تمر الذكرى الثالثة عشرة لرحيل القائد مؤسس الإمارات وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه
تمر الذكرى الثالثة عشرة لرحيل القائد مؤسس الإمارات وباني نهضتها، المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كأن اللحظة توقفت عندها ولم تمر، وكأن الزمن استوقف كل من عرف الشيخ زايد وعايشه وعاش في عهده كي يستعيد مواقف الفخر والثناء والاعتزاز بهذا الرجل الاستثنائي الذي جاء في زمنٍ كان بأمس الحاجة إلى حكمته ومعارفه وحنكته القيادية الفطرية، رحمه الله.
زايد بات رمزاً للتسامح الذي ربانا عليه كقيمة مُثلى، ولم يتركنا إلا وقد غرسها في نفوسنا ومدارسنا وعقول أطفالنا الذي تربوا ونشأوا في مدرسة زايد
هي لحظة مريرة مرت ولا شك، لكن أثرها باقٍ في القلوب والنفوس، كفجيعة وطنية جامعة على محبة الشيخ زايد، وليست الذكرى محفورةً في الذاكرة كذكرى فقد عادية مهما كنا مؤمنين بقضاء الله وقدره، ومشيئته وحكمته، ومهما كنا مدركين كمسلمين أن الدنيا دار فناء والآخرة دار بقاء، بل ومهما كنا عارفين بأن الروح لن ترتاح إلا بجوار الرفيق الأعلى.
وتمر الأيام ويبقى الشيخ زايد فكراً وروحاً ورمزاً، ساطعاً في سماء الإمارات عزيزاً غالياً على كل فردٍ من أفراد المجتمع الإماراتي المواطن والمقيم، وتمر الأيام ونسطّرُ في كتاب الخلود محبة الراحل وولاءنا له وانتماءنا إلى نهجه الوطني والإنساني.
وليس اختيار يوم ذكرى رحيله "يوم زايد للعمل الإنساني" إلا دليلنا الواضح على أنّ الراحل جسد باقٍ روحاً ومنهجاً إنسانياً راسخاً ومدرسةً للعطاء نتعلم فيها أبجديات الإغاثة ونجدة الملهوف ومساعدة المحتاج والمنكوب.
أيها الزايد الساكن قلوبنا وأفئدتنا، لا يخفف عنّا فجيعة فقدك ورحيلك إلا أقمار مضيئة تركتها لنا في ليل غيابك، فكان الخليفة الأمين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وكان أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وكان أبناء زايد المقتدرين السائرين على خطى الوالد القائد في كل مهمة مهما صعبت، وفي كل موقف مهما اشتد، وكنّا خلفهم على درب الوفاء له والانتماء للإمارات التي أوصانا بها خيراً وحباً وفداءً وتضحية بكل غالٍ ونفيس.
كثيرةٌ هي المكرمات التي قدمها زايد، وقدمها باسمه أبناؤه من بعده، كثيرةٌ حتى أنها لا تعدُّ ولا تُحصى، في كل بقاع الأرض لزايد اسمٌ مشرقٌ ومشرّفٌ، ولنا فيه الفخر والاعتزاز بأننا عيال زايد الخير، كثيرةٌ هي المبادرات التطوعية والخيرية والمساعدات الإغاثية وجهود الغوث لمنكوبين بفعل الحروب والكوارث الطبيعية وغيرها على امتداد المعمورة من أقصاها إلى أقصاها.
يكفينا فخراً أنّ زايد صار رمزاً للعطاء بكل اللغات، ولكل الجنسيات، بدون تمييز بين عرق أو دين أو ثقافة أو فكرة، هذا العطاء الذي جعل من دولتنا الأولى في قائمة الدول التي تخصص مواردها للعمل الإنساني، وهو الذي ألهم قادتنا بتحفيز مبادرات التطوع وصولاً إلى إنجاز منصة تطوعية وطنية هي الأولى من نوعها في العالم، وهو الذي يلهمنا كي نسارع إلى مد العون للغريب قبل القريب، ولو قابلنا البعض بنكران الجميل والإجحاف لا الإنصاف.
زايد بات رمزاً للتسامح الذي ربانا عليه كقيمة مُثلى، ولم يتركنا إلا وقد غرسها في نفوسنا ومدارسنا وعقول أطفالنا الذين تربوا ونشأوا في مدرسة زايد، مدرسة الخير والوفرة والحكمة والرشاد بالفطرة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة