جريمتها الوحيدة أنها أم تدفع ثمن جريمة لم ترتكبها، تقضي حياتها رحالة تارة بين الأقسام والسجون وتارة أخرى هائمة في شوارع وميادين أنقرة تصرخ من أجل حرية ابنها المحتجز في زنازين أردوغان
جريمتها الوحيدة أنها أم تدفع ثمن جريمة لم ترتكبها تقضي حياتها رحالة تارة بين الأقسام والسجون، وتارة أخرى هائمة في شوارع وميادين أنقرة تصرخ من أجل حرية ابنها المحتجز في زنازين أردوغان.. في انتظار عدالة السماء.
- فشل أردوغان الاقتصادي يدفع عاملا تركيا للانتحار شنقا
- في واقعة نادرة.. التحقيق مع "محكمة" برأت معارضا تركيا
هي السيدة التركية ملك تشتين كايا التي تعرفها شرطة أردوغان جيدا، تؤرق مضاجعهم وتطاردهم باللعنات حين تذكرهم بخطاياهم وترتدي سترة تطالب بالعدالة لابنها العشريني فرقان تشتين كايا، الطالب الذي حولوه إلى كبش فداء لأكاذيبهم التي لا تنتهي!
تشتين كايا التي اتهمها نظام أردوغان بأنها عضو إرهابي في منظمة انقلابية دون أن تتخذ أي إجراء إلا الإعلان عن براءة أطفالها؟
فما الجريمة السوداء التي ارتكبتها هذه السيدة الأربعينية حتى يعلنوا الحرب عليها وعلى أسرتها الصغيرة دون رحمة ويتم اعتقالها هي الأخرى أكثر من 30 مرة؟
تشتين كايا واحدة من مئات الأمهات المعروفات بأمهات الحربية، أمهات لـ259 طالبا من طلبة الكليات العسكرية المحكوم عليهم بالسجن مدى الحياة في أنقرة جراء اتهامهم في الانقلاب الفاشل في الـ15 من يوليو 2016 رغم الأدلة الدامغة التي تثبت براءتهم!
تعتصم الأم المغلوبة على أمرها كل يوم أربعاء أمام مقر الحزب الحاكم "العدالة والتنمية" الذي يتزعمه العثماني رجب طيب أردوغان، للمطالبة بالإفراج عن ولدها الذي أكمل العشرين بثلاث سنوات.. وتساؤلات الشك والحيرة تراودها كل يوم.. كيف يخطط هذا الطالب العشريني في الانقلاب على الحكم؟
أمهات الحربية أو أمهات السبت، وهن الأمهات الكرديات اللواتي اعتقل وخُطف أبناؤهن على يد السلطات التركية منذ ثمانينات القرن الماضي لا يعلمن شيئا عن مصيرهم حتى الآن.. لم تفقد إحداهن الأمل أو اليقين لحظة في تحقق حلمهن بالعدالة التي لم يأخذ منها حزب أردوغان غير اسمها، بعد تحويل حياتهن إلى جحيم وحياة أبنائهن إلى كابوس لا ينتهي.. ولكن ربك بالمرصاد.