اقتصاد إيران المأزوم ..ساعات ويستقبل حزمة العقوبات الثانية
حزمة العقوبات الأمريكية الثانية على إيران تدخل حيز التنفيذ غدا الاثنين، وسط توقعات بمزيد من تدهور الاقتصاد المنهك بالفعل..
تدخل حزمة العقوبات الأمريكية الثانية على إيران حيز التنفيذ غدا الاثنين، وسط توقعات بمزيد من تدهور اقتصاد إيران المنهك بالفعل، إذ تستهدف الحزمة الجديدة بالأساس قطاع النفط.
وتلقى الاقتصاد الإيراني الحزمة الأولى من العقوبات مطلع أغسطس، التي فاقمت من أزماته ودفعت العملة المحلية – الريال – الى هبوط عنيف مقبل الدولار.
وسجل الريال الإيراني في تعاملات، منتصف الأسبوع الماضي، أدنى مستوى في 3 أسابيع، مع قرب تطبيق العقوبات الثانية، كما خفض صندوق النقد الدولي مجددا توقعاته لنمو الاقتصاد الإيرني، وأعطى صورة قاتمة للوضع في العامين الجاري والمقبل.
وأعلن وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين، أمس الجمعة، أن 700 شخص أو كيان سيضافون إلى اللائحة الأمريكية السوداء، أي أكثر من 300 اسم من تلك التي كانت سحبت بعد عام 2015.
وتوقع صندوق النقد الدولي تراجعا أكبر للاقتصاد الإيراني بنسبة (3.5%-) في 2019.
في الوقت نفسه تقوّض تلك العقوبات أنشطة شركات أوروبية متبقية تعمل في إيران.
"وأدت العقوبات الأولى إلى فرار العديد من الشركات الأوروبية العاملة في عدة قطاعات من السوق الإيراني، وسط فشل الاتّحاد الأوروبي في تشكيل كيان يُفترض أن يسمح بإجراء معاملات مع طهران"
السيارات
تأثّرت الشركات المصنّعة للسيارات الأوروبية بدفعة العقوبات الأولى التي دخلت حيّز التنفيذ في السابع من آب/أغسطس.
وأوقفت مجموعة "ديملر" الألمانية لصناعة السيارات، أنشطتها في إيران "حتى إشعار آخر". وكانت الشركة تعتزم تصنيع وبيع شاحنات "مرسيدس بنز" في إيران.
كما أعلنت شركة فولكس فاجن حسب متحدّث باسم المجموعة، أنها تتقيّد بكل القوانين الوطنية والدوليّة المعمول بها وبنظام التصدير.
وأكدت مجموعة "بي أس آه" أنّها تحضّر لتعليق أنشطتها في سوقها الأجنبية الرئيسية من حيث الحجم ولكن التي تمثّل "أقلّ من 1% من إجمالي مبيعات" الشركة.
الطاقة
اعتباراً من 5 تشرين الثاني/نوفمبر، تسري العقوبات الأميركية على قطاع الطاقة الإيراني، وكذلك على كل شركة نفط كبيرة في هذا البلد.
ومنذ 20 آب/أغسطس، أعلنت شركة "توتال" أنها ستنسحب من إيران. وكانت الشركة الفرنسية انضمّت بعد اتفاق 2015، إلى مجموعة "سي ان بي سي" الصينية في إنفاق خمسة مليارات دولار على استثمار حقل غاز. إلا أن توتال لم تنفق أكثر من مئة مليون دولار في هذه العملية.
وأعلنت شركة "سيمنز" التي أعادت إحياء أنشطتها في إيران في آذار/مارس 2016 عبر الانضمام إلى مجموعة "مبنا" الإيرانية في توربينات الغاز والمولدات لمحطات توليد الطاقة أنها ستتّخذ تدابير مناسبة لإنهاء أعمالها بموجب تطوّر الإطار المتعدّد الأطراف المتعلّق بإيران".
سكك الحديد والسفن
تأثّر صانعو سكك الحديد الإيطاليون بالعقوبات، فقد وقّعت مجموعة سكك الحديد "ديلو ستاتو" الإيطالية الحكومية في تمّوز/يوليو 2017 اتفاقاً لبناء سكّة قطار فائق السرعة بين مدينتي قم وآراك في شمال إيران.
وفي العام 2016، أُبرم العديد من اتّفاقات التنسيق بين إيران ومجموعة "فينكانتييري" الإيطالية لصناعة السفن.
المصارف
اعتباراً من الإثنين، لن تتمكّن المصارف الأجنبية التي تجري معاملات مع نظيرتها الإيرانية من الوصول إلى النظام المصرفي الأمريكي، ولم ينتظر عدد كبير من المصارف كثيراً ليعلن تقيّده بالعقوبات الأمريكية.
وصرّح المدير العام للفرع الألماني من المصرف الإيراني الألماني "ميلي" (البنك الوطني الإيراني) في هامبورغ لصحيفة "هاندلسبلات" في مطلع تشرين الأول/أكتوبر أنّ "80 إلى 85% من كلّ المدفوعات إلى المؤسّسات الألمانية رُفضت".
السياحة
أوقفت شركتا الطيران البريطانية "بريتيش ايروايز" والفرنسية "إير فرانس" رحلاتهما إلى إيران في أيلول/سبتمبر، مبرّرتين خطوتهما بأنّ هذه الخطوط الجوية غير قابلة للاستمرار من ناحية المردود التجاري.
وقالت صحيفة ديلي تلجراف البريطانية السبت "كان يفترض أن يعود رفع العقوبات عن طهران بالفائدة على الشعب الإيراني بتوفير الأموال للمشروعات الاقتصادية في البلاد، لكن الذي حدث، هو العكس".