للمطلعين والدارسين أو قراء التاريخ الأوروبي وحتى حاضره، أن يلقوا في ما يقرؤون الكثير من قصص يندى لها جبين الإنسانية، التي تتغنى بها بعض دوله اليوم، بل وتعطي لنفسها الحق في تقييم أوضاع وحقوق الإنسان في دول العالم.
على كل.. لسنا هنا لنقيم أحدا، ولكننا سنجوب اليوم بواقع مايعيشه الإنسان على أرض الإمارات، ماأعيشه أنا وملايين البشر من مواطنين ومقيمين على هذه الأرض.
دولة الإمارات العربية المتحدة، تلك الأرض المطلة على الخليج العربي شمالا وخليج عمان شرقا، تحدها المملكة العربية السعودية غربا وجنوبا، وسلطنة عمان شرقا، هذه الأرض التي أرسى فيها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، دعائم اتحاد كان ولايزال في نظر العالم كله نموذجا يحتذى به بين الدول، نموذجا لاتحاد ووحدة أرض وشعب ومصير ومستقبل، نموذجا لتخطي الصعاب وبناء الحاضر المزدهر والتخطيط للمستقبل المشرق، وقد يصعب على البعض فهم صعوبة أن تشكل اتحادا ببنيان متين قوي في زمن لم يكن فيه الحال كماهو الآن أو بعد الاتحاد، كما سيصعب على الكثير فهم القدرة الإماراتية المثيرة في تحدي العقبات وتخطي الصعاب، حتى غدت اليوم قصة نجاح يتباهى بها العرب والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، ويتغنى العالم مجتمعا بإنجازاتها التي عانقت فيها السحب وانطلقت بعنفوان إلى الفضاء.
حقوق الإنسان في الإمارات تتمثل في مثال أبسط بكثير مما تحاول الترويج له منصات ومؤسسات تعمل وفق سياسة واضحة، الهدف منها تشويه سمعة دولة، كان آخر إنجازاتها أن حافظت بعد كل ما حل بالعالم من كوارث إثر جائحة كورونا، على وضع اقتصادي متين وحالة من التوازن الاستراتيجي المبهر، بل أنجزت في ظل جائحة أغلق العالم كله أبوابه بسببها، مالم تتمكن حتى أن تخطط له دول نعتت يوما بالعظمى أو دول العالم الأول، وصلت الإمارات إلى الفضاء، بنجاح يسجل بأقلام وأيد إماراتية، في وقت كان فيه العالم يعاني من ارتجاج في دماغه الجمعي، بعد ضربات كورونا ومتحوراته ومتغيراته.
حقوق الإنسان في الإمارات تتمثل ببساطة بوجود شعوب ما يقرب من ٢٠٠ جنسية حول العالم، من مختلف بقاع الأرض، من مجتمعات وعرقيات وإثنيات وديانات ومذاهب شتى، من خلفيات وثقافات وتعليم مختلف للغاية عن الآخر، من أقصى شرق المعمورة حتى غربها ومن أقصى شمال الأرض إلى جنوبها، مختلفون جذريا، شعوبا وقبائل وديانات وثقافات، ما كانت لتقدر على جمعهم في بقعة واحدة أكبر دول العالم، وماكانت لتكون الظروف المحيطة بهم أشبه ولاأقرب بالظروف المحيطة بهم في دولة الإمارات، ولنا في تخيل ماتحققه الإمارات من إنجازات تلو الإنجازات، في ظل أمن وأمان واطمئنان وسلام وتطور وازدهار واقتصاد ينمو بخطى ثابتة وواقع معيشي يحلم به القاصي والداني، بهذا تتلخص حقوق الإنسان في دولة الإمارات.
حقوق الإنسان في دولة الإمارات، تمثلت أخيرا في مشاهد تعلق الهاربين ممن تركتهم دولهم في أفغانستان بإطارات الطائرات المغادرة، بينما شكلت دولة الإمارات جسرا جويا لإجلاء رعايا دول العالم كلهم بأمن وسلام إلى أرض الإمارات استعدادا لنقلهم إلى دولهم، تجلت إنسانية الإمارات في استقبال آلاف النازحين من مختلف دول العالم، تجلت إنسانية الإمارات مع بدء جائحة كورونا بإجلاء آلاف الرعايا العالقين في بؤر انتشار المرض في الصين، تجلت إنسانية الإمارات في إرسال المعدات والأدوات الطبية إلى دول العالم في قارات الأرض الست، في وقت كان فيه الحصول على كمامة في بعض دول أوروبا يدعو للقتل، تجلت إنسانية الإمارات بالمليارات من المساعدات المالية والعينية التي غادرت أرض الدولة إلى اليمن وسوريا ولبنان وفلسطين ومخيمات اللاجئين والنازحين حول العالم، ووصلت هذه المساعدات إلى قلب أوروبا والولايات المتحدة.
أخيرا أدعو من صوّت على قرار البرلمان الأوروبي، أن يتفضل بزيارة الإمارات، أن يأتي لها زائرا عاديا، كعشرات ملايين الزوار الذين يتوافدون إلى الإمارات سنويا، أدعوهم للقاء المواطنين والمقيمين والزوار وسؤالهم على أرض الواقع والتعامل مع شخصيات حقيقية موجودة وتعيش هنا، أدعوهم لسؤالهم عن أحوالهم وظروفهم ومايتوفر لهم من رخاء العيش ورغده، أدعوهم للتجول في شوارع أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة، من شرق الإمارات إلى غربها، ليتسنى لهم بالفعل الاطلاع على أحوال المواطن والمقيم الحقيقية، وكيف يتغنى من هو على هذه الأرض بذلك، وكيف يحلم من هو بعيد بزيارتها أو حتى المرور بها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة