تعرف على قصة السوري الذي خاطر بحياته وفاز فيلمه بالأوسكار
في مثل هذه الأيام من سبتمبر الماضي، انتهى المصور السينمائي خالد خطيب من فيلمه الوثائقي بعنوان "The White Helmets" أو "الخوذ البيضاء".
في مثل هذه الأيام من سبتمبر/ أيلول الماضي، انتهى المصور السينمائي السوري، خالد خطيب من فيلمه الوثائقي الذي يحمل عنوان "The White Helmets" أو "الخوذ البيضاء".
وحصل الفيلم الذي أنتجته شركة نتفليكس الأمريكية على جائزة الأوسكار في فبراير / شباط الماضي. وتدور أحداثه خلال 41 دقيقة، حول مجموعة من متطوعي الإنقاذ الذين يساعدون الأشخاص العالقين في وابل من النيران في الحرب الأهلية الدموية بسوريا.
وفي مقابلة مع الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر"، روى خطيب قصته من بدايتها.
قال خطيب إنه كان يشاهد حفل توزيع جوائز الأوسكار فبراير الماضي، من إسطنبول التي يعيش فيها حاليا، مع ابن عمه وصديقه المصور السينمائي أيضا، فادي الحلبي.
وأضاف: "كانت الساعة حوالي السادسة صباحا في تركيا عندما اكتشفنا أن فيلمنا فاز بالجائزة". لافتا إلى أنهما كانا سعيدين جدا بالمفاجأة المذهلة.
وتلقى خطيب دعوة لحضور الحفل في لوس أنجلوس، وتم منحه تأشيرة أمريكية استثنائية، لكن عندما وصل إلى المطار، وجد أن الحكومة السورية قد ألغت جواز سفره، ما تسبب له في مشكلة كبيرة.
وقال خطيب: "لأكون صادقا، في بعض الأحيان أشعر أنه لا يوجد أمل في المستقبل؛ لأنه لم يتغير شيء، ولا يريد أحد أن يقوم بأي شيء لمساعدة الشعب السوري".
ولا تزال الحرب مستمرة في سوريا، وتغيرت الأوضاع في حلب، وفي أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، توصلت الحكومة السورية إلى اتفاق وقف إطلاق النار مع القوات المعارضة هناك، حيث كان يعيش خطيب عندما عمل على فيلمه، وفقا لإن بي آر.
- أبو الليث يكشف لـ"العين" كواليس فيلم "الخوذ البيضاء" الفائز بالأوسكار
- الأسد يمنع سوريًّا مرشحا للأوسكار من السفر
وأضافت الإذاعة أن خطيب تمكن من السفر إلى تركيا أثناء الغارات الجوية الوحشية الأخيرة على حلب. ووصف خطيب مشاهدة قصف حلب من بعيد بالموجع جدا، قائلا إنه فقد الأمل؛ لأن العالم يشاهد أهالي حلب يعانون ولا يقوم بأي شيء لوقف الكارثة آنذاك.
ولم يتمكن خطيب من العودة إلى حلب؛ حيث يسيطر عليها حاليا نظام بشار الأسد الذي تستهدف قواته موظفي الإنقاذ والرعاية الطبية بمن فيهم أصحاب الخوذ البيضاء الذين يعملون في مناطق الصراع.
وعلى الرغم من نقل معظم زملائه في مؤسسة الخوذ البيضاء السورية إلى مناطق أخرى عبر سوريا، لم يعد خطيب في الصفوف الأمامية، ويعمل الآن مع فريق العلاقات الإعلامية بالمؤسسة؛ حيث يقوم بمهمة التواصل بين إسطنبول ومناطق معينة من تلك التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا.
وعن ذلك علق خطيب قائلا: "الآن أنا بعيد عن الأحداث، وفي بعض الأحيان يجعلني ذلك أشعر بالضيق؛ لأن زملائي موجودون داخل سوريا، ولا يزالون يعرضون حياتهم للخطر من أجل إنقاذ حياة السوريين، لكن سرعان ما أتذكر أنني هنا في تركيا أقوم بنفس المهمة".
ويعيش المصور السينمائي السوري الآن مع عائلته التي سافرت إلى تركيا منذ 3 سنوات، بعدما تم تدمير منزلهم خلال غارة جوية في حلب، ولدى خطيب 6 أشقاء وشقيقتان، ثلاثة منهم لاجئون في ألمانيا، والبقية تعيش معه في تركيا.
والقلق الأكبر بالنسبة لأشقائه حاليا هو التعليم، وأوضح خطيب أن كثيرا من السوريين الصغار يشعرون بالإحباط، وأنه لا توجد لديهم فرصة في مستقبل أفضل.
وتوقف خطيب نفسه عن التعليم في عام 2012، حيث كان في المرحلة الثانوية عندما اندلعت الحرب، ولا يعلم ما إذا كان سيتسنى له إكمال تعليمه.
ويأمل خطيب في أن يتمكن من السفر إلى الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة؛ للحصول على شهادة في الدراسات الإعلامية أو الصحافة؛ حيث يعتقد أن لدى هاتين الدولتين أفضل برامج في العالم، وعندما يكمل دراسته في هذا العالم المثالي الذي رسمه، سيعود إلى سوريا.
وأخيرا، أعرب خطيب عن رغبته في انتهاء الحرب، وإعادة بناء سوريا، وتوفير حياة جيدة للشعب السوري والعيش في سلام.