تأتي التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع القطري خالد العطية لتطلق من جديد علامات التعجب وخيبة الأمل الكبيرة في السلطة الحاكمة في الدوحة وسياساتها التي انعكست على الداخل القطري في لوحة تثير الشفقة على قطر الدولة، والشعب الذي تتلاعب بمصائره أمزجة وأهواء يصنفها أ
تأتي التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع القطري خالد العطية لتطلق من جديد علامات التعجب وخيبة الأمل الكبيرة في السلطة الحاكمة في الدوحة وسياساتها التي انعكست على الداخل القطري في لوحة تثير الشفقة على قطر الدولة، والشعب الذي تتلاعب بمصائره أمزجة وأهواء يصنفها أهل الحل والعقد هناك بمزاعم السيادة وحمايتها أو بذرائع غريبة لا تليق بدولة مثل الإجبار أو ركوب الموجة.
لا يعنينا كخليجيين وعرب كما يعني إخواننا القطريين السر (الخطير) الذي كشف عنه العطية عندما قال عن مشاركة بلاده في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "قطر وجدت نفسها مجبرة على الانضمام للتحالف من قبل السعودية ودول عربية أخرى"!، ومن باب عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة نترك للمواطن القطري الأمر برمته ليقرر في هذا الحال من المسؤول عن القبول بالإجبار لتذهب دماء الشهداء من أبناء الجيش القطري التي سالت في اليمن سدى؟! ولمن كان تميم بن حمد يدعو ربه عند تشييع جثامين الشهداء القطريين هل للشهداء أو عليهم.. أم على القتلة.. أم على من أجبروه على المشاركة في التحالف؟
نترك للمواطن القطري الأمر برمته ليقرر في هذا الحال من المسؤول عن القبول بالإجبار لتذهب دماء الشهداء من أبناء الجيش القطري التي سالت في اليمن سدى؟! ولمن كان تميم بن حمد يدعو ربه عند تشييع جثامين الشهداء القطريين هل للشهداء أو عليهم.. أم على القتلة.. أم على من أجبروه على المشاركة في التحالف؟
هل كان موقع وكالة الأنباء القطرية مخترقاً يوم 11 نوفمبر 2015 عندما نعت القوات المسلحة القطرية الشهيد محمد حامد سليمان "الذي استشهد أثناء تأدية الواجب ضمن قوات التحالف العربي المشاركة في عملية إعادة الأمل في الجمهورية اليمنية الشقيقة"؟، أو أن دولة أخرى تبنت قرصنة إلكترونية على موقع الوكالة في 13 سبتمبر 2016 لتنسب بياناً للقوات المسلحة القطرية جاء في نصه "إنها تنعى ببالغ الحزن والأسى شهداء الواجب النائب محمد عوض سالم، والجندي محمد داوود خيال، والجندي محمد ناصر محمد، الذين استشهدوا اليوم أثناء أدائهم الواجب ضمن قوات التحالف العربي باليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية في عملية إعادة الأمل باليمن"؟!
تساؤلات كثيرة يمكن طرحها في أرجاء الجزيرة المعزولة على السلطة الحاكمة فيها، وسنتركها لأهلها، فهم أدرى بشعابها، فهي شأن داخلي لا يهمنا فيه إلا سعادة ورخاء إخوتنا من مواطنيها الذين أصبحت حياتهم فيما يبدو رهناً للمد والجزر على شاطئ الجزيرة الدولة والقناة، فالمسألة للشعوب التي تشارك دولها في التحالف هو أن التحالف أنهى مشاركة قطر بعد سقوط الأقنعة وظهور الخيانة القادمة من معسكر يرفع للأسف علم قطر، وبالتالي أصبحت حياة جنود التحالف أكثر أمناً بعد خروج الخائن من خيمة تحالف عربي قرر عن قناعة كاملة ورضا تام الدفاع عن الشرعية في اليمن.
ما يؤسفنا حقاً هو عدم اكتراث نظام بمصير شعبه، فما خرج على لسان وزير في حكومة قطر يتجاوز آثار مقاطعة سياسية واقتصادية تجبر المواطن أحياناً على الصمت حفاظاً على سمعة بلاده أو صورتها ككيان موحد في الخارج، والوصول إلى درجة لم يكن يتخيلها أحد، فحياة المواطن أصبحت سلعة في سوق المساومة السياسية بين معطيات الرضا وعوامل الإجبار.
وطالما أننا تركنا طرح الأسئلة لإخواننا مواطني قطر إلا أننا كخليجيين وعرب نحتفظ بحقنا في طرح سؤالين فقط نتمنى أن تخرج الإجابة عليهما من مسؤول قطري يتميز بالحكمة -إن وجد- ليقول لنا: ما.. ومن الذي أجبر قطر على المشاركة في قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن؟!
* نقلا عن "الرياض"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة