«بيكتل» شريك «إكسبو الرياض».. ما لا تعرفه عن عملاق البناء الأمريكي

فازت شركة "بيكتل" الأمريكية بعقد إدارة مشروع معرض "إكسبو 2030" في الرياض، وذلك ضمن جهود المملكة المكثفة للتحضير لاستضافة هذا الحدث العالمي المرتقب.
ومن المقرر إقامة فعاليات إكسبو الرياض في الفترة من أكتوبر/تشرين الأول 2030 حتى مارس/آذار 2031.
وبموجب الاتفاق، ستتولى "بيكتل" التعاون مع شركة "إكسبو 2030 الرياض"، المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة، للإشراف على تنفيذ برنامج البنية التحتية للموقع الذي يمتد على مساحة تُقدَّر بنحو 6 كيلومترات مربعة.
وتشمل مهام الشركة تنفيذ الأعمال التمهيدية، وتطوير المرافق، وإنشاء الطرق والمساحات العامة، بما يضمن تهيئة الموقع لاستقبال ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم.
ويقود المشروع من الجانب السعودي الرئيس التنفيذي لشركة "إكسبو 2030 الرياض"، طلال المري، وهو من الكفاءات التنفيذية البارزة في المملكة، ويتمتع بخبرة واسعة اكتسبها من عمله السابق في شركة "أرامكو".
وضمن هذا التقرير، نسلط الضوء أكثر على تاريخ شركة بيكتل الأمريكية، وأبرز مشروعاتها.
نشأة شركة بيكتل
تأسست شركة بيكتل عام ١٨٩٨، وتطورت من شركة عائلية صغيرة إلى واحدة من أشهر شركات الهندسة والبناء وإدارة المشاريع عالميًا.
وعلى مدار تاريخها، لعبت بيكتل دورًا محوريًا في تشكيل البنية التحتية العالمية، حيث ساهمت في مشاريع شملت محطات الطاقة، والسدود الكهرومائية، والطرق، والجسور، وأنظمة السكك الحديدية.
البدايات المبكرة للشركة من عام 1898 وحتى عام 1920
وتعود أصول شركة بيكتل إلى وارن أ. بيكتل، مربي ماشية تحول إلى عامل سكك حديدية.
وفي عام ١٨٩٨، تولى أول مشروع تعاقدي له في بناء خطوط السكك الحديدية في أوكلاهوما.
وشكّلت هذه البداية المتواضعة انطلاقة شركة ستُصبح يومًا ما مرادفًا للإنجازات الهندسية الطموحة.
وفي أوائل القرن العشرين، ركزت بيكتل بشكل أساسي على بناء السكك الحديدية في جميع أنحاء غرب الولايات المتحدة، مستفيدةً من خبرتها في مد المسارات وريادة تقنيات البناء الجديدة.
وتوسعت الشركة لتشمل بناء الطرق، مما أدى إلى إبرام عقود خلال فترة الكساد الكبير في إطار الصفقة الجديدة لبناء مشاريع بنية تحتية كبرى، بما في ذلك الطرق السريعة والجسور.
التوسع والتنويع الكبير (ثلاثينيات-خمسينيات القرن العشرين)
وفي ثلاثينيات القرن العشرين، تولت شركة بيكتل تنفيذ أحد أبرز مشاريعها، وهو سد هوفر، واكتمل هذا المشروع الكهرومائي الضخم عام ١٩٣٦، ولا يزال يُمثل تحفة هندسية رائدة في أمريكا.
وعزز سد هوفر سمعة بيكتل في إدارة مشاريع ضخمة ومعقدة ضمن الميزانية المحددة وفي الوقت المحدد، وكانت الشركة واحدة من ست شركات كبرى شكلت تحالفًا لبناء السد، الذي بني ليوفر الطاقة والمياه لمعظم مناطق جنوب غرب أمريكا.
وخلال الحرب العالمية الثانية، حوّلت بكتل مسارها لدعم المجهود الحربي، فبنت أحواض بناء السفن، وساهمت في تطوير البنية التحتية الدفاعية الأمريكية.
وشهدت نهاية الحرب طلبًا هائلًا على الطاقة، وبرزت خبرة بيكتل في محطات الطاقة، وفي سنوات ما بعد الحرب، توسعت الشركة في مجال الطاقة النووية، حيث تولت مشاريع لبناء بعض أولى محطات الطاقة النووية في الولايات المتحدة خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين.
النمو العالمي والمشاريع الرئيسية (ستينيات-ثمانينيات القرن الماضي)
ومع ازدهار الطلب العالمي على الطاقة والبنية التحتية، اتجهت شركة بيكتل نحو العالمية.
وتوسعت الشركة خارج الولايات المتحدة، حيث شيدت محطات طاقة ضخمة ومصافي وخطوط أنابيب في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأمريكا الجنوبية وآسيا.
وكان من أبرز مشاريع بيكتل خلال تلك الحقبة بناء خط أنابيب ترانس ألاسكا في سبعينيات القرن الماضي، والذي سمح بتدفق النفط من حقول نفط خليج برودو في ألاسكا إلى الساحل الجنوبي.
وبطوله الذي يبلغ 800 ميل، كان هذا الخط معجزة هندسية مصممة لتحمل الظروف البيئية القاسية.
ومن المشاريع الأيقونية الأخرى لشركة بكتل خلال تلك الفترة مدينة الجبيل الصناعية في المملكة العربية السعودية، وهو مشروع ضخم أصبح أحد أكبر مشاريع الهندسة المدنية في التاريخ.
وخلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، واصلت بكتل تنويع أعمالها في قطاعات مثل الاتصالات والتعدين والنقل.
وقامت الشركة ببناء الطرق والجسور وأنظمة النقل الجماعي في جميع أنحاء العالم، بدءًا من أنظمة مترو الأنفاق الحضرية في واشنطن العاصمة، إلى السكك الحديدية عالية السرعة في أوروبا.
الحقبة الحديثة للشركة (من التسعينيات إلى الوقت الحاضر)
وبحلول التسعينيات، نمت شركة بيكتل لتصبح شركة عالمية بحق، بمشاريع تمتد عبر جميع القارات.
وعززت الشركة ريادتها في مجال البنية التحتية للطاقة من خلال دورها المحوري في تطوير مرافق الغاز الطبيعي المسال (LNG) وبناء محطات توليد الطاقة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة.
وفي القرن الحادي والعشرين، واصلت بكتل تنفيذ بعضٍ من أكثر المشاريع الهندسية تحديًا في العالم.
ومن أبرز هذه المشاريع نفق القناة، الذي يربط المملكة المتحدة وفرنسا أسفل القناة الإنجليزية.
وكان نفق القناة أحد أكثر المشاريع الهندسية تعقيدًا في عصره، حيث امتد لمسافة 31 ميلًا تحت قاع البحر.
وركزت بكتل في العصر الحديث على أعمالٍ مهمة في مجال النقل، مثل توسيع المطارات الرئيسية، بما في ذلك مطار جاتويك في لندن ومطار هونغ كونغ الدولي.
ولعبت الشركة أيضًا دورًا في تطوير أنظمة السكك الحديدية الحديثة، بما في ذلك مترو الرياض في المملكة العربية السعودية ونظام النقل السريع في منطقة الخليج (BART) في سان فرانسيسكو.
وكان التزام الشركة بالاستدامة والابتكار دافعًا قويًا لمشاريعها الأخيرة، لا سيما في قطاع الطاقة المتجددة.
وقد أنشأت بيكتل مزارع للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وواصلت ريادتها في تطوير حلول طاقة متطورة، مثل الاندماج النووي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjA1IA== جزيرة ام اند امز