بالفيديو.. الفراولة.. الفاكهة المُدللة بعِيدَيْن في الجزائر
"الفراز" فاكهة المهرجانات المُدللة في الجزائر.
تنتج الجزائر كميات كبيرة من الفواكه كالبرتقال والعنب والتين والتفاح والمشمش وغيرها، لكن لا يوجد من بينها فاكهة "مُدللة" كفاكهة الفراولة أو كما تسمى في الجزائر "الفراز" نسبة إلى تسميتها بالفرنسية (Fraise).
فمع حلول فصل الربيع من كل عام، تحتضن مدينة "جِيجَل" (شرق الجزائر) مهرجانا لعيد الفراولة مع نهاية شهر أبريل/نيسان، أما مدينة "سْكيكْدَة أو روسيكادا" (شرق الجزائر) فتُكرم هاته الفاكهة بمهرجان آخر يقام مع نهاية شهر مايو/أيار من كل عام، وهي الفاكهة التي يحلو لسكان هاتين المدينتين تسميتها "المْكَرْكْبَة".
ويعود تاريخ زراعة الفروالة بميدنة سكيكدة لأول مرة إلى العام 1920، حيث يقول سكان المدينة إن فلاحا إيطاليا هو من جاء بنبتة الفراولة في ذلك العام وزرعها في بلدة "سْتورا" بأعالي المدينة، لتنتشر بعدها بأراضي المعمرين الفرنسين أثناء الاستعمار الفرنسي للجزائر، كما أصبحت مدينة سكيكدة منذ أكثر من ثلاثين سنة أكثر مناطق الجزائر إنتاجا للفراولة، ما دفع السلطات المحلية لتخصيص عيد لها كل عام.
توجد عديد الأصناف من الفراولة بمدينة سكيكدة، من بينها "روسيكادا' وهو الاسم المحلي في سكيكدة، أما الصنف الثاني فيسمى "تيوقا" و"دوغلاس" وهما مأخوذان من رموز فينيقية، حيث تمت زراعتهما لأول مرة في 1970.
أما مدينة جيجل، فيعود إدخال الزراعة الكثيفة للفراولة إليها إلى العام 2001، حيث تم الشروع بشكل تجريبي على مساحة 4 هكتارات مقابل 175 هكتارا حاليا، ويتم إنتاج عشرة أنواع من الفراولة عبر سبع بلديات بها تقع على الساحل، كون نوعية التربة بها ممتازة حسب ما أثبتته نتائج التحاليل التي قام بها مخبر المؤسسة الوطنية بعنابة (فرتيال).
مهرجان وعيد للفراولة
مدينة جيجل الساحلية التي تقع شرق الجزائر، كانت على موعد مع العيد التقليدي للفراولة أو العرس التقليدي للفراولة مع نهاية شهر أبريل/نيسان، وهي المدينة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى مدينة رائدة في إنتاج الفراولة على المستوى الوطني، إلى أن احتلت المرتبة الأولى هذا العام بإنتاج بلغ 52 ألف قنطار وعلى مساحة إجمالية تقدر بـ 175 هكتارا.
المهرجان يتميز بمشاركة عدد كبير من العارضين والمستثمرين في ميدان زراعة وإنتاج الفراولة، من بينهم أيضا نساء اقتحمن هذا المجال وأثبتن جدارتهن في إنتاج هذه الفاكهة.
العيد السنوي للفراولة يتميز أيضا بمشاركة عدد كبير أيضا من المختصين في صناعة الحلويات للمنافسة على جائزة أحسن حلوى أو طبق للحلويات مصنوع ومزين بالفراولة.
كما يشهد هذا العيد السنوي إقبالا منقطع النظير لعشاق الفراولة من داخل جيجل وخارجها، وهو أيضا فرصة للعائلات لاقتناء أحسن أنواع الفروالة وأجودها بأسعار معقولة، وكذا الحلويات المصنوعة من هاته الفاكهة.
ولهذا العيد أيضا صقوسه الخاصة، سواء في جيجل أو سكيكدة، من خلال الاستعراضات الفلكلورية لفرق "الفنتازيا" بوسط المدينة، وكذا مسيرة استعراضية تجوب الشارع الرئيسي تحكي مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها جيجل وسكيكدة على غرار الحقبة الرومانية والفينيقية والإسلامية والاستعمارية، إضافة إلى فرق موسيقية لمختلف الطبوع الغنائية الجزائرية، وسط حضور جماهيري غفير.
اللافت كذلك، أن كميات الإنتاج الوفيرة من فاكهة الفراولة سمحت لمدينتي جيجل وسكيكدة بتصديرها إلى دول الخليج العربي وروسيا في السنوات الأخيرة، وهو ما جعل من هاتين المدينتين "عاصمتين للفراولة الجزائرية".
ويهدف القائمون على إحياء عيدين في مدينتين وفي وقتين مختلفين، إلى تسجيل خصوصيات كل ولاية سياحية وفلاحية في آن واحد، وإبعاد حالة الجمود عليهما، وكذا للتعريف بهذا المنتوج للولوج إلى عالم السياحة عبر بوابة فاكهة الفراولة، رغم أن كثيرا من الفلاحين في هذه المنطقة يعتمدون على الطرق التقليدية في زرعها ورعايتها إلى غاية قطفها.