إحداها عربية.. 5 خيانات كسرت قلوب الجماهير في العالم

كرة القدم لها أهمية عند الكثيرين تضاهي الماء والهواء وبعضهم يمكنه تغيير زوجته أو عمله أو حياته أو ربما معتقداته.. لكن ليس فريقه.
لكن اللاعبين أنفسهم يُمكن لبعضهم فعل ذلك، وقد يكون هذا الأمر يقف خلفه جرح تلقاه من فريقه القديم، أو أموال وفيرة طائلة سيجنيها من الفريق المُنافس، وهذه أشياء لا تتوافر في معادلة المُشجعين.
ومع تعدد هذه الخيانات على مر تاريخ الكرة وفي شتى أنحاء ودوريات العالم، فقد اختارت العين الرياضية عبر هذه السطور استعراض 5 خيانات شهيرة كسرت قلوب جماهير الكرة.
الخائن الأعظم
5 سنوات قضاها البرتغالي لويس فيجو في كتالونيا مع فريق برشلونة، بعد أن جاء من سبورتنج لشبونة في بلاده بحثاً عن المجد في إسبانيا، لكن ما حدث بعد ذلك كان تحولا عملاقا في قصته.
فيجو تلقى اتصالات من ريال مدريد العدو اللدود والمنافس التاريخي لبرشلونة لأسباب رياضية وأخرى سياسية تتعلق بنزاعات بين العاصمة مدريد والإقليم الكتالوني الذي يطالب بالانفصال.
الجماهير الكتالونية لم تتوقع أن يلبي نجمها البرتغالي طلب نادي العاصمة في مدريد ويتجه إلى العملاق الملكي لارتداء القميص الأبيض والعودة لشن حملات على فريقهم في كتالونيا رفقة أهل العاصمة.
لويس فيجو وافق على طلب ريال مدريد، ولم يخبر برشلونة بأنه سيرحل، فقط نام المشجعون ذات ليلة ليستفيقوا في اليوم التالي على نبأ دفع فيجو الشرط الجزائي في عقده والانتقال رسمياً إلى ريال مدريد.
حصل برشلونة على 62 مليون يورو قيمة الشرط الجزائي، وهو الرقم الأغلى وقتها في تاريخ كرة القدم، لكن ذلك لم يكن كافياً لأن الجُرح كان غائراً، ونظمت الجماهير الكتالونية حملات عنيفة ضد نجمها الراحل.
لقب الخائن كان موصوماً بلويس فيجو، حتى إن نطق اسمه لم يكن مألوفاً في إقليم كتالونيا، فقط يكفي أن تقول الخائن ليعرف الآخرون عمن تتحدث.
ما زاد من كراهية فيجو عند جماهير برشلونة، هو أنه كان نواة لفريق الأحلام في ريال مدريد الذي ضم الفرنسي زين الدين زيدان والبرازيلي روبرتو كارلوس والإنجليزي ديفيد بيكهام، والبرازيلي رونالدو الذي لعب لبرشلونة كذلك قبل الريال.
لكن لم ينتقل رونالدو مباشرة إلى ريال مدريد من برشلونة، ولم يقم بخيانة النادي من وجهة نظر الجماهير بالرحيل في الخفاء وتسديد الشرط الجزائي، لذلك لم يحصل رونالدو على لعنات الجحيم التي نالها فيجو في كامب نو كلما كان يزوره.
ضربة لفيرجسون
توج المهاجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز بكل شيء تقريباً مع فريق مانشستر يونايتد تحت قيادة مدربه التاريخي السير أليكس فيرجسون، قبل أن يقرر الرحيل إلى الغريم والمنافس الأكبر في المدينة، مانشستر سيتي.
تيفيز لعب لصفوف مانشستر يونايتد في 2007 ليشترك في موسمين فاز خلالمها الفريق بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، لكن بعد ذلك قرر كارليتوس البقاء في مانشستر لكن بارتداء القميص السماوي.
النجم الأرجنتيني صرح بعد ذلك عن سبب الانقلاب الكبير الذي قام به على ناديه القديم واللعب مع غريمه، في حديث مع "مانشستر إيفننج نيوز"، قائلاً: "تجاهلني فيرجسون بسبب رفضي التوقيع على عقد طويل بدلا من اللعب مُعارا من وستهام".
كارليتوس أكد أن تجاهل فيرجسون ومعاملته السيئة له دفعاه للتفكير بهذا الشكل الانتقامي واللعب لمانشستر سيتي ليسهم في إعادة النادي السماوي للبطولات على حساب فريقه القديم.
وكان تيفيز أحد أفراد كتيبة مانشستر سيتي الذي فاز بلقب الدوري 2011-2012 على حساب يونايتد، وفي الاحتفالات رفع لافتة مكتوبا عليها "ارقد في سلام يا فيرجسون" وهو الأمر الذي يكشف كم الغضب والكراهية التي بات يكنها كارليتوس للسير.
أكثر المكروهين في نابولي
الخائن التالي هو من نفس بلاد كارلوس تيفيز، لكن قصته في بلد آخر، فجونزالو هيجواين كان النجم الأول في نابولي، لكنه انتقل في صفقة قياسية إلى منافسه يوفنتوس عملاق إيطاليا.
هيجواين تألق مع نابولي بعد رحلته مع ريال مدريد، وباتت صورته على الجدران في شوارع المدينة الإيطالية، وكان أهل نابولي يرتدون قميص اللاعب مع فريقهم السماوي دائماً في كل الشوارع.
بات النجم الأرجنتيني أهم شخص في نابولي، ربما أهم من المسئولين الحكوميين في المدينة، نظراً لأنه يتسبب في سعادة أهلها كل بضعة أيام بأهدافه وبقيادة الفريق للانتصارات.
ورغم انتقاله بمبلغ قياسي بلغ 90 مليون يورو، فقد نعته أوريليو دي لورينتيس رئيس نادي نابولي باللاعب الخائن، مُشيراً إلى أنه عندما تعاقد معه كان يمر بفترة سيئة ويعاني من الانتقادات حتى في بلاده.
بعد عدة سنوات علق هيجواين على نعته بالخائن في حديث مع شبكة "فوكس سبورت"، وبعد أن هدأت موجات الغضب في نابولي، قائلاً :"لست نادماً على الانتقال ليوفنتوس، فلماذا ينعتونني بالخائن؟ هناك الكثير من اللاعبين انتقلو من وإلى ريفر بليت وبوكا جونيورز (بالأرجنتين)، وكذلك الإنتر وميلان، هذه الأشياء قيلت عن رونالدو ولاعبين آخرين".
هيجواين كما تقول القصة مع كل حالات الخيانة من وجهة نظر الجماهير، كان يعيش أسوأ أيامه في السنة عندما يضطر للذهاب إلى ملعب فريقه القديم ومواجهة الجماهير التي حملت قميصه ورسمت صورته، لكن هذه المرة وهي تهتف ضده وترفع لافتات إهانة له.
انتقام من الجماهير
في عام 2009 انتقل النجم التوجولي إيمانويل أديبايور من أرسنال إلى مانشستر سيتي في صفقة وصلت قيمتها إلى 30 مليون إسترليني، وعلى الرغم من الرحيل إلى النادي السماوي بموافقة ناديه ومدربه السابق فإن القصة الدرامية بدأت بعد ذلك.
أرسين فينجر مدرب أرسنال السابق باغت النجم التوجولي في مؤتمر صحفي بعد إتمام الصفقة، وقال إنه رحل إلى مانشستر سيتي بحثاً عن جني المزيد من الأموال.
تصريحات فينجر جلبت اللعنات على أديبايور من جماهير أرسنال التي هتفت ضده بشدة، وهاجمته بعد أن خرج مدرب الفريق ليلمح إلى أن هداف الفريق خانهم من أجل المال.
وفي مباراة على ملعب الاتحاد عام 2009 فاز مانشستر سيتي 4-2 على أرسنال، لكن التوجولي خلال المباراة واجه وابلاً من الهجوم من جماهير أرسنال التي ملأت مانشستر ضجيجاً.
أديبايور سجل هدفاً ثم ركض من مرمى أرسنال إلى مرمى مانشستر سيتي بسرعة فائقة وجنونية ليحتفل أمام جماهير أرسنال ويعذبهم بالهدف الذي سجله، ليبدو وكأنه أكثر الاحتفالات الاستفزازية من اللاعبين للجماهير.
وفي حديث لموقع "سو فوت" قال أديبايور عن تلك الواقعة: "لم أندم أبداً على ذلك، لقد سب هؤلاء أمي وأبي طوال المباراة، كما تعرضت لهتافات عنصرية، لذلك قمت بذلك الاحتفال".
صدمة في مصر
نامت جماهير الأهلي حزينة بسبب رحيل التوأم حسام وإبراهيم حسن، الأساطير الحية للقلعة الحمراء ومنتخب مصر حينها، واللذين اعتبرا من أهم اللاعبين الذين أنجبتهم القارة السمراء.
لكن لم تكن تلك هي الصدمة التي عاشتها الجماهير الحمراء، فقد حدثت الفاجعة لجمهور الأهلي المُحب لحسام وتوأمه بعدها عندما أعلن نادي الزمالك الغريم التقليدي رسمياً التعاقد مع الثنائي المخضرم.
النادي الأهلي كان قد استغنى عن حسام وإبراهيم حسن، ليصبح من حقهما الانتقال إلى أي ناد بصورة مجانية، وعلى الرغم من غضب أغلب الجماهير من النادي بسبب رحيل هداف الفريق وتوأمه، فإن الغضب كله تحول إلى الدفة الأخرى بعد انتقالهما إلى الزمالك.
الصدامات كانت متكررة ومستمرة في مباريات القمة في استاد القاهرة بحضور نحو 100 ألف متفرج، نصفهم على الأقل من جماهير الأهلي، التي نالت من التوأم الخائن من وجهة نظرها.
ورد إبراهيم حسن باستفزاز الجماهير، بصورة أكبر من تلك التي فعلها أديبايور، حيث اتجه إلى مدرجات الأحمر وكال السباب للجماهير مع بعض الإشارات الخارجة ليزداد الموقف اشتعالاً.
خسر الأهلي أمام الزمالك بعد انتقال التوأم الذي منح الأبيض لقب الدوري الغائب، وفي العام التالي بموسم 2001-2002، سحق الأهلي التوأم مع الزمالك بالفوز (6-1) لتنفجر الجماهير غضباً ممزوجاً بشماتة في حسام وشقيقه الخاسرين بنصف دستة أهداف في أحد أعظم الديربيات في العالم.
حسام حسن فسّر بعدها في غضب أسباب انتقاله للزمالك، حيث قال إن الأهلي هو الذي تركه، ملمحاً إلى أنه لم ينتقل إلى "الأبيض" لأنه أراد ذلك أو لأنه خائن مع توأمه، لكن ما قاله بعد ذلك من أنه جلب بطولات أكثر من صالح سليم أسطورة ورئيس النادي الأهلي الراحل جلب له المزيد من الهجوم واللوم.
يذكر أنه قبل عدة أسابيع، قال حسام حسن في تصريحات تلفيونية إنه ما زال يعشق النادي الأهلي، وما زال يُراهن على أن جماهير النادي الأهلي تُحبه رغم ما حدث منذ 20 عاماً، مشيراً من جديد إلى أنه لم يكن يريد الرحيل عن الأهلي، حتى تركه النادي فقرر اللعب للزمالك.