مليشيات غرب ليبيا تنتفض ضد "باشا أغا".. صراع يمهد لانهيار
المليشيات أكدت أن باشاغا وزير داخلية السراج يروج للفتن لتحقيق غاياته بدعم من المرتزقة التركمان-السوريين القادمين من تركيا
تتوالى التصدعات الداخلية مع ازدياد الاحتقان والاتهامات المتبادلة بالخيانة والعمالة في حكومة فايز السراج غير الدستورية في طرابلس الليبية.
الحلقة الجديدة في سلسلة التصدعات بين قادة المليشيات الإجرامية الموالية للسراج، هو إصدارها بيانات تتهم فيها مسؤولين كبار بمحاولة شق الصف المنهار أصلا.
وأصدرت مليشيا ما يعرف بـ"حماية زوارة" بيانا وصفته بـ"الهام والعاجل"، انتقدت خلاله سياسة وزير داخلية السراج فتحي باشا أغا، معتبرة أنه يروج لأجندات دولية مشبوهة من نزع سلاح من أسمتهم بـ"الثوار"وتفكيكها لتحقيق غاياته بالوصول لسدة الحكم.
- مفتي الإرهاب بليبيا ينقلب على السراج ويصفه بـ"الفاشل"
- "الليبية للاستثمار" ساحة جديدة للصراع بين أركان حكومة السراج
وأكدت المليشيا في بيانها أن باشا أغا وزير الداخلية المفوض يروج للفتن ويحاول زعزعة ثقة الشعب الليبي لتحقيق غاياته بأن يصل لسدة الحكم بدعم وتمكين من المرتزقة التركمان-السوريين القادمين من تركيا.
وهددت المليشيا بأن ما يفعله باشا أغا "الطامع الحالم" يجرهم لدائرة الفوضى والصراع والاقتتال.
ودعت المليشيا فايز السراج بضرورة التدخل العاجل والفوري لوضع حد لتصرفات وفتن هذا "الدعي"، رافضة رفضا تاما نزع سلاحها أو حتى تلقي تعليمات من باشا أغا مهددة بأنها لن تتهاون في مواجهة مخططاته التي وصفتها بـ"القذرة" ولو وصل الأمر لمواجهة "المرتزقة" الذين يحتمي بهم بقوة السلاح.
وانضم للمليشيا عدد من مليشيات زوارة والجميل ورقدالين وصبراتة والزاوية -غربي طرابلس- التابعين لحكومة فايز السراج في اتهام باشا أغا بإثارة الفتن، حيث أعلنت مليشيا ما يعرف بـ"شهداء أبوصرة" "التابعة لدفاع السراج بمدينة الزاوية، بيانا تعهدت فيه بالتصدي لممارسات باشاغا ولو بالدماء".
وأشار البيان إلى استقواء باشا أغا بالمرتزقة السوريين -التركمان- الذين نقلتهم تركيا إلى طرابلس، وضمهم إلى وزارته لاستخدامهم في حملته ضد المليشيات في مدن زوارة والجميل ورقدالين وصبراتة والزاوية -غربي طرابلس- من أجل تمكين شخصه من السلطة، مدعية أنه ضرب عرض الحائط بما وصفته بـ"تضحيات الثوار وفضّل المقاتلين السوريين"، واختار أن يؤسس بهم قواته الخاصة وجناحه المسلح لـ"ضرب الثوار وقمعهم ونزع سلاحهم تحت شعار."، حسب البيان.
كما أعلنت المليشيا دعمها للسراج في أزمته مع نائبه أحمد معيتيق، داعية مجلسه الرئاسي لنبذ الخلافات الداخلية التي لا تخدم إلا أعداء الوطن، مؤكدة أنها ستدعم تحركات المجلس ورئيسه بما يحسن من وضع المواطن حتى لو تطلب الأمر إجراء تعديل وزاري.
ويحيط بالمجلس الرئاسي لفايز السراج صراع على النفوذ والسلطات، كانت أهم معالمه التراشق بالبيانات الرسمية بين السراج ونائبه أحمد معيتيق.
وانتقل الصراع إلى المليشيات وقادة المليشيات مؤخرا، إذ يتهم معيتيق السراج بالتفرد بالسلطة والاستحواذ على القرارات، مخاطبا الجهات الرسمية وإدارة الشؤون القانونية بعدم اعتماد أي خطاب أو قرار يحمل اسم المجلس الرئاسي إن لم يكن ناتجا عن اجتماع للمجلس ككل وليس أحد أعضائه أو رئيسه.
وانضم عضو المجلس الرئاسي عبدالسلام كاجمان إلى جبهة معيتيق بعد شهور من الاختفاء عن الواجهة السياسية وأرسل خطابا إلى السراج، انتقد فيه أيضا تفرده بالقرارات خصوصاً فيما يتعلق بالمؤسسة الليبية للاستثمار.
والمؤسسة الليبية للاستثمار هي شركة قابضة حكومية تعتبر صندوق الثروة السيادية لليبيا أسس عام 2006، وتدير المؤسسة عدة استثمارات في مختلف المجالات بما في ذلك الزراعية والعقارية والمالية والنفط والغاز، وتقدر عوائدها بمليارات الدولارات.
ووصل الصراع إلى مخاطبة معيتيق لفتحي باشا أغا بالسماح للمواطنين بالتظاهر والتعبير عن رأيهم ضد السراج وحكومته، داعيا الشعب الليبي في الوقت نفسه للتعبير عن رأيه بكل وضوح، والمطالبة بفتج تحقيق في الأموال التي صرفت وأين صرفت وأوجه صرفها.
وكرد فعل على ذلك هاجم عبدالباسط مروان آمر منطقة طرابلس العسكرية لمليشيات السراج تصريحات معيتيق -عضو المجلس الرئاسي الذي يعد قائده من الجهة القانونية- ووصفه تصريحاته بغير المسؤولة، لا تخدم سوى "بعض الأطراف المدعومة دوليا" ومشروعها للنيل مما أسماه "شرعية المجلس الرئاسي".
إدارة الاستخبارات العسكرية بدورها أكدت في بيان أن حراكا يعد له في المنطقة الغربية وطرابلس، بسبب المشاكل الخدمية المختلفة سيتم استغلاله بعد الخلافات المتزايدة بين أعضاء الرئاسي، من قبل جهات وصفها بالمعادية وأجهزة استخبارات أجنبية بهدف إحداث تغييرات في النظام.
ويكشف هذا التراشق بالبيانت مدى الصدامات الداخلية بين أركان حكومة السراج وينذر بتصعيد قد يصل إلى العنف المسلح.
هذا الصراع يوازيه صراعات أخرى بين قادة المليشيات، خاصة مع خطوات فتحي باشا أغا وزير داخلية حكومة فايز السراج بتصفية عدد من المليشيات، نظرا للضغوط الدولية التي تتعرض له حكومة طرابلس جراء تسترها على مطلوبين وإرهابيين.
وازداد الاحتقان الشديد بين مليشيات طرابلس ومصراتة، متهمين باشا أغا أنه يوالي مليشيات مصراتة على حساب نظيراتها في طرابلس، وأنه يخطط لإخراجها من المشهد السياسي والأمني.
وتتصارع مليشيات طرابلس على النفوذ في مناطقها خاصة مع وجود فوارق عقدية وولاءات مختلفة بين الجهوية والانتماءات لتنظيمات إرهابية مختلفة منها الموالي لتنظيم داعش أو القاعدة أو الإخوان.
aXA6IDMuMTUuMTQ1LjUwIA== جزيرة ام اند امز