خطـــاب الأربعـــين يومـــا مـــن الأزمـــة خطاب كله مظلومية، مراوغة، هنّأ وشكر فيه الأجنبي الذي اخترق السيادة القطرية، وكأنه خرج ليقول إن قطر دولة لا تحترم توقيع أميرها، لقد عاش دهراً فنطق عهراً
بعد صمت استمر 40 يوماً من بدء الأزمة القطرية والمقاطعة، ظهر الشيخ تميم أمير دولة قطر وأعلن خطاباً موجهاً كما قال للشعب القطري، كان خطاباً مسجلاً ومقطعا، أوله اعتزاز وفخر وآخره توسل ورجاء، غلب عليه التناقض والتلاعب بالألفاظ والمصطلحات، فيه الكثير من التدليس على الشعب القطري، ظهر فيه تميم مرتبكاً يكاد أن يبكي من شدة الخوف أو أن الخطاب كان مفروضاً عليه.
ظهر فيه غريقًا تائها ًضعيفاً هزيلاً متردداً ضائعاً بين ثنايا الوهم وأحلام التعملق الكاذب، وفي حالة يرثى لها، وكأنه يعيش في عزلة إجبارية لا يعلم ما يدور حوله، وهو ما يوضح بما لا يدع مجالاً للشك بأن الشيخ تميم مجرد "كومبارس" على مسرح "تنظيم الحمدين"، وأنه عاجز عن فعل شيء ويقرأ ما يكتب له فقط.
لقد كان خطاباً مجمعاً إنشائيا بلا روح، لم يتناسب مع عمق الأزمة وسبل الحلول أو مخارج حقيقية وصادقة قابلة للتعاطي معها، اعتمد على النسخ واللزق، لم يقدم حلولا جذرية للأزمة، خطاب شعبوي مليء بالمظلومية فيه لعب واستعطاف لمشاعر الشعب لكسب تعاطف وتأييد أكثر وتصعيد للأزمة، كان توقيته في هذا اليوم فيه متاجرة بقضية فلسطين بعد تزامنه مع ما يحدث في القدس والمسجد الأقصى، وكأنه يذكرنا بخطابات حسن نصر الله واللعب على وتر الدين وعواطف الشعوب الإسلامية.
لقد أكد تميم عبر خطابه على المكابرة والعناد التي مازالت عليها قطر، فيه تضليل واضح وفاضح محاولاً طمأنة الشعب القطري الذي يبدو أنه بدأ يفقد صبره من سياسات حكومته، بعد أن أدخل شعبه في نفق مظلم لن يخرج منه سالماً، بعد أن ينهار اقتصادهم، فقد أصابهم بالصدمة بعد طول انتظار، حيث توقعوا خطابا تصالحياً يخرجهم ويخرج البلد من بعض البرجماتيين والخونة لأوطانهم والمستفيدين من ثروات قطر، إلا ذلك لم يحدث، فهو يقول بأن الأمور تسير بشكل سليم ثم يعود ليذكر المعاناة اللي تسببت بها دول الحصار!! ثم يعدهم بمستقبل اقتصادي باهر نتيجة هذه الأزمة!!
خطـــاب الأربعـــين يومـــا مـــن الأزمـــة خطاب كله مظلومية، مراوغة، هنّأ وشكر فيه الأجنبي الذي اخترق السيادة القطرية، وكأنه خرج ليقول إن قطر دولة لا تحترم توقيع أميرها، لقد عاش دهراً فنطق عهراً
خطاب الأربعين يوما من الأزمة، خطاب كله مظلومية، مراوغة، هنّأ وشكر فيه الأجنبي الذي اخترق السيادة القطرية، وكأنه خرج ليقول إن قطر دولة لا تحترم توقيع أميرها، لقد عاش دهراً فنطق عهراً، وهو ما يؤكد أهمية مواصلة الجهود والضغوط من الدول المقاطعة، حتى تتطهر قطر من رجس الإرهاب.
خطاب اعترف فيه بوقوف قطر مع الثورات العربية، وحركات المقاومة، ليؤكد بأن قطر مازالت على اجتهادها وسعيها في تدمير كل البلدان العربية، ثم يتكلم عن السيادة والإملاءات، وأنه لا يقبل الوصاية وأن الوشاية عيب، وأنه يراعي المبادئ والأعراف، في مزايدة كاذبة وكأن إعلامه لم يمارس كل أصناف السقوط والانحدار عند تناوله لقضايا دول الجوار، بل تناسى الخيانة والغدر التي كان عليها أبوه بمحاولة اغتيال الملك عبدالله "رحمه الله"، لقد كان خطابا مثيراً للسخرية والضحك، من أعده له أراد له ذلك، فهو يثبت صدق دول المقاطعة، "كاد المريب أن يقول خذوني".
لقد أكد الشيخ تميم على استمرارية دعم حكومته للإرهاب وعدم التراجع في ذلك، ومغازلته للفرس والأتراك، واستمالة الغرب بالغاز والريال القطري، بعد أن خذل الكويت التي تبنت كل الوساطات السابقة والحالية، وكأن طلب احترام الجوار وعدم التآمر والابتعاد عن دعم الإرهاب أشياء غير ممكنة، مؤكداً أن قطر ما زالت تذهب إلى الانتحار السياسي، وهو يثبت أن النجاح الزائف خيرٌ من الفشل الأنيق.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة