يقدّم عام 2025 صورة رقمية لافتة عن أداء دولة الإمارات، تعكس حجم التحوّل الذي تشهده الدولة في مختلف القطاعات، وتبرز قدرتها على الجمع بين الرؤية الاستراتيجية والتنفيذ العملي السريع.
وتُظهر البيانات الصادرة خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات مجموعة من المؤشرات الدقيقة التي تختصر واقع التقدم الاستثنائي الذي حققته الدولة في عام واحد، وفي مسيرة تمتد إلى أكثر من نصف قرن.
تبدأ القراءة الرقمية لهذا العام بتأكيد إنجاز 67% من مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031» خلال ثلاث سنوات فقط من إطلاقها، وهو ما يعكس وتيرة تنفيذية متقدمة تفوق التوقعات. ويشير هذا الإنجاز إلى أن الأعوام الستة المتبقية ستُوجَّه نحو سد الفجوات المتبقية وتعظيم أثر المبادرات، في ظل مشهد دولي يتغير بسرعة غير مسبوقة.
وفي محور التنافسية العالمية، تكشف الأرقام عن قفزة نوعية رسّخت موقع الإمارات بين أكثر دول العالم تقدمًا. فقد جاءت الدولة الأولى عالميًا في 264 مؤشرًا، ومن بين أفضل خمس دول عالميًا في 504 مؤشرات، ومن بين أفضل عشر دول عالميًا في 710 مؤشرات. ويؤكد هذا الأداء المتفوق أن «عقلية المركز الأول» باتت منهجًا راسخًا في العمل الحكومي، يمتد من التخطيط إلى التنفيذ، ويُترجم في مؤشرات أداء عالمية مستدامة.
اقتصاديًا، يشير الأداء الوطني إلى أن عام 2025 يُعدّ أفضل عام اقتصادي في تاريخ الإمارات، استنادًا إلى التوقعات الدولية التي ترجّح نموًا اقتصاديًا يصل إلى 4.8%، متجاوزًا المعدل العالمي. ويعكس هذا النمو مرونة الاقتصاد الوطني وقدرته على التكيّف مع التحولات الدولية واغتنام الفرص في مجالات التكنولوجيا والطاقة والقطاعات المستقبلية.
وفي مجال التجارة الخارجية غير النفطية، تكشف الأرقام عن حيوية اقتصادية مستمرة. فقد بلغت قيمة التجارة غير النفطية نحو ثلاثة تريليونات درهم في عام 2024، وهو رقم يعكس قوة شبكات الدولة التجارية وصلاتها العالمية. أما في النصف الأول من عام 2025، فقد سجلت التجارة الخارجية غير النفطية نموًا بنسبة 24.5% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، الأمر الذي يعزز مكانة الإمارات مركزًا عالميًا للتجارة والخدمات والاستثمار.
وتشير القراءة الرقمية للعام أيضًا إلى توسّع واضح في دور الإمارات على الساحة الدولية؛ فقد انتقلت الدولة من المشاركة في المشهد العالمي إلى التأثير فيه وصياغة اتجاهاته، سواء عبر المبادرات التنموية أو المساهمات الإنسانية أو الحضور في الملفات الدولية الكبرى.
وتُظهر الصورة العامة أن الإمارات تنظر إلى المستقبل بوصفه مشروعًا مستمرًا لا يتوقف عند حدود الإنجاز؛ فالعالم يشهد تغيرات متسارعة، والتحديات تتبدل، والتكنولوجيا تفرض إيقاعًا جديدًا يتطلب استعدادًا دائمًا. وفي هذا السياق، تؤكد المؤشرات أن الدولة تعتمد رؤية واضحة، وشعبًا طموحًا، وحكومة تعمل بروح الفريق الواحد، وأن الهدف الاستراتيجي الثابت هو أن تكون الإمارات أفضل دولة في العالم عامًا بعد عام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة