في مقال للكاتب الصحفي عبد المنعم سعيد، تحدث عن الدليل الذكي لمعرفة وفهم الانتخابات الأمريكية.
في مقال للكاتب الصحفي عبد المنعم سعيد، عضو مجلس الشيوخ المصري، تحدث عن الدليل الذكي لمعرفة وفهم الانتخابات الأمريكية.
وقال "السعيد"، في مقالته، إن المتابع للانتخابات الأمريكية سوف يعرف الفارق بين الأصوات الشعبية وأصوات المجمع الانتخابي. الولايات المتحدة كما هو معروف عدد سكانها ٣٣٠ مليون نسمة يسكنون خمسين ولاية تتفاوت في أمور كثيرة منها عدد السكان، وهذا العدد هو الذي يقرر لكل ولاية أصواتها في المجمع الانتخابي لأن الحقيقة الأساسية الكبرى للدولة هي أنها دولة متحدة اتحادا فيدراليا تتفاوت فيه أصوات الولايات حسب حجمها السكاني. داخل كل ولاية يفوز المرشح بكل أصوات الولاية إذا ما حصل على ٥٠٪+١ من الأصوات. ولذا فإنه من المتصور أن يفوز مرشح بأغلبية التصويت الشعبي إذا ما حصل على أغلبية ساحقة في عدد أقل من الولايات ولكنها كثيفة السكان فيحصل على ما هو أكثر من الأغلبية المطلوبة ولكنه يخسر الانتخابات لأن هناك الكثير من الأصوات التي لا تترجم في المجمع للانتخابي الذي هو الحصول على ٢٧٠ صوتا. الأمثلة الأخيرة لهذه المفارقة جرت عندما فاز جورج بوش الابن الجمهوري على آل جور الديمقراطي عام ٢٠٠٠ لأنه حصل على أغلبية المجمع المطلوبة بينما غريمه حصل على أقل منه حتى وهناك فارق في التصويت الشعبي قدره ثلاثة ملايين صوتا. حدث ذلك أيضا في الانتخابات الماضية ٢٠١٦ عندما فاز ترامب على هيلاري كلينتون رغم نفس الفارق. وفي الحالتين فإن جمهورا في الحزب الديمقراطي حاول السعي لجعل الانتخابات قائمة على التصويت الشعبي دون جدوى.
وأضاف قائلا: " إذا كنت قد علمت هذا الدرس فإن هناك درسا آخر لا يقل أهمية. فهناك 50 ولاية أمريكية، لكن قلة قليلة فقط يمكنها أن تقرر من الفائز في الانتخابات، نظرًا لأن معظم الولايات تميل بالفعل بشدة إلى المحافظين أو الليبراليين، ولذا فإن الرئيس دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن سيقضيان الأسبوعين الأخيرين من الحملة في استهداف ساحات المعارك الانتخابية في هذه الولايات الحرجة حيث يكون تحويل بضعة آلاف من الناخبين أمرًا بالغ الأهمية لاكتساح دعم ولايتهم في المجمع الانتخابي. ومن المرجح أن تقرر الولايات التسع أدناه من يعيش في البيت الأبيض بعد ٢٠ يناير ٢٠٢١: ميتشجان ١٦ صوتا؛ ويسكونسون ١٠ أصوات؛ آيوا ٦ أصوات؛ أوهايو ١٨ صوتا، بنسلفانيا ٢٠ صوتا؛ كارولينا الشمالية ١٥ صوتا؛ جورجيا ١٦ صوتا؛ أريزونا ١١ صوتا؛ وفلوريدا ٢٩ صوتا. هذه الولايات جميعها فاز بها ترامب على هيلاري كلينتون وكانت هي الحاسمة في تحديد النتيجة. ومن المهم معرفة أن هذه الولايات تتكون من مقاطعات، وتتوقف توجهاتها عادة عما إذا كانت ذات طبيعة زراعية أو صناعية، حضرية أو ريفية، ونوعية الجامعات ومراكز البحوث ومراكز الشركات الكبرى. وفي العادة فإن الأغلبيات السكانية في هذه المقاطعات هي التي تحدد تصويت الولاية. ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تغيرات في هذه الولايات التسع، ولكن هذه الاستطلاعات ذاتها كانت هي التي حسمت الانتخابات السابقة لصالح هيلاري كلينتون ومع ذلك تمكن ترامب من هزيمتها".
وأكد أن "ترامب لديه مجموعة أوراق هامة قد تحسم النتيجة لصالحه. أولها أنه في ٢٩ أكتوبر قبل أربع أيام من الانتخابات سوف تظهر أرقام الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي في الربع الثالث من هذا العام. المتوقع أن تكون هذه الأرقام إيجابية للغاية قد تصل إلى ٣٠٪ بعد أن بدأ الاقتصاد الأمريكي في استرداد عافيته بعد تراجع في الربعين الأول والثاني نتيجة وباء الكورونا الذي نتج عنه زيادة هائلة في البطالة. وثانيها أن هناك إمكانية لتحقيق انتصارات في السياسة الخارجية خاصة في الشرق الأوسط حيث تسعي إدارة ترامب لدعم الاتجاه نحو السلام الذي قادته دولة الإمارات وتبعتها دولة البحرين ومن ثم السودان. ومن ناحية أخرى أرسلت الولايات المتحدة مبعوثا أمريكيا إلى دمشق من أجل إطلاق سراح رهائن أمريكيين، والنجاح في هذه المهمة سوف تكون له نتائج إيجابية لصالح الرئيس ترامب. ورغم أن السياسة الخارجية ليست هي التي تحسم اتجاه التصويت في الانتخابات الأمريكية التي تهمن عليها الأمور المحلية، والاقتصاد في مقدمتها، فإنه في انتخابات سوف تحسم نتيجتها بالنقاط فإن كل نقطة إضافية فيها سوف تكون في صالح الرئيس"