حلف الوزراء اليمين.. تقليد فرعوني صدرته مصر للعالم

الدستور يشترط حلف الوزراء اليمين الدستورية أمام الرئيس، وهو التقليد الذي يقول عنه كاتب علم المصريات، بسام الشماع، إنه فرعوني الأساس

بعد موافقة البرلمان المصري، الثلاثاء، على التعديل الوزاري الجديد، الذي تضمن 9 حقائب وزارية، يشترط الدستور المصري حلف الوزراء الجدد اليمين الدستورية أمام الرئيس، وهو التقليد الذي يقول عنه كاتب علم المصريات، بسام الشماع، إنه فرعوني الأساس.

ويعود هذا التقليد، الذي صدرته مصر للعالم إلى عهد الملك تحتمس الثالث عندما وقف أمامه الوزير "رح مي رع" يؤدي ما يشبه اليمين الدستورية في حضور كبار رجال الدولة.

وكما يقوم الرئيس -حاليا- بإعطاء توجيهاته للوزراء، ينقل الشماع تفاصيل النصيحة التي وجهها الملك تحتمس الثالث لوزيره "رح مي رع"، والتي حملتها لنا الكتابات المنقوشة على بعض الآثار، وجاء فيها (لاحظ أن شغل منصب الوزير ليس بالأمر الهين أو المحبب بل ينطوي على مرارة العلقم.. كن يقظاً لكل ما يجري في الوزارة، وإذا أتاك مشتكٍ فيجب عليك أن تبحث بنفسك في شكايته، عاملاً حسب القانون ولتتبع الحق ولتعلم أن غضب الإله يحل على من يؤثر المحاباة.. لتكن معاملتك لمن لا تعرفه مثل معاملتك من تعرفه، ولمن هو قريب منك مثل من هو بعيد عنك).

وكما صدّرت مصر الفرعونية حلف الوزراء اليمين إلى العالم، كانت هي -أيضا- أول من عرفت منصب الوزير، ففي عام 3100 قبل الميلاد، وبعد توحيد الملك نارمر "مينا" القطر المصري في نظام مركزي واحد ظهرت شخصية الوزير (تعومر) أقدم مصري شغل هذا المنصب.

ويقول الشماع، في تصريحات خاصة لبوابة "العين" الإخبارية، إن منصب الوزير أو "تا تا ي" باللغة المصرية القديمة كان بمثابة الرئيس الأعلى للهيئة التنفيذية للدولة، ويتلقى أوامره وتعليماته من الملك مباشرة، كما أنه حلقة الوصل بين الدولة والملك يُعلمه بسير جميع الأمور أول بأول حيث كان عيني الملك وأذنيه.

وعن طريقة اختياره، يوضح الشماع أنه يتم وفق شروط يتصف بها مثل حسن السيرة والعدل والخبرة والعلم والكفاءة والأخلاق الحميدة بالإضافة إلى مراعاة قواعد الأقدمية والتعليم.

وحول مهامه يوضح الباحث في علم المصريات، أن الوزير يومه متعدد النواحي، فكان يذهب إلى حضرة الملك في كل صباح لمساعدته في اتخاذ القرارات اليومية، كما كان عليه أن يفحص التقارير ويرسل المراسلات.

ويضيف "انطلاقا من هذه المهام، كانت ألقاب الوزير طويلة ورنانة ومقبرته فخمة وكان شخصية بارزة في مواكب الاحتفالات المخصصة لإظهار عظمته، لذلك كان يعلق على صدره تمثالا للإلهة "ماعت" ربة النظام والعدل والادارة الحسنة حسب المعتقدات المصرية".