منذ سنة ٢٠١٠ والأمة الإسلامية تعيش في عدم استقرار وشتات في الأمر وإزهاق أرواح الأبرياء في أغلب دول العالم الإسلامي
منذ سنة ٢٠١٠ والأمة الإسلامية تعيش في عدم استقرار وشتات في الأمر وإزهاق أرواح الأبرياء في أغلب دول العالم الإسلامي، وربما يكون في بلد من البلدان أكثر من الآخر، ولكن النتائج واحدة من انعدام أمن ونشر الفوضى وتشريد الشعوب وقتل النفس دون أسباب، ولكن الأهداف واحدة والمحرض والداعم المادي واللوجستي جهة واحدة، السؤال الذي يتبادر لذهن أي إنسان من أي ديانة كان هذا الإنسان، لماذا كل هذا؟!
بعد هذه السنين ماذا جنت قطر من دعمها للإرهاب والفوضى وحث الشعوب على الخروج على الحكام؟ فعدد القتلى من الضحايا الأبرياء يفوق عدد شعب قطر والمقيمين فيها
سؤال تعجبي أكثر منه استعلامي، ولا يعلم السائل أن هذا الأمر يحتاج إلى مجلدات وليس لمجرد مقال، فقد أصبح الدم العربي يسفك ويسال بطريقة تعجز حروف لغات العالم عن وصفها، فهل تظن يا سيدي القارئ أن هذا الأمر يكفيه مقال؟! ولكن سأحاول الإيجاز قدر المستطاع.
فقدر الأمة بأن من يغدر بها ويعبث بأرواح أبنائها محسوب أنه من الأمة العربية والإسلامية، ولكن تصرفاته وسلوكياته تجعلنا نعتبره خارج حسابات الأمة الإسلامية، فالمسلم لا يتسبب بضرر لمسلم ولا يسفك دمه ولا يحرض على قتل مسلم.
هنا نحتاج إلى الصدق مع النفس قبل الآخرين، لأنك إن صدقت مع نفسك فإن الرسالة ستكون صادقة وهادفة لكي لا نروج ولا نؤلف من نسج الخيال، فنحن لا نصنع فيلما في هوليوود أو بوليوود ولكنا نسرد الحقائق ليتكشف الأمر لمن ما زالت لم تتضح الرؤية له بعد.
هناك سياسة تبنتها دولة قطر منذ سنة ١٩٩٥ مع انقلاب حمد بن خليفة على والده، ومع نجاح الانقلاب الغادر تم وضع الخطة لتنفيذ سياستهم التي هدفت لتمزيق الشرق الأوسط، وأكثر الدول التي وضعت في مقدمة الدول التي يجب تقسيمها أولا مصر ومن ثم السعودية وليبيا وسوريا.
هذه السياسة لتحقيقها يجب أن يستخدم سلاح الإعلام فيها فكانت قناة الجزيرة هي السلاح الإعلامي، وبعدها تم تفريخ وسائل إعلامية أخرى تعتبر من تفريخ قناة الجزيرة الإرهابية وبدعم وتمويل قطري، وهناك السلاح الثاني جنود في الميدان وهم ٣ أصناف؛ الأول المخطِّط، والثاني المنفذ المجنَّد، والثالث الوقود الذي يكون مصيره القتل أثناء المظاهرات والأعمال التخريبية ونشر الفوضى، لأنه سيستغل لاستعطاف الجمعيات الحقوقية والمجتمع الدولي، والثلاثة أصناف كانوا بإدارة تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي، فأنفقت حكومة قطر المليارات لدعم تلك الأعمال وتدخلت في شؤون الدول ومصير الشعوب واستغلال المنابر الدينية للخروج على ولاة الأمر، وتحقير دور رجال الأمن، وهذا ما نراه في مصر والسعودية، اللتين ما زالتا إلى الآن وبشكل شبه يومي يتعرض رجال أمنهما إلى أعمال إرهابية، ولمعرفة الأسباب التي تدفع المنفذ ابحث عن الممول وستعرف أن وراءه حكومة قطر والمنابر الدينية التي استغلوها لتحريض الشباب للقيام بعمليات إرهابية.
نجحت قطر بشكل جزئي في تخطيطها لنشر الفوضى وتحريك الشارع العربي خاصة الشعوب الفقيرة، لأن إعلامها وتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي استغل الخطاب الديني بعد تحريفه من قبلهم، واستغلوا أيضاً حاجة الناس وفقرهم فوعدوهم بأنهم سيكونون أغنى الناس، وما تلك إلا وعود واهية، فأصدروا تقارير بنكية مزورة وكذبوا الكذبة المضحكة على الشعوب بأنهم سيقسمون الثروة عليهم!
ثارت الشعوب وانتشرت الفتن وضاعت الحقوق وما كان موجودا أصبح غير موجود، مما تسبب بتفاقم المصائب، ابتداء من الشعب التونسي ثم المصري والليبي حتى نصل إلى سوريا التي لم تنته منها الأزمة، وكل الدول التي تم الانقلاب على حكامها تم وضع تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي على رأس السلطة، ولكن استطاعت بعض الشعوب العودة للمسار الصحيح وقامت بتطهير جهازها الحكومي من الإرهابيين، فتلقت قطر الصفعة تلو الأخرى، والصفعات الأخرى قادمة في الطريق لأننا نقول للشعوب يحق لكم المطالبة بتعويضات من دولة قطر فهي من تقف خلف كل المصائب.
والآن بعد هذه السنين ماذا جنت قطر من دعمها للإرهاب والفوضى وحث الشعوب على الخروج على الحكام؟ فعدد القتلى من الضحايا الأبرياء يفوق عدد شعب قطر والمقيمين فيها.
والآن ونحن نعيش حالة غير مسبوقة في دول الخليج العربية من قطع للعلاقات مع قطر لأن أميرها لم يلتزم العهود التي وقع عليها في الرياض سنة ٢٠١٤، والتي كانت تنص على التوقف عن ما تمارسه قطر من فوضى ودعم إرهاب، والشعب القطري يعاني من هذه المقاطعة فقد ارتفعت الأسعار من ١٠٠٠٪ الى ١٥٠٠٪، والعملة تهبط في السوق العالمية، والقادم سيكون أسوأ لو استمرت حكومة قطر في عنادها.
السؤال الأهم الذي ينتظره الجميع في وقتنا الحالي.. هو أن الجميع يود معرفة القادم والذي بدأت به مقالي هذا وأنهيت به، "هل من مزيد يا قطر؟".
وربما لن يكون هناك مزيد للسؤال عنه فنعود لسؤال آخر وماذا بعد يا قطر؟! أسئلة قد نجد إجاباتها في الأيام المقبلة وربما في مقالات أخرى قادمة
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة