كان سالم سهيل خميس في العشرين من عمره عندما عين مسؤولا عن مركز الشرطة في جزيرة طنب الكبرى عام ألف وتسعمئة وسبعين.
آنذاك.. كانت عين المستعمر الإيراني تترصد، والأطماع تدور حول الجزيرة الإماراتية الصغيرة.
مع إشراقة آخر صبح بارد من نوفمبر عام ألف وتسعمئة وواحد وسبعين، فوجئ سالم وزملاؤه الستة في مركز الشرطة ببوارج المحتل الإيراني تحاصر الجزيرة.
ثلاثة آلاف وخمسمئة من الجنود وثلاث طائرات حربية إلى جانب البوارج وزوارق "هوفر كرافت" البرمائية التي حملت جنود الغزاة.
رفض سالم الرضوخ لأوامر المحتل بالاستسلام وإنزال العلم الإماراتي.
أطلق الايرانيون النار فاشتبك معهم سالم ورفاقه وأوقعوا إصابات وقتلى بين جنود الجيش الإيراني الغازي بينهم قائد القوة المهاجمة.
أصيب اثنان من عناصر المركز قبل أن يسقي الشهيد سالم أرض طنب الكبرى بدمه.
في الثلاثين من نوفمبر عام ألف وتسعمئة وواحد وسبعين ولدت بطولة سالم، قبل ولادة الاتحاد الإماراتي بيومين، فلعل روح الاتحاد قد نادته.. ولعله هو الآخر أجاب النداء.. فأصبح مثلا يحتذى وقدوة تلهم الحالمين بالبطولة على طريق التضحية والفداء.
التضحية التي خلدها مرسوم رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان عام ألفين وخمسة عشر حيث اعتمد الثلاثين من نوفمبر من كل عام يوما للشهيد الإماراتي.