سعر النفط بعد قرارات أوبك+.. السوق يغلي قبل الشتاء والأعين على واشنطن
تترقب أسواق الطاقة بشغف رد الفعل الأمريكي على قرارات أوبك+ عقب خفض إنتاج النفط الذي ينذر بشتاء "ساخن" على مستوى الأسعار.
وفور إعلان قرار أوبك+ بخفض الإنتاج بمليوني برميل يوميا، قفزت أسعار النفط إلى أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع.
وسارعت واشنطن إلى انتقاد القرار ملمحة إلى إفراج جديد عن جزء من احتياطياتها الاستراتيجية النفطية، كمحاولة لكبح جماح الأسعار.
- "ملتقى دبي للميتافيرس".. نسخة 2023 تستعرض تطبيقات الاقتصاد والخدمات
- إيلون ماسك وصفقة تويتر.. انتقادات للثري الذي يفضل البيتزا على الكافيار
وتتزايد المخاوف في أوروبا على وجه التحديد، حيث تقترب من فصل الشتاء في ظل فقر طاقة، وفي الوقت نفسه تعتزم تحديد سقف للأسعار قد يدفع المنتجين للتخلي عن سوقها "غير العادلة" بحسابات العرض والطلب.
أسعار النفط اليوم
واليوم، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسوية ديسمبر/كانون الأول أربعة سنتات إلى 93.41 دولار للبرميل بحلول الساعة 0538 بتوقيت غرينتش بعد ارتفاعه 1.7% في الجلسة السابقة.
وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي تسليم نوفمبر/تشرين الثاني سنتين إلى 87.78 دولار للبرميل، بعد صعودها 1.4% يوم الثلاثاء.
أوبك+.. أكبر خفض منذ 2020
وبالأمس، أعلنت مجموعة أوبك+ عن خفض الإنتاج بمليوني برميل يوميا، في خفض هو الأكبر منذ 2020.
وبالنظر إلى أن الإنتاج في بعض دول أوبك+ أقل من المستويات المستهدفة، فإن الخفض الفعلي سيكون أقل من مليوني برميل يوميا التي جرى الاتفاق عليه.
وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن الخفض الفعلي للإمدادات سيتراوح بين مليون و1.1 مليون برميل يوميا، وأن القرار يأتي في ظل ارتفاع أسعار الفائدة في الغرب وضعف الاقتصاد العالمي.
من جهته، قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أمس الأربعاء إن روسيا قد تخفض إنتاج النفط، في محاولة لمواجهة تداعيات فرض الغرب سقفا على أسعار الطاقة الروسية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
أمريكا تستعين بالاستراتيجي
وانتقدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الاتفاق ووصفته بأنه "قصير النظر". وقال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن سيواصل تقييم ما إذا كان سيتم سحب المزيد من مخزونات النفط الاستراتيجية لتخفيض الأسعار.
وقالت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إن السحب من مخزونات النفط الأمريكية في الأسبوع الماضي دعم الأسعار أيضا.
وانخفضت المخزونات بمقدار 1.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 30 سبتمبر/أيلول إلى 429.2 مليون برميل.
التأثير النهائي لقرار أوبك+
وقالت سيتي للأبحاث في مذكرة، أمس الأربعاء، إن التأثير النهائي على السوق لقرار أوبك+ سيعتمد على مدة الاتفاقية.
وأضافت المذكرة "توقعاتنا لعام 2023 دون هذا الخفض كانت لمتوسط فائض في المعروض يبلغ 2.1 مليون برميل يوميا نظرا لضعف الطلب ووفرة المعروض نسبيا، لذا فإن مثل هذا الخفض الحقيقي بما يزيد عن مليون برميل يوميا يمكن أن يخفض هذا الفائض إلى النصف".
وذكرت سيتي أيضا أن احتمال حدوث مزيد من اضطرابات الإمدادات، وتعديل محتمل في التدفقات التجارية مع تطبيق سقف لأسعار النفط الروسي القادم والحظر الأوروبي، وتدهور بيئة الاقتصاد الكلي، ستواصل دفع التقلبات خلال الشتاء و2023.
شتاء وتضخم
وتشتد المخاوف في أوروبا تحديدا نظرا لنقص إمدادات النفط وزيادة التضخم، وعزم الاتحاد الأوروبي حظر الطاقة الروسية.
وتخشى بعض الدول أن يؤدي ارتفاع أسعار الطاقة إلى الإضرار بالاقتصاد العالمي الهش ويعرقل جهود حرمان موسكو من عائدات النفط.
ورجح مشاركون في القطاع أن يؤدي هذا إلى رفع الأسعار الفورية، خاصة بالنسبة لنفط الشرق الأوسط، الذي يلبي حوالي ثلثي الطلب في آسيا، مما يزيد من مخاوف التضخم، حيث تكافح الحكومات من اليابان إلى الهند ارتفاع تكاليف المعيشة بينما من المتوقع أن تستهلك أوروبا المزيد من النفط كبديل للغاز الروسي هذا الشتاء.
وقال متحدث باسم إس.كيه.إنرجي أكبر شركة تكرير في كوريا الجنوبية لرويترز "نشعر بالقلق من عودة زيادة أسعار النفط العالمية بعد أن ظهرت بعض بوادر الهدوء منذ الربع الثاني".
وشهدت كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا وأحد عمالقة التصنيع، ارتفاعا حادا في التكاليف بسبب القفزات في أسعار السلع الأساسية.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xMDAg جزيرة ام اند امز