بطولات وشهداء.. ملاحم إماراتية في شهادة يمنية
بدماء شهدائها في اليمن، وشحت الإمارات التاريخ بملحمة أخوة قدمت فيها أبناءها فداء لعروبة اليمن ودحرا لمشروع إيراني خبيث.
حيثيات وشهادات توثق الدور الفاعل الذي لعبته الإمارات باليمن في إطار التحالف العربي بقيادة السعودية، في تحرير جنوب البلد الغارق في أتون انقلاب الحوثي؛ الذراع المسمومة التي تمتد منذ سنوات لقتل اليمنيين وترويعهم.
وبحسب قائد قوات الأحزمة الأمنية وألوية الدعم والإسناد باليمن، العميد محسن الوالي، فإن دور الإمارات كان فاعلا منذ تدخلها ضمن عاصفة الحزم العام 2015، وكان حاسما في تحرير جنوب اليمن من المد الإيراني.
وفي مقابلة مع "العين الإخبارية"، قال الوالي إن "الجيش الإماراتي أهل وفاء وفزعة وكان له الدور الأكبر في تحرير العاصمة المؤقتة عدن وباقي المحافظات الجنوبية تحت قيادة التحالف العربي بقيادة السعودية".
ويستشهد الوالي بيوم 14 يوليو/تموز من العام المذكور، والذي قال إنه لا يزال محفوظا في ذاكرة جنوب اليمن، بعد أن تحقق النصر في عدن، وترجل فيها أول شهيد إماراتي عن صهوة جواده وهو العقيد عبدالعزيز الكعبي الذي استشهد داخل عربته بجانب القيادي في المقاومة الجنوبية أحمد الجحوشي.
ويضيف: "كان لقوات الإمارات الدور الأبرز في عدن وفي المحافظات الجنوبية بشكل عام، ولا يكفي الثناء وحده لدور الإمارات، وحتى الشكر قليل بحقهم فهم أهل وفاء وقد هبوا كالغيث لنصرة اليمن".
ويتابع: "نستذكر جيدا فرحة اليمنيين بقدوم قوات التحالف والتصدي للمشروع الإيراني ومشاركة أبناء زايد إلى جانب القوات الجنوبية على الأرض".
ووفق المسؤول العسكري الذي شارك في العمليات العسكرية لتحرير جنوب اليمن ضمن التحالف العربي، فإن تضحيات الإمارات كانت كبيرة جدا بالنظر لمشاركة أبطالها منذ الوهلة الأولى وتقدمهم الصفوف، حيث امتزجت دماء شهداء الإمارات مع دماء أبناء عدن وكل اليمنيين.
فاتورة عدن
بالمقابلة نفسها، تحدث الوالي عن فاتورة النصر في عدن، معتبرا أنها كانت كبيرة، لكن العمليات التي قادها الجيش الإماراتي توجت بالنصر ودحر مليشيات الحوثي وتقهقرها من كل جنوب اليمن.
ولفت إلى أن الإماراتيين تقدموا الصفوف الأولى وكانوا يقودون كل الآليات التي شاركت بتحرير عدن.
ويقول إنه "في قلب المعركة، وفي خضم الفرحة بالنصر، وردنا نبأ استشهاد أحد الإماراتيين لدى استهدافه بمدفع 23 وهو في عربته من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من نظام طهران، وكان ذلك البطل هو الكعبي".
وبالتزامن مع ذلك، يضيف: "كان مقاتل إماراتي شرس آخر ينزف دما في أحد المستودعات بمنطقة الصولبان، وعم الخبر حينها الأرجاء وعرف المقاتلون من أهل اليمن أن إخوانهم من الجيش الإماراتي يتقدمون الصفوف الأولى".
وسام شرف
بمناسبة يوم الشهيد الإماراتي الذي يصادف 30 نوفمبر/ تشرين ثاني من كل عام، قال قائد قوات الحزام الأمني وألوية الدعم والإسناد باليمن إن "شهداء الإمارات روت دمائهم أرضنا وأسر الإمارات قدمت فلذات أكبادها في عدن وكل جنوب اليمن وشماله وهذه فاتورة كبيرة لا تقدر بثمن ولا نملك إلا الشكر لهذه التضحيات التي ستظل وسام شرف".
واستعرض الوالي مناقب شهداء الإمارات الذين بذلوا دماءهم في عدن وجنوب اليمن وحتى الساحل الغربي، مستذكرا "الكتبي الذي استشهد مع رفيقه السهيان حين كانا في قيادة قوات التحالف العربي بالساحل الغربي لليمن، بالإضافة إلى الشهداء الذين استشهدوا في هجوم صافر الغادر في مأرب بخيانة إخوانية - حوثية".
ويؤكد أن التضحيات عمت كل ربوع اليمن، حيث شاركت الإمارات بأكثر من 1300 طلعة جوية شاركت فيها لدعم القوات الجنوبية، بالإضافة لأكثر من 15 ألف جندي شارك معهم أبناء الإمارات جنوبا وشمالا وكان لهم الفضل بعد الله في تتويج النصر".
الوالي تطرق أيضا بمناسبة يوم الشهيد الإماراتي، إلى تضحيات بقية قوات التحالف العربي من القادة والضباط السعوديين ومن البحرين والسودان، مشددا على أن تضحياتهم الخالدة ستبقى وسام شرف.
aXA6IDUyLjE0Ljg4LjEzNyA= جزيرة ام اند امز