ما يعتمد على قوة الشركات العالمية بالسوق، لتحدد المرحلة المقبلة من لديه القدرة من الشركات الأوروبية والأمريكية والصينية على تصدر السوق العالمية.
ففي الصين، كان اتحاد مصنعي السيارات أعلن تراجع مبيعات السيارات في يناير/كانون الثاني بنسبة 15.8%، مواصلة هبوطها للشهر السابع على التوالي لتصل إلى 2.37 مليون سيارة فقط، وهو ما يأتي في أعقاب هبوط 13% في ديسمبر/كانون الأول، و14% في نوفمبر/تشرين الثاني.
- سوق السيارات الصينية تشهد أسوأ مبيعات في عام 2019
- ألمانيا تنفق 45 مليار دولار لتطوير طرازات جديدة من السيارات الكهربائية
وأرجع الاتحاد ذلك إلى أن الصين، أكبر سوق للسيارات في العالم، تعاني من تباطؤ اقتصادي إلى جانب تبعات الخلافات التجارية مع الولايات المتحدة، مما أسهم في انكماش سوق السيارات للمرة الأولى فيما يزيد على عقدين.
وقالت وزارة التجارة الصينية إنه من "المرجح جدا" أن يسجل نمو الاستهلاك في الصين مزيدا من التباطؤ في العام الجاري مع فتور الاقتصاد، ما يبرز المخاطر المتزايدة التي تواجه سوق السيارات في العملاق الآسيوي، في الوقت الذي يخوض فيه حربا تجارية مع الولايات المتحدة.
أما في أوروبا، أظهرت بيانات رابطة منتجي السيارات (مقرها بروكسل) تراجع مبيعات شركات السيارات الكبرى ومنها "نيسان" و"فيات كرايسلر" و"فورد" و"فولكسفاجن"، وهو ما أسهم في انخفاض مبيعات أوروبا من السيارات بنسبة 4.6% في يناير/كانون الثاني، مع تضررها من تباطؤ في اقتصادات منطقة اليورو، ومخاوف بين المستهلكين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتجارة.
وأوضحت الرابطة أن تسجيلات السيارات الجديدة انخفضت إلى 1.20 مليون في الاتحاد الأوروبي، ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية، مقارنة مع 1.25 مليون قبل عام، فيما هبطت مبيعات "فيات كرايسلر" 14.9%، و"فورد" 6.6%، و"فولكسفاجن" 6.4%. وسجلت "نيسان"، الشريك في تحالف مع "رينو" هبوطا بلغ 24.7%.
ودائما ما يتأثر سوق السيارات باحتمالات فرض الولايات المتحدة رسوما جمركية على واردات السيارات، لا سيما عقب إعلان وزارة التجارة الأمريكية أنها أرسلت تقريرا إلى الرئيس دونالد ترامب توصي فيه بفرض رسوم كبيرة على السيارات المستوردة ومكوناتها، ما أطلق انتقادات حادة من قطاع صناعة السيارات حتى من قبل الكشف عن التقرير.
وتشير احتمالات إلى أن التقرير يتضمن بعض الرسوم على الأقل على السيارات المجمعة بالكامل، أو على التقنيات والمكونات المرتبطة بالسيارات الكهربائية وذاتية القيادة والمتصلة بالشبكة والمستأجرة لفترة قصيرة.
ومن جانبه، يجري الاتحاد الأوروبي تقييماً دقيقاً للوضع إذا فرضت الإدارة الأمريكية ضرائب على السيارات الأوروبية وقطع الغيار، مؤكداً أن فرض هذه الضرائب ستكون له تبعات سلبية على الاقتصادات لدى الطرفين.