القمة العالمية للصناعة: خارطة طريق جديدة للتنمية بعد كورونا
شارك في الفعاليات على مدار يومين ، قادة الصناعة العالمية من القطاعين العام والخاص، بهدف تحقيق الازدهار العالمي
شهدت فعاليات السبت،اليوم الثاني والأخير، من القمة العالمية للصناعة والتصنيع ،المبادرة المشتركة بين دولة الإمارات ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو"،مناقشات وقرارات هامة حول العديد من الملفات التي تهم المجتمعات الإنسانية،فيما وصفت - القمة- بأنها خارطة طريق جديدة للتنمية الصناعية بعد جائحة كورونا .
وشارك في الفعاليات على مدار يومين ، قادة الصناعة العالمية من القطاعين العام والخاص، بهدف تحقيق الازدهار العالمي.
وتضمنت فعاليات اليوم الأخير من القمة جلسات نقاشية ساخنة ،بعنوان "صعود الآلات: الروبوتات في عالم ما بعد الجائحة"، و"دفع الحدود في قطاعات الرعاية الصحية والاتصالات والتعليم: عازمة ولكن لم تنكسر؟"، و"التقييس: تكييف قواعد التقييس الرقمي لتلائم عالم ما بعد الأزمة"، و"الاقتصاد العالمي للهيدروجين - التحول إلى صناعة مستدامة وإنشاء سلاسل قيمة صناعية جديدة".
الثورة الصناعية الرابعة
فقد اتفق رؤساء العديد من الدول ممن شاركوا في القمة العالمية للصناعة والتصنيع، على ضرورة التكاتف لدعم الثورة الصناعية الرابعة والابتكار والتكنولوجيا في دعم الصناعة والاقتصاد أمام تداعيات جائحة كورونا، والقضاء على ظاهرة سيطرة بعض الدول على الإنتاج العالمي.
مبادرة "السلاسل الخضراء"
وخلال الفعاليات، أعلنت القمة العالمية للصناعة والتصنيع عن مبادرة عالمية مبتكرة بالشراكة مع كبرى المنظمات والاتحادات الألمانية لدعم الجهود المرجوة للحد من انبعاثات الكربون وتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، ودعم الأجندة العالمية الخضراء.
وتهدف مبادرة "السلاسل الخضراء " إلى تطوير سلاسل توريد عالمية جديدة للطاقة المتجددة، وذلك بتوظيف منصة للتعهيد الجماعي وتكنولوجيا سلاسل الكتل "البلوك تشين" بهدف تحقيق تنمية عالمية شاملة ومستدامة.
نفط المستقبل
وأكد مشاركون في الجلسات على أن التوجه الداعم لتطوير الهيدروجين كمصدر للطاقة سيساهم في إعادة صياغة سلاسل الطاقة العالمية ،وخلق فرص للدول النامية للعب دور مهم في هذا القطاع.
ويرى العديد من الخبراء أن إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة قد يكون الطريقة الوحيدة الأكثر فعالية للحد من انبعاثات الكربون الضارة ومعالجة تحدي التغير المناخي.
وقالت إليزابيث وينكلماير بيكر، أمين دولة للشؤون البرلمانية في الوزارة الاتحادية للشؤون الاقتصادية والطاقة في ألمانيا، كثيرًا ما يشار إلى الهيدروجين على أنه "نفط المستقبل"، لكن علينا أن نقطع شوطًا طويلًا قبل أن نرى سوقًا عالمية للهيدروجين تماثل سوق النفط الحالية.
كورونا
وأكد المشاركون في جلسة ضمن فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر ،على أن وباء كورونا شكل حافزًا لتسريع تبني التقنيات المتقدمة في هذه القطاعات لتستطيع الاستمرار في تقديم خدماتها عبر المنصات الرقمية.
كما شدد قادة الشركات العالمية على أن الاقتصاد العالمي يواجه مرحلةً صعبة قبل التعافي الكامل من تداعيات وباء كورونا، وذلك رغم العديد من المكاسب التي تحققت للشركات الرائدة في التقنيات المتقدمة.
وأكد القادة على ضرورة العمل على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا، مثمنين الدور الهام الذي اضطلعت به حزم التحفيز الحكومية التي تم ضخها لدعم الاقتصاد العالمي والتي بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 10 تريليونات دولار.
حزم التحفيز الاقتصادية
وفي جلسة أخرى ،أشاد الرؤساء التنفيذيون لكل من شركة مبادلة للاستثمار وسيمنس وهانيويل وشنايدر إلكتريك بالإجراءات الحكومية السريعة التي تم اتخاذها لحماية الوظائف والشركات وسط عمليات الإغلاق والحجر الواسعة التي تم اتخاذها في جميع أنحاء العالم للحد من انتشار وباء كورونا.
وحذًروا من أن حزم التحفيز الاقتصادية تؤدي على الأرجح إلى فترة من الركود الاقتصادي في العام 2021 وقد تستمر حتى العام 2022، مع احتمالية تعرض العالم إلى موجة ثانية أو ثالثة من موجات انتشار فيروس كورونا في المستقبل.
وشارك في القمة نحو 100 متحدث من قادة القطاع الصناعي من القطاعين العام والخاص، في أكثر من 20 جلسة افتراضية ناقشت توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في بناء سلاسل قيمة عالمية أكثر مرونة والمساهمة في تحقيق التعافي والازدهار في مرحلة ما بعد الوباء.
وتضمنت القمة أيضاً 4 مجموعات عمل تتناول دور المرأة في القطاع الصناعي، والسلامة الصناعية والأمن، ومؤشرات الأداء الصناعي التي تقوم بقياس أداء الشركات والحكومات بناءً على التزامها بالبيئة والمسؤولية الاجتماعية والحوكمة، والقيادات المستقبلية للقطاع الصناعي.