لا بد أن ندرك أن الأزمة القطرية في مراحلها الأولى، والمعارضة من الشعب في الوقت الحالي مهمة جداً، وإذا طالت الأزمة والنكران لن تفيد المعارضة لاحقاً عندما تواجه قطر ضغطاً دولياً كبيراً
الطبيعي هو رؤية الشعب القطري الذي عاش في نعيم اقتصادي وميزات محلية ودولية مدافعاً عن دولته، ولكن المستغرب هو طول مدة الدفاع هذه عن أفعال الحكومة القطرية الخائنة التي تهدد هذا الاستقرار وتوظف الخيرات القطرية في دعم الإرهاب.
لا يمكن بأي حال نكران وجود فئة واعية ومدركة لما تقوم به الحكومة القطرية التي قد تكون معارضة لها أيضاً، ولكن طلب الإصلاح من الدوحة من قبل الشعب لن يأتي إلا بعد تدخل فئة كبيرة من الشعب في سياسة حكومتها، ولعل ذلك خطوة لاستقامة سياسات هذه الدولة التي ترعى الإرهاب في العالم وتفتح الباب لإيران للتغلغل في الشأن الخليجي والعربي.
وما نراه الآن في شوارع قطر ومنصاتها الإعلامية من عبارات وصور مشجعة للأسرة الحاكمة لن تخدمهم ولن تكون ذات جدوى لدولتهم؛ لأن الحكومة القطرية في حاجة إلى معارضة شعبها وليس العكس حتى تباشر بالإصلاح بدلاً من الإفساد المستمر، وهذه الحكومة قد لا تتجرأ على أداء أعمال تزيد الأزمة سوءاً في مراحلها الأولى إذا واجهت معارضة شعبية شديدة.
لا بد أن ندرك أن الأزمة القطرية في مراحلها الأولى، والمعارضة من الشعب في الوقت الحالي مهمة جداً، وإذا طالت الأزمة والنكران لن تفيد المعارضة لاحقاً عندما تواجه قطر ضغطاً دولياً كبيراً
وقد يقوم المواطن القطري بمساندة حكومته من باب الوطنية، ولكن كيف ذلك ومفهوم الوطنية لدى الشعب القطري بات مشوشاً؛ فالوطنية لا تتمثل فقط في الحكومة أو الأسرة الحاكمة؛ فلوطنكم ولمصلحة شعبكم ولأمن دولتكم وكذلك لسمعة قطر عليكم حق، الوطنية لا تنحصر في الأسرة الحاكمة فقط بل في جميع ما ذُكر، وإذا كانت أفعال الأسرة الحاكمة تخدم مصالح ما سبق.. إذاً هنا يقوم المواطن بالتضحية لأجلها.
لا بد أن ندرك أن الأزمة القطرية في مراحلها الأولى، والمعارضة من الشعب في الوقت الحالي مهمة جداً، وإذا طالت الأزمة والنكران لن تفيد المعارضة لاحقاً عندما تواجه قطر ضغطاً دولياً كبيراً.
نحن نوجّه رسالتنا للشعب القطري الشقيق، ونتمنى أن يعيد حساباته وينظر إلى الأدلة المنتشرة التي تشكل جزءاً بسيطاً من الواقع، وغيرها مئات الأمثلة التي لن تُنشر في وسائل الإعلام في هذه المرحلة، وكذلك التفكير جيداً بالحكومة التي باتت تهدد الآخرين بشكل استفزازي، ولا بد من أن تعلو الأصوات القطرية المنادية بالحق، فكل شيء بات مكشوفاً الآن والسكوت لا يجوز.
كما ندعو شعب قطر لتعدي مرحلة النكران هذه؛ فهي ليست لصالحهم شعبهم ووطنهم، ونتمنى رؤية حركة معارضة للحكومة من قبل الشعب، ولا نعني هنا استخدام العنف، بل العكس تماماً، فإبداء رأي سليم ومعارض للحكومة القطرية قد يكفي لجعل الحكومة تعيد حساباتها، ورأي الشعب له قوة وتأثير كبير في قرارات حكومته.
ختاماً، كنا في بداية الأزمة القطرية نوجّه اتهامات للحكومة القطرية فقط، فهل سنوجه الاتهام للشعب القطري كذلك ما دام يساند الباطل ويدافع عنه رغم ظهور الحق؟
أصلح الله أوضاع الوطن العربي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة