الأزمات لن تختفي. هذه حقيقة الحياة كما هي، لا كما نتمنى. العالم متغيّر، والسياسة بطبيعتها أمواج متلاطمة، والاختلاف سنة لا استثناء.
الثابت الوحيد وسط هذا الاضطراب هو ثقتنا بأنفسنا، وبالدولة وبالقيادة التي تعلّمنا منها أن الهدوء ليس ضعفًا، بل أعلى درجات القوة.
شاهدتُ مرة مقطعًا لسفينة تموج بها الأمواج، ترتفع وتهبط بعنف البحر، ثم انتقلت الكاميرا إلى قبطانها؛ هادئًا، ثابت النظرة، بكامل تركيزه. سأله أحدهم: ألا تخاف من هذه الزوابع؟ فأجاب: هذه السفينة صُنعت للبحر، وأنا هنا لقيادتها. الزوابع لن تتوقف، لكن القبطان يعرف طريقه إلى برّ الأمان.
هذه القصة تختصر وعيًا نحتاجه اليوم: الإمارات العربية المتحدة تدفع ضريبة تفرّدها. والتميّز له ثمن، و«النخوة» الإماراتية في وقت الشدائد لا يعرفها إلا الأصيل. من يختار أن يكون في الصف الأول، عليه أن يكون مستعدًا لرياح الصف الأول.
استمتعوا بالشتاء، واطمئنوا. فقائدنا صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يقود هذه السفينة. من أربك أدهى الأمم، لن يعجزه شيء بإذن الله. وشعبٌ يلتف حول قيادته، يأتمر بأمرها، ويفتدي وطنه بطيب نفس.
وفي اللحظات الفارقة، لا نلتفت إلى الضجيج.. بل نلتفت إلى بعضنا.
ومن أجمل ما في فصل الشتاء أن الحياة في الإمارات تمضي بطبيعتها الواثقة؛ في دبي، وفي ليوا، وأيضا في الفجيرة حيث يعانق البحر الجبال بلا قلق. مشهد عابر، لكنه يذكّرك بأن الطمأنينة هنا ليست صدفة، بل نتاج قيادة تعرف كيف تُدار السفن، ومتى تُخفّف سرعتها، ومتى تواجه الموج.
على كل من يعيش على هذه الأرض، مهما علا أو صغر منصبه، أن يكون جاهزًا لوطنه. وعلى الإعلاميين والمؤثرين واجب مضاعف: إبراز الحقيقة، وتفنيد الكذب، بلا مهاترات ولا انجرار للأسفل. الجُبن عن الكلمة ليس خيارًا حين يُختبر الوطن.
تركنا مواقعنا في جنوب اليمن حين قدّرنا أن الوقت حان، وكنا سدًا منيعًا في مأرب وغيرها. ونأمل من غيرنا ألا يغرق في «شبر ماء».
وفي الأزمات، لا نحتاج أصواتًا أعلى… بل بوصلة أدق.
وكما قال "شيّابنا":
البحر له ناس لفّيحة
يعرفون التوح من اليرّة
مب كل من تاح سرّيحة
قال هذا خيط وبايّره
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة