"حقوق الإنسان".. مصطلح فقد قيمته لابتذاله من جماعات ومنظمات تريد النيل من دول راسخة ومزدهرة، متناسية عيوبا تعتري نُظُمها ودولها.
وقد أصبح الاستغلال المتكرر لمسألة حقوق الإنسان مستهجَناً حين تحولت ورقة تُستعمل من أجل الضغط والمساومة، في تدخل صارخ في شؤون الدول.
إن حقوق الإنسان مصطلح فضفاض، يكيل به الغرب بمكيالين وقتما يريد، فيميل ضد دول بمنطقة الشرق الأوسط، تلعب أدوارا محورية في أمن واستقرار العالم، بينما نرى أزمات حقوق إنسان موجودة فعلا في دول لا تتحدث عنها هذه الجمعيات والمؤسسات، التي تدّعي اعتناءها بهذا الملف عالمياً، لكنها فقط تركز بقصدية على دول بعينها لتحقيق غاية ما، ربما تخالف أصلا فكرة حقوق الإنسان وتنسفها.
وقد صارت كثير من القضايا الإنسانية عموما أداة سياسية غير مرتبطة بالمشكلة الأصلية، فمؤخراً أصدر البرلمان الأوروبي قرارا ينتقد فيه ما أسماه "وضع حقوق الإنسان" في دولة الإمارات، التي بدورها رفضت ما أثاره هذا البرلمان الأوروبي، الذي يكرر ادعاءات تم الرد عليها سابقاً وصارت ممجوجة، بل رفض قرارها ذاك جميع من يعيش على أرض الإمارات، مواطنون أو مقيمون أو زائرون، لأنهم يشاهدون بأعينهم حقوقهم المصونة، والقوانين التي تصدر كل يوم من أجلهم، ابتداء من العمال والموظفين حتى المستثمرين، فالجميع هنا في الإمارات سواسية ينعمون بالخدمات والراحة والرفاهية، بغض النظر عن أصولهم ودينهم ومستوى معيشتهم.
الحقيقة أن قرار البرلمان الأوروبي لا قيمة له، ولم يصدر عن كيان الاتحاد الأوروبي المعتبر، لكن توقيته يبيّن زيف الادعاءات والغاية من إصداره الآن، حيث لم يلتفت ذلك البرلمان إلى النجاحات التي تحققها الإمارات، تلك الدولة المعجزة، التي تفوقت على دول كثيرة حول العالم، منها دول وصفت بأنها "عالم أول"، وبالتالي حاول واهما من خلال هذا القرار أن يوقف عجلة النجاحات المتتالية التي تحققها الإمارات العربية المتحدة، لكنه أخفق أيما إخفاق، فالعالم كله ينظر إلى الإمارات نظرة إعجاب وينتظر أن يجتمع على أرضها في "إكسبو دبي 2020" قريباً.
يتجاهل القرار بشكل غريب جميع الإنجازات المهمة لدولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان، وإنني لأتعجب وأتساءل: بأي مبرر تُتخذ مثل هذه القرارات؟ وكيف ترى منظمة أو مجموعة تعيش في أوروبا أوضاع الحياة في بلد يبعد عنها آلاف الأميال؟، في الوقت الذي تعمل فيه الإمارات على حماية الحريات الأساسية وحقوق العمال والنساء والأطفال وتحقيق قدر عال من التنمية والرفاهية وتسهيل الحياة وتيسيرها حد السعادة للمواطن والمقيم، سواء بسواء.
لماذا لم يراجع أصحاب هذا القرار تقارير المساعدات الإنسانية، التي قدمتها الإمارات بمبادرة منها، والتي وصلت خلال العام المنصرم إلى قرابة 140 دولة حول العالم؟ لماذا لم يتناول ذاك التقرير المفتعل تعزيز التسامح الديني في الإمارات، والذي يعتبر نموذجاً يحتذي به العالم؟
لم يطلع أصحاب التقرير فيما يبدو على وضع الرعاية الصحية لكل من قدم إلى أرض الإمارات، ولا وضع التعليم والاهتمام بالمواهب، ولا التمكين الاقتصادي ورعاية المستثمرين، الذي يفدون إلى الإمارات بحثا عن فرصها الذهبية، ولا المبادرات الأمنية.. إن هذه كلها حقوق إنسان كما نفهمها ويفهمها المنطق السليم غير المُغرض.
تواصل الأمم والتقاء الإنسانية هو هدف معرض "إكسبو دبي 2020"، ومحاولات تسييس أي قضايا بشعارات واهية في هذا التوقيت لا يعني إلا افتضاح الهدف من مثل هذه التقارير المشبوهة، لذا فالبرلمان الأوروبي بحاجة إلى مراجعة قراره البعيد عن الواقع والغريب في شكله ومضمونه وتوقيته ودعوته، فكل الدول قد قررت مشاركتها في المعرض وبنت أجنحتها به، والإمارات على أتم استعداد لاستقبال ضيوف "إكسبو دبي" لإبهار العالم بعد أيام كعادتها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة